الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
زهرة البيت العادات السبع للزهرات الأكثر فاعلية ..[5] كوني مبادرة ... [2] أنصتي إلى لغتكِ |
2012-08-03 05:19
أخيتي الغالية: في المقالة السابقة تحدثنا عن الشخصية المبادرة الإيجابية، وكذلك عن هؤلاء المستجيبين السلبيين الذين تقتصر تصرفاتهم على مجرد ردود لأفعال الآخرين، وكان الفارق بينهما واضحًا، والآن ستعرفين فارقا هاما وبسيطا يمكنك به أن تميزي بين الشخصية الإيجابية الفعالة التي تنشدينها ، وبين الشخصية السلبية الردفعلية التي لا يصح أبدا أن تتسم بها زهرة مؤمنة مثلك، هذا الفارق يظهر من مجرد الاستماع إلى لغتك الخاصة أو لغة الآخرين، فيمكنكِ عادة أن تستمعي إلى الاختلاف بين الأشخاص المبادرين وهؤلاء المستجيبين عن طريق نمط اللغة التي يستخدمونها: لغة المستجيبة سوف أحاول هذه هي طريقتي في الحياة لغة المبادرة ليس هناك ما يمكنني عمله لا أستطيع لقد أفسدتِ يومي سوف أفعل بإذن الله يمكنني الأداء بشكل أفضل من ذلك إن شاء الله دعينا نبحث جميع الخيارات سوف أحاول لن أسمح لحالتك المزاجية السيئة بالانتقال إليَّّ وإفساد يومي والمبادرة أو الإيجابية -أخيتي الحبيبة- صفة لازمة للمؤمن، فقد خلقنا الله تعالى، وجعل الدنيا لنا مضمارا للسباق، ولكن ليس سباقا للمتع والشهوات؛ بل سباق للحسنات والطاعات وإحراز التفوق والنجاح، فمن بادر وأحرز أكبر قدر من الحسنات؛ فهو الفائز بالطبع، أما من ترك نفسه لنفسه وظروفه وأحواله؛ فإن هذا لا يظفر بخير، فانظري إلى قوله تعالى: [[وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ]] [يوسف : 53]. وانظري أخيتي إلى الشيطان وهو يقسم لله عز وجل بأنه سيغوينا، قال تعالى: [[قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ]][ص : 82]. وبالطبع أخيتي تعرفين النتيجة: [[لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ]][ص : 85] فكيف تسمحين لنفسك إذا أن تكوني تحت سيطرة هذه النفس الأمارة بالسوء، وغواية الشيطان الرجيم فهل تعتقدين حبيبتي الغالية، أنكِ إذا تركتِ نفسك لشخصية سلبية مستجيبة ، وزمام أمرك وقراراتك وحياتك في يد الآخرين، ... هل تفلحين؟ هل تحصلين على أي خير؟ هل تكونين من الصالحات؟ ما رأيك ...؟ نجوم المبادرة: انظري أخيتي إلى هؤلاء النجوم، هؤلاء من فهموا الدين ومتطلباته؛ والدنيا وحاجاتها، فعرفوا أن شخصية المؤمن لا بد وأن تكون شخصية فعَّالة مبادرة، تصنع الأحداث وتغير الواقع، ولا تترك نفسها للظروف والأجواء. لن أسرد لكِ قصصا، ولكنها بعض الجمل والعبارات التي تعبر عن مبادرة أصحابها، وسأترككِ أنت تحكمين، هذه العبارة تصدر من شخصيات مستجيبة أم من شخصيات مبادرة. - [الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه]: بالطبع تعرفين قصته، وكيف لا يعرفه الجميع وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه من اهتز لموته عرش الرحمن؟ ولكن أتدرين لماذا ذكرته؟ هل تعرفين أخيتي كم كان عُمر سعد بن معاذ رضي الله عنه عندما أسلم؟ كان عمره 30 عامًا، فكم كان عمره عندما مات واهتز لموته عرش الرحمن؟ كان عمره 37 عامًا. سبع سنوات فقط في الإسلام ويهتز لموته عرش الرحمن، فماذا فعل في هذه السنين القليلة؟ مؤسس علم البصريات: ابن الهيثم رحمه الله [965 – 1039 م] اسمه محمد بن الحسين بن الهيثم، اشتهر في مصنفات الغربيين في العصور الوسطى باسم الهازن [AL-Hazan]، ولد في مدينة البصرة بالعراق، درس الطب والفلك والهندسة والرياضة والطبيعة. أهم مؤلفاته في البصريات كتاب 'المناظر'، درس فيه نظرية انكسار الضوء وانعكاسه في البيئات الشفافة كالماء والهواء الذي بقي مرجعًا لهذا العلم في أوروبا حتى أواخر القرن السابع عشر، والذي كاد فيه أن يتوصل إلى المبدأ الطبيعي الذي يقوم عليه المجهر والمرصد [المنظار المكبر والمنظار المقرب]. له مؤلفات في المكتبة الأهلية في باريس ومخطوطات يعالج فيها فروعًا للهندسة، وله مخطوطات في مكتبتي ليدن وبودلي في أكسفورد، وله 43 كتابًا في الفلسفة والطبيعة و25 كتابًا في العلوم الرياضية و21 كتابًا في الهندسة و20 كتابًا في الفلك والحساب. وقد ذكر أن مجموع ما وصل إلينا من كتبه قد بلغ مائتي كتاب، وكان في كل كتبه رحمه الله يفتتحها بهذه الجملة الرائعة: [أنا ما دامت لي الحياة فإني باذل جهدي وعقلي مستفرغ طاقتي في العلم لثلاثة أمور: 1ـ إفادة من يطلب العلم في حياتي وبعد مماتي. 2ـ ذخيرة لي في قبري ويوم حسابي. 3ـ رفعة لسلطان المسلمين وكفى بهذا المشهد وضوحًا في عقل وفكر وقلب رائد البصريات؛ حجرًا يبني في نهضة الأمة ورسالة يحيا من أجلها. ترى هل تعتقدين أن هذه النجوم التي امتلأت كتب الشرق و الغرب بأسمائهم كانوا مستجيبين ردفعليين؟ تصنعهم الأحداث والظروف؟ أم هم من صنعوا الأحداث وأحرزوا الإنجازات؟ هذه أخيتي شخصية المسلم الذي يحبه الله، فقام مبادرًا في كل شيء، في كل خير، في العبادة، والعلم، والدعوة، والعمل و في شتى مجالات الحياة، فهو دائما في المقدمة، ولا يرضى أبدا أن يعيش على هامش الحياة، في ذيل القافلة. فيروس الضحية: بعض الناس يعانون من فيروس معدٍ اسمه فيروس الضحية، ربما تكونين قد رأيتِ بعضهم بنفسك، وهؤلاء المصابون بفيروس الضحية يعتقدون أن كل شخص يُكِن لهم ضغينة في نفسه، وأن العالم يدين لهم بشيء ما،وكأن الجميع يتآمر عليهم ليوقعهم في براثن الفشل ،وليس هذا هو الواقع على الإطلاق ، ولكن المشكلة أن هؤلاء المصابين دائمًا ينظرون إلى أن المشكلة خارج أنفسهم وليست فيهم. وهذه قصة لفتاة أمريكية ذات بشرة سوداء اسمها أدريانا، طالبة جامعة شيكاجو، نشأت في منزل مصاب بفيروس الضحية. تقول: [أنا سوداء البشرة، وفخورة بذلك، لم يقف لون بشرتي حائلًا في طريقي، وأنا أتعلم الكثير من المعلمين البيض والسود على حد سواء، ولكن الأمر مختلف عن ذلك في منزلي، أمي التي تقود العائلة بعد وفاة أبي في الخمسين من عمرها، وهي من أصول جنوبية، وما زالت تتصرف كما لو أن العبودية قد ألغيت بالأمس فحسب، إنها ترى أن تقدمي في المدرسة عبارة عن تهديد، كما لو أنني أنضم إلى الرفاق البيض؛ ما زالت تستخدم لغة مثل : [البيض يمنعوننا من القيام بكذا وكذا، إنهم يعوقوننا ولن يسمحوا لنا بالقيام بشيء]. ودائمًا أرد على ذلك قائلة: [ليس هناك بيض يمنعوننا من القيام بأي شيء، أنت نفسك من تعوقين نفسك؛ لأنك تداومين على التفكير بنفس تلك الطريقة التي تفكرين بها، حتى إحدى صديقاتي تفكر من منطلق أن البيض يعوقوننا، فعندما كانت تحاول مؤخرًا شراء سيارة؛ ولم تتم الصفقة، علقت على ذلك بإحباط قائلة: البيض لا يريدوننا أن نحصل على أي شيء، ولم أتمالك نفسي، وواجهتها بمدى ما عليه هذا النمط من التفكير من سخافة، ولكن ذلك أدى بها فقط إلى أن تشعر بأنني أقف إلى جانب البيض، أما أنا فمازلت مقتنعة بأن الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يعوقك هو أنت نفسك] وبالإضافة إلى شعورهم بأنهم ضحايا، فإن الأشخاص المستجيبين: - يشعرون بالإهانة بدون سبب مقنع. - يوجهون اللوم للآخرين. - يتملكهم الغضب ويقولون أشياء يندمون عليها فيما بعد. - يشجبون ويتذمرون ويشكون. - ينتظرون ما يجري في حياتهم من أمور. - يتغيرون فقط عندما يتحتم عليهم ذلك. فحجة فشل هؤلاء دائمًا الآخرون، أتدرين أخيتي مثل هؤلاء الأناس كمثل من؟ إنهم كمثل من قال عنهم الله عز وجل: [[إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ [166] وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ]] [البقرة : 167]. فهؤلاء من جعلوا أنفسهم ضحية آخرين، حتى ذهبوا بهم إلى النار؛ وهؤلاء أخيتي الغالية، من قال عز وجل عنهم: [[وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ [31]قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ]] [سبأ : 32]. هؤلاء من علَّقوا تقصيرهم وخطأهم على غيرهم، وجعلوا الآخرين السبب وليس أنفسهم، أرأيتِ أيتها الحبيبة حال من يصاب بهذا الفيروس الخطير؟ فما أتعس تلك الشخصية السلبية التي أصابها فيروس الضحية، فترى الجميع ضدها، وتحمل المجتمع والآخرين مسئولية فشلها وتقصيرها، ولا تدري أنها بذلك قد وضعت أكبر عائق أمامها في طريق النجاح والفاعلية، وحرمت نفسها من أهم عوامل النجاح بعد توفيق الله تعالى، ألا وهو أن يتولى الإنسان مسئولية حياته، ويمسك بزمام المبادرة فيها، وهو ما سنتابعه في المقالة القادمة بإذن الله . المصادر: كتاب العادات السبع للمراهقين الأكثر فاعلية شين كوفي صناعة الهدف هشام مصطفى وآخرون
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |