الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
زهرة البيت الصاحب ساحب 2 |
2012-08-03 05:15
فتاتي العزيزة: مفكرة الإسلام : كثير من الفتيات تحب إقامة صداقات مع الجميلة المرحة الكريمة التي تعزم صديقاتها على البيتزا والآيس كريم وغير ذلك ... والبارعة أيضًا في طريقة التعرف على الشباب، الفتاة الشيك المنطلقة، هذا للأسف هو كل ما تفكر فيه الفتاة وإذا سألتيني أيتها الفتاة كيف أختار صديقتي؟ كانت الإجابة: انتبهي عزيزتي أن هناك سمات مختلفة تمامًا ينبغي أن تبحث عنها كل فتاة مسلمة عند اختيار الصديق نذكر منها 1ـ الخيرية 2ـ الاتزان والتعقل 3ـ الانسجام 1ـ الخيرية: وهي نزوع الرفيق إلى الخير قولاً وعملاً وظهر ذلك عليه في سيماه وسلوكه وتوجهاته فالصديق الصالح من كانت صداقته لله، قال صلى الله عليه وسلم مبينًا الأساس الذي تبنى عليه الصداقة: 'ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار' [أخرجه البخاري كتاب الإكراه] وقد عبر رسولنا الكريم عن الصداقة القائمة على الحب في الله في قوله صلى الله عليه وسلم: 'إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي'. [أخرجه مسلم باب فضل الحب في الله] 2ـ الاتزان والتعقل: ويظهر الاتزان أو عدمه عند تلبية المراهقة لحاجاتها الجنسية والاستطلاعية. 3 ـ الانسجام في الطبع والمزاج: وهو أن يحمل الرفيق في طبعه ومزاجه من الصفات ما يدعو إلى الانسجام معه والارتياح إليه وهذا يرتبط أيضًا بتأثير البيئة المحيطة على الرفيق، فعلى المراهق اختيار الرفيق من وسط صالح وبيئة طيبة. قال ابن جماعة في اختيار الأصدقاء وصفات الصاحب الصالح: ' إذا تعرض المرء لصحبة من يضيع عمره معه، ولا يفيده، ولا يستفيد منه، فليتلطف في قطع عشرته من أول الأمر قبل تمكنها، فإن الأمور إذا تمكنت عسرت إزالتها ... فإن احتاج إلى من يصحبه فليكن صاحبًا صالحًا دينًا تقيًا ورعًا ذكيًا، كثير الخير، قليل الشر، حسن المداراة، قليل المجاراة، إن نسى ذكره وإن ذكر أعانه، وإن احتاج واساه، وإن ضجر صبره' [تذكرة السامع والمتكلم ابن جماعة] وهناك مثل إنجليزي يقول: 'A friend in need is a friend indeed' يعني الصديق عند الضيق، وصديقك من صَدَقَكَ، لا من صَدَّقك في كل شيء. ومن واجب الصديق على صديقه أن يحفظ غيبته، ويهب لنجدته ويرعى مصالحه، ويقدم له النصيحة في لطف وكياسة، كما أن من واجب الصداقة أن يكون الإنسان سهلاً في محاسبته لأصدقائه، ويتجاوز عما قد يقع منهم أحيانًا من خطأ غير مقصود، ويقبل عذرهم عن خطأ مقصود حتى يحافظ بذلك على بقاء محبتهم ولا يفرقهم من حوله' [الذرية الإسلامية للطفل والمراهق محمد جمال الدين محفوظ] عزيزتي الفتاة المسلمة: لقد ضرب لنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه خير مثل على الصداقة وحسن الصحبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يجمع بينهما الارتباط النفسي والمصيري الذي اقتضته هذه الصحبة الفريدة، فنجد أبا بكر يعيش مع صديقه وحبيبه الرسول صلى الله عليه وسلم الحلو والمر، والسهل والصعب، والغنى والفقر، والأمن والخوف، قال تعالى عن الصديق رضي الله عنه:{إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:40]. وقد كانا في سن متقاربة بينهما سنتان وكان يجمع بينهما طبع متقارب في العقل والمروءة وبعد النظر، وفي السماحة والنبل والكرم، وفي الشفقة والرقة والعطف، وفوق كل ذلك وحدة الهدف. وأترك لك عزيزتي الفتاة فرصة فتح القرآن الكريم لتتعرفي على صفات الصالحين من كلام الله لا من كلام من يدعون التقدم والتحرر والانطلاق والحياة الجميلة، في أوائل سور: البقرة والأنفال والمؤمنون وفي أواخر سور: الفرقان وفي سورة المعارج وتفسيرها في تفسير ابن كثير وفي ظلال القرآن لسيد قطب. وللأم والأب دور في ربط الفتاة المراهقة بالرفقة المناسبة: عزيزتي الأم المربية لا تنسي في هذا المقام دورك الكبير في ربط ابنتك المراهقة بالرفقة المناسبة فكيف يكون ذلك. أ ـ التهيئة لوجود الرفقة الصالحة: على الأم الفاضلة إعطاء ابنتها المراهقة المواعظ والخبرات وتبصيرها بأهمية الرفيق الصالح وجميل أثره، وسوء عاقبة مرافقة الطالحين وخطر مجالستهم. ب ـ اختيار السكن المناسب: على الأب اختيار السكن المناسب الذي تجاوره أسر تحرص على صلاح أبنائها واستقامتهم، ولا يضير الأب أن يغير المسكن بسبب سوء الجيران وفساد ذريتهم لئلا يتعدى ذلك على ذريته، وأن يختار المدرسة المناسبة أيضًا التي تعنى باستقامة طلابها وتهتم بالأخلاق إن وضع المراهق في بيئة صالحة كالبلد والحي والجيران والمدرسة هو مفتاح التهيئة لأحداث الرفقة الصالحة المناسبة. ج ـ ربط المراهقين بالأنشطة الجادة والهادفة: مثل المكتبات والحلق العلمية وأنشطة تحفيظ القرآن الكريم فهذه المواطن تحتضن طالبات يتسمن بالخلق الرفيع والاتزان والايجابية الاجتماعية، ويسلمون غالباً من التهور والانحراف في إشباع العواطف والحاجات. د ـ متابعة الوالدين بطريقة غير مباشرة: فإن المراهقين يرفضون الملاحظات المباشرة ويمقتون الرقابة ولا يستجيبون للأوامر والتوجيهات الآتية بطريقة التلقين. هـ ـ إكرام الوالدين لصحبة ابنتهما الصالحة وتقبلها: وذلك بتأييد الفتاة على رفقتها الصالحة واستقبالهم وإكرامهم وتفقد أحوالهم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته يختلطون بالشباب والصبيان، ويسلمون عليهم ويكرمونهم ويشركونهم في الأنشطة والمناسبات. فالسلبية والجفاء مع صديقات المراهقة الصالحات ستشعر الابنة بعدم قبولهم، وعدم الرضا عنهم فتسعى لمقاطعتهم أو تخفي علاقتها بهم مما يكون له انعكاسات سلوكية ونفسية سيئة على الفتاة المراهقة. وأخيرًا .. أيتها الفتاة المسلمة: لا تسمعي لمن تقول 'ويفوز باللذات كل مغامر' فإن المغامرة هنا تعني المغامرة بكل شيء، العرض والنفس والحياة ولكن تعاوني أنت وصديقتك على البر والتقوى، يقول تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2] خذي بيدك ويدها إلى كل خير وصلاح وجديد ومفيد في غير معصية، صومي معها وأفطري معها، واذهبي لزيارة المريضة معها، واخرجي للتنزه معها في غير معصية، واحفظي القرآن معها، ولا تحرمي نفسك من ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله: ' اثنان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه '. المراجع: 1ـ المراهقون د/ عبد العزيز بن محمد النغيمشي 2ـ الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة في مرحلة المراهقة حنان عطية الطوري 3ـ تربية المراهق في الإسلام سيد قطب 4ـ تفسير القرآن العظيم لابن كثير
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |