شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
رسائل للشباب
المهندس أحمد ومشروع التخرج
 
Dimofinf Player
المهندس أحمد ومشروع التخرج

2012-08-03 05:18


ـ أحمد طالب بكلية الهندسة بالسنة الأخيرة، وكعادة الكلية تضع مادة مشروع التخرج في آخر سنة من الكلية، لكي تقوم كل مجموعة من الطلاب بالاشتراك معًا بعمل مشروع من المشاريع التي تخص المجال الهندسي.
وقد قام أحمد وبعض زملائه بالاتفاق معًا للعمل كفريق واحد لإنهاء هذا المشروع والحصول على درجة الامتياز فيه، ولكن صاحبنا أحمد لديه مشكلة وهي أنه لا يستطيع العمل مع فريق، فعلى مدار سنين الثانوية, وكذلك المراحل الدراسية في الكلية، كان يحب المذاكرة لوحده، ويكره المذاكرة الجماعية، بل حتى الأنشطة التي يقوم بها خارج الكلية، يميل صاحبنا إلى الوحدة، وأصحابه يُعدُّون على أصابع اليد، فهو يريد حلًا عمليًا للمشكلة، حتى يستطيع أن ينجح مع زملائه في إنجاز المشروع المطلوب.
المنفعة للجميع مهارة يحتاجها الشباب:
تعتبر مهارة المنفعة للجميع والعمل مع الآخرين من أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها الشاب المسلم، لأنها له دور كبير في بناء العلاقات مع الآخرين، وتساهم في إشباع حاجة الفرد إلى الاجتماعية، وبناء الصداقات مع الأشخاص.
الإسلام والحث على المنفعة للجميع:
عندما يتأمل الواحد منا شريعة الإسلام، سيعلم أن هذا الدين قد حثعلى تعميم الخير على جميع الناس، وهذا ما جاء ما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، حينما رغَّب في أداء الركن الثاني من أركان الإسلام في جماعة، وذلك حينما قال: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) [رواه البخاري].
فهكذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم حريصًا على غرس قيمة المنفعة للجميع في نفوس صحابته الكرام، وإذا تأملنا سيرته صلى الله عليه وسلم سنجد أن كثيرًا من المواقف النبوية عامرة بالحث على تلك القيمة العظيمة، فعلى سبيل المثال حينما كان الصحابة رضوان الله عليهم يحفرون الخندق في غزوة الأحزاب، كان النبي صلى الله عليه وسلم مشاركًا معهم، وكان يحفر بيديه ويشجعهم.
وحينما ننظر في كتاب الله تبارك وتعالى، نرى المتقين حينما يدخلون الجنة لا يدخلون نفرًا نفرًا ولا فردًا فردًا، ولكن يدخلون في جماعات، يقول الله عز وجل في محكم آياته: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73].
وزمرًا تعني: في جماعات.
ولقد وضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن كل فرد مسئول عن مصلحة مجتمعه، وعليه حفظه ورعايته، فيقول صلى الله عليه وسلم: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها؛ كمثل قوم استهموا على سفينة؛ فأصاببعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء؛ مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنَّا خرقنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعًا) [رواه البخاري].
أحبهم أنفعهم:
ولم يكتف الإسلام بذلك، بل جعل أعظم الثواب لمن يقوم بخدمة الآخرين، والسعي في مصالحهم، قال صلى الله عليه وسلم:
(أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم؛ تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة؛ أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ـ يعني مسجد المدينة ـ شهرًا)[حسنه الألباني].
فتأمل كيف يجعل الإسلامُ الأحرصَ على نفع الناس؛ الأقرب إلى الله والأحب إليه، بل انظر إلى عظم ثواب قضاء حوائج الآخرين؛ فساعة واحدة في قضاء حوائج الناس خير من اعتكاف شهر في المسجد، وهذه والله هي الجائزة الكبرى في الدنيا وفي الآخرة.
وقد يظن كثير من الناس أن الرصيد الحقيقي هو رصيد المال والجواهر والتجارة، وما ذلك بالصحيح، إنما الرصيد الحقيقي هو ذاك الرصيد الذي يبقى للإنسان في يوم يكون فيه أحوج إلى الحسنة الواحدة، ذاك الأجر الذي يزف لك النبي صلى الله عليه وسلمالبشرى به في قوله:
(من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا؛ نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر؛ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا؛ ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)[رواه مسلم].
وهكذا يخرج الإسلام للإنسانية شخصية متزنة، تراعي مصلحتها ومصلحة الآخرين، وتحرص على تحقيق المنفعة للذات وللغير.
موقف جميل:
تأمل في موقف الأنصار، حينما أتوا للنبي صلى الله عليه وسلم، يريدون أن يقسموا نخلهم بينهم وبين إخوانهم من المهاجرين، لمساعدتهم على العمل والكسب؛ لتستقر حياتهم في المدينة، وفي هذا منفعة للجميع.
وعندما أتوا للنبي صلى الله عليه وسلم اقترح عليهم اقتراحًا آخرلتعظم المنفعة، فقال: (هم قوم لا يعرفون العمل، فتكفونهم وتقاسمونهم الثمر) [البداية والنهاية، ابن كثير، (3/280)]، أي أن المهاجرين لا يعرفون الزراعة، فاقترح النبي صلى الله عليه وسلم أن يستمر الأنصار في عملهم، ثم يقسموا الثمر بعد ذلك بينهم وبين المهاجرين.
حتى سمك القرش:
إن المنفعة للجميع تكون موجودة أيضًا عند الحيوانات التي خلقها الله عز وجل بدون عقل تفهم وتعي به، فنرى سمكة القرش وهي تفتح فمها للأسماك الصغيرة؛ لتدخل فتنظفه، وتتغذى على ما تنظفه من بين أسنان سمكة القرش، ثم تخرج بعد ذلك في أمان وضمان تام، في ظل اتفاقية المنفعة للجميع.
قصة عن المنفعة للجميع:
(لن أنسى ما حييت ما حدث في هذا الفصل الجماعي، الذي كنت أضطلع بتدريسه فلسفة ونظم القيادة، كانت قد مضت حوالي ثلاثة أسابيع على بداية الفصل الدارسي حينما شرع أحد الحاضرين ـ ونحن في غمار العرض ـ يتحدث عن تجارب شخصية بالغة القوة، والتي كانت مفعمة للغاية بالعواطف ونفاذ البصيرة.
وعندئذ حطت على الفصل روح من التواضع والتوقير، توقير لذلك الشخص وتقدير لشجاعته، وأصبحت هذه الروح أرضًا خصبة لممارسة جهد تضافري إبداعي خلاق، وبدأ آخرون في الإمساك بنفس الخيط والإفضاء بتجاربهم ورؤاهم بل وربما أيضًا بعضًا من شكوكهم الذاتية.
وهكذا فقد حثت هذه الروح من الثقة الكثيرين لأن يطلقوا العنان لمكنوناتهم دون قيود، وبدلًا من أن يقوموا بعرض ما سبق لهم إعداده؛ فقد تشجع كل منهم بالأفكار والرؤى العميقة للآخرين، وبدأوا في خلق سيناريو جديد كلية، بشأن ما قد يعنيه الفصل الدراسي بالنسبة لهم، وإزاء ذلك وجدت نفسي منغمسًا بعمق في هذا العمل.
وفي الحقيقة، فلقد كنت أقرب ما أكون للمنوم مغناطيسيًا؛ لما انطوى عليه من قدر كبير من السحر والإبداع، ووجدت نفسي أتحلل تدريجيًا من التزامي بالشكل الذي أردته للدراسة، متحسسًا إمكانيات أخرى جديدة تمامًا، وهكذا فقد خلفنا وراءنا المنهج القديم والكتب التي اشتريناها، وخطط العرض، وأنشأنا أهدافًا ومشروعات ومهامًا جديدة.
وسادت بيننا روح من الإثارة الغامرة لما يحدث، حتى إننا بعد مرور ثلاثة أسابيع أخرى؛ تملكنا جميعًا شعور طاغ لأن نشارك الآخرين معنا فيما يحدث.
وقررنا أن نكتب كتابًا يتضمن ما تعلمناه، والرؤى الناقدة التي اكتسبناها في الموضوع المقرر لدراستنا ـ مبادئ القيادة ـ لقد تبدلت المهام، وبرزت مشروعات جديدة، وتكونت مجموعات جديدة أيضًا، وانغمس الأشخاص يعملون في جدية أكبر كثيرًا مما كانوا سيفعلونه في إطار المنهج الأصلي للفصل، وتحدوهم في ذلك مجموعة أسباب مختلفة للغاية.
وانبثقت من هذه التجربة ثقافة بالغة التفرد، والتلاحم، والتعاون الخلاق التي لم تصل إلى منتهاها بمجرد انقضاء الدراسة، ولسنوات عديدة كانت الاجتماعات تعقد ما بين خريجي هذا الفصل، بل إننا حتى الآن حينما يقابل بعضنا بعضًا، فإننا نتحدث عما جرى؛ بل ونحاول عادة أن نصف ما حدث وأسبابه) [العادات السبع للناس الأكثر فاعلية، ستيفن كوفي، ص(379-380)، بتصرف].
ماذا بعد الكلام؟
ـ للآباء دور هام في جعل الأبناء يتعلمون هذه القيمة العظيمة، فهناك سمة بين المراهقين وهي التشاحن والشجار والجدال، فعندما يقوم الأب باحتواء هذا التشاحن بين أبنائه مثلًا، وتحويله إلى قيمة الاستفادة الجماعية، فهذا يساعده على اكتساب تلك القيمة، (فإذا كان هناك شجار منتظم بسبب أشياء معينة، فشجع أبناءك المراهقين على وضع قواعد للمشاركة، كأن تخصص وقتًا محددًا لكل شخص، أو أيامًا معينة في الأسبوع، وإذا قاموا بوضع القواعد بأنفسهم، فسيزيد هذا احتمال التزامهم بها) [تنشئة المراهقين، لين هاجنز، كوبر، ص(158)].
ـ إذا قمت أيها الشاب بالمشاركة في عمل جماعي، ففكر أولًا بالمصلحة التي تعود على الجميع لا على نفسك فقط.
المصادر:
· تنشئة المراهقين، لين هاجنز، كوبر.
· العادات السبع للناس الأكثر فاعلية، ستيفن كوفي.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 943


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.01/10 (11 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.