شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
مدرسة الصيام

2012-08-03 05:11
رمضان مدرسة من لم يدخلها، لم يذق طعم رضوان الله تعالى، فأنت أيها الشاب يا من أنعم الله عليك ببلوغ هذا الشهر الكريم، عليك أن تستغل رمضان أعظم استغلال لتكون من الفائزين بجنة الله تبارك وتعالى، ولذا في هذا المقال سنحاول أن نوضح بعض الاستفادات التي يستفيدها الشاب من الصيام.
1. رمضان مدرسة العفة:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشـر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصـر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء) [رواه البخاري].
أقبل عليك شهر رمضان الكريم أيها الشاب، وقد ملء بنوره أركان السموات والأرض، وها أنت تصوم وتحتسب التعب والمشقة عند الله تبارك وتعالى، فلتجعل من صومك إذًا وسيلة لكي تعف نفسك عن الشهوات.
فالصيام كما رأينا في الحديث يدرب الإنسان على العفة، فهو الحصن الحصين الذي يقي الإنسان من الوقوع في الشهوات، فالصوم يقوي القلب ويضعف الشهوات في الجسد، ولكن أخي الحبيب، ليكن صومك حقيقيًّا؛ حتى يتحقق التأثير الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، من أنه سيكون لك وِجَاء، أي حماية ووقاية.
والصوم الحقيقي ليس فقط الامتناع عن الطعام والشـراب، ولكنه يشمل الامتناع عن الشهوات والمعاصي والذنوب طوال فترة الصيام، ولا تقل: أني أصوم ولا ألحظ تغييرًا؛ وهنا أنصحك أخي الحبيب ألا تتعامل مع هذه الوصفة النبوية بنفسية المجرب الذي سيرى ماذا سيحدث، ولكن تعامل معها بنفسية الواثق من موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم، حينما جاءه رجل يقول: إن أخي استطلق بطنه ـ أي يشتكي ألمًا فيها ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اسقه عسلًا)، فسقاه ثم جاءه، فقال: إني سقيته عسلًا فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال: (اسقه عسلًا)، فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدق الله وكذب بطن أخيك)، فسقاه فبرأ [متفق عليه].
شاب أحب الصوم من قلبه:
(فعن عبد الله بن عمرو قال: زوجني أبي امرأة فجاء يزورها، فقال كيف ترين بعلك؟ فقالت: نعم الرجل من رجل لا ينام الليل ولا يفطر النهار فوقع بي، وقال: زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها، قال: فجعلت لا ألتفت إلى قوله مما أرى عندي من القوة والاجتهاد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لكني أنا أقوم وأنام وأصوم وأفطر فقم ونم وصم وأفطر، قال صم من كل شهر ثلاثة أيام فقلت أنا أقوى من ذلك قال صم صوم داود عليه السلام، صم يوما وأفطر يومًا قلت: أنا أقوى من ذلك، قال: أقرأ القرآن في كل شهر ثم انتهى إلى خمس عشرة، وأنا أقول أنا أقوى من ذلك) [صححه الألباني في صحيح سنن النسائي، (2390)].
2. مدرسة الالتجاء:
إن الصيام أيها الشاب يعلم الإنسان التواضع، فأثناء النهار يكون الإنسان خائر القوى، فهذا يدربه على التواضع لله تبارك وتعالى، وكذلك يعوده اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، فالدعاء واللجوء له سبحانه له آثار عظيمة في نفس الإنسان.
فالدعاء أكثر شيء يحبه الله منك، ويقربك به إليه،لأنه يرى منك تخلقك بأوصافك، وتمسكك بعبوديتك، ولأنه يحب أن يسمعك ويحب أن يقربك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شيء أكرم على الله من الدعاء.
(فالله سبحانه وتعالى يحب تذلل عبيده بين يديه وسؤالهم إياه وطلبهم حوائجهم منه وشكواهم إليه وعياذهم به منه وفرارهم منه إليه كما قيل
قالوا أتشكوا إليه... ما ليس يخفى عليه
فقلت ربي يرضى... ذل العبيد لديه) [مدارج السالكين، ابن القيم].
الله يناديك:
إن الله يناديك أيها الشاب في جميع أوقات السنة وفي رمضان يقول: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصها عليكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) [رواه مسلم].
(فالرب تعالى جواد له الجود كله يحب أن يسئل ويطلب منه ويرغب إليه فخلق من يسأله وألهمه سؤاله وخلق له ما يسأله إياه فهو خالق السائل وسؤاله ومسئوله وذلك لمحبته سؤال عباده له ورغبتهم إليه وطلبهم منه وهو يغضب إذا لم يسئل
الله يغضب إن تركت سؤاله... وبني آدم حين يسئل يغضب
وأحب خلقه إليه أكثرهم وأفضلهم له سؤالا وهو يحب الملحين في الدعاء وكلما ألح العبد عليه في السؤال أحبه وقربه وأعطاه في الحديث من لم يسأل الله يغضب عليه) [حادي الأرواح، ابن القيم].
لذلك كان سفيان الثوري يقول: يا مَنْ أحبُّ عباده إليه مَنْ سأله فأكثر سؤاله، ويا من أبغض عباده إليه من لم يسأله، وليس كذلك غيرك يا رب
خطورة الاستغناء:
فإذا أعرضت أيها الشاب بعد ذلك كله عن دعاء ربك تبارك وتعالى، وولى المرء طريق الالتجاء ظهره، فإنه بذلك الجرم يعرض نفسه للهلكة، ويفوت عليه فرصة النجاه ويجعل نفسه محل غضب الله وسخطه،عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنه من لم يسأل الله يغضب عليه) [حسنه الألباني].
يغضب عليه، لأنه انسلخ من عبوديته، وتخلق بصفات غير صفاته، وأعرض عن دعوة الله له ووعده إياه بالإجابة، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]فعجبًا له كيف عصي أمر ربه وكيف ارتاب في وعده، أهو الكبر في قلبه أم الغرور في نفسه؟!
(فهذا من فضله، تبارك وتعالى، وكرمه أنه ندب عباده إلى دعائه، وتكفل لهم بالإجابة) [تفسير ابن كثير].
فالخاسر المستغني، لم يدرك قيمة هذه الجوهرة، وركن إلى نفسه، أو إلى البشر أو المال أو الجاه أو السلطان، فكانت العاقبة الضياع والخسران.
إن هذا الإنسان لينسى نفسه في أحيان كثيرة، ينسى أنه كائن صغير ضعيف، يستمد القوة لا من ذاته، ولكن من اتصاله بمصدر القوة الأول من الله فيقطع اتصاله هذا ثم يروح ينتفخ، ويورم، ويتشامخ، ويتعالى. يحيك في صدره الكبر. يستمده من الشيطان الذي هلك بهذا الكبر. ثم سلط على الإنسان فأتاه من قبله!
ولكن مطرف ابن عبد الله اختصر على نفسه الطريق، وعرف من أين تؤكل الكتف، فلم يضيع وقته ولم يفوت عليه الفرصة في النيل من عطاء ربه، ولذلك كان يقول: نظرت في بدء هذا الأمر ممن هو؟ فإذا هو من الله تعالى، قال: قلت: فعلي من تمامه؟ فإذا هو على الله تعالى ونظرت ما ملاكه فإذا ملاكه الدعاء.
3. إيجابيات لا محدودة:
(فله أبلغ الآثار الإيجابية الفعّاله في تقوية إيمان المسلم وتوحيده في عقيدته وعبادته، وإيقاظ ضميره وصحوة وجدانه، وإحساسه برقابة مولاه، وشعوره بحضوره المستمر معه أينما كان، وترقية خلقه، وتزكية روحه، وكسر حدة شهوته، والدربة على التحكم في انفعالاته وضبط غرائزه ونزواته، وتربية روح الاحتمال والصبر لديه، وتفجير معاني العطف والشفقة والرفق والخير في نفسه، وتحريك مشاركته الوجدانية الصادقة للآخرين وإعانة المحتاجين منهم والمعوزين، وتقوية ميله الاجتماعي فيعمل مع غيره على حفظ كيان جماعته بالتكافل والتراحم و التعاون، فضلاً عما للصوم من ميزة كبيرة في حفظه لصحة الصائم البدنية ووقايته من الأمراض والعلل المختلفة) [فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة، عبد الحميد الصيد، ص (137-138)].
ماذا بعد الكلام؟
ـ اعلم أيها الشاب أن رمضان هو طريقك لتكي تكون عفيفًا، فاحذر في رمضان من أن تعصي الله عز وجل، كأن تطلق بصرك إلى ما حرم الله.
ـ ابتعد عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات في رمضان فهذه الأشياء تضيع صيام المرء، وتمحق البركة والثواب.
ـ ادعو الله تبارك وتعالى بما تريده، وتيقن أن الله عز وجل سيستجيب لك دعاءك.
المصادر:
· فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة، عبد الحميد الصيد.
· مدارج السالكين، ابن القيم.
· حادي الأرواح، ابن القيم.
· تفسير ابن كثير.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 883


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
4.29/10 (11 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.