الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
زهرة البيت كيف أختار زوجي؟ التوافق الاجتماعي والفكري |
2012-08-03 05:29
أولاً: التوافق الاجتماعي والفكري: كلما كان الزوجان من طبقات اجتماعية متقاربة كلما كان ذلك أدعى للتوافق وهناك استثناءات أيضاً لهذه القاعدة: التوافق الفكري الذي يجلب التوافق العاطفي= حياة ناجحة مليئة بالحب والاستقرار. الدين وحده لم يكن كافياً لاستمرار العلاقة: فهناك طباع وعادات وسلوكيات ووجهات نظر تختلف من شخص لآخر، لا تندرج تحت الحرام والحلال، وبالتالي فإن الاختلافات الفردية أمر واقعي يجب احترامه، ولن يجدي تدخل الدين هنا لحسم خلاف أو ترجيح لأي طرف على آخر؛ لأن الخلاف قد وقع في منطقة يسمح فيها الدين بوجود أكثر من وجهة نظر أو سلوك... واسمعي قوله r: (( ثلاث لا تؤخر، وهن الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً)). وضح الرسول r في الشطر الأخير من الحديث شرطاً ثالثاً لنجاح الزواج وهو الكفاءة بين الزوجين، أي أن يكون مناسباً لها من حيث المستوى الاجتماعي والفكري والثقافي. التكافؤ.. أم التطابق؟ التكافؤ: هو تقارب بين الطرفين في الأفكار والطباع والمستوى الاجتماعي للأهل والعادات والتقاليد. أما التطابق: فلا وجود له إلا في عالم ((الجماد))!! لابد أن يكون هناك قدراً من الاختلاف، ولابد لكل طرف أن يتكبد شيئاً من المشقة في تحمل اختلافات لم يكن يتمناه في الآخر. ولا ينجح الزواج بقدر ما يجد كل طرف من المميزات في الآخر، ولكنه ينجح أيضاً بقدر ما كل طرف اختلافات الآخر. التكافؤ المطلوب: هو أن تكون هذه الطباع والاختلافات في الحدود التي تستطيعين التعايش معها. وإن ما يناسبك أنت فلا يناسب غيرك فهذه فتاة تستطيع أن تتحمل أي صفة في زوجها إلا البخل، وهذه أخرى تستطيع أن تتحمل أي صفة إلا أن يكون تابعاً لأمه أو أهله، وهذه ثالثة لا تتحمل الفقر، رابعة.... وهكذا الكمال لله وحده، والتطابق في كل الظروف مستحيل، فاقبلي ما يناسبك وما تستطيعي التعايش معه. التكافؤ والسن: اختلف الخبراء النفسيون والاجتماعيون حول الفارق المناسب في السن بين الرجل والمرأة كزوجين ولكن يرى الكثير منهم أن هذا الفارق يجب ألا يزيد عن ثمان سنوات، وإنه بالطبع يستحب أن يكون في صالح الرجل، ولكن...ماذا لو كان الفارق أكثر من ثمان سنوات؟؟ وماذا لو كانت المرأة هي الأكبر سناً؟؟ عندئذ: تؤخذ باقي عوامل الاختيار في الحسبان؟ وربما تكون من الثقل والقوة بحيث تجبر هذا الفارق الكبير في السن، كأن تكون هناك درجة عالية من التقارب النفسي والتفاهم الفكري. زواج الصالونات في الميزان: هو الزواج التقليدي أو زواج الخاطبة القائم على توفيق رأسين في الحلال، وهو أقدم أسلوب في الاختيار وهو الذي بني عليه زواج أباءنا وأجدادنا. مميزاته: يتوافر فيه عنصر التوافق الاجتماعي لدرجة عالية جداً، لأنه هو الأساس الذي يقوم عليه. خطورته: نجح هذا الزواج قديماً، حتى دون مراعاة باقي عوامل الاختيار؛ لأن المرأة كانت تقبل الانقياد التام بغير قيد أو شرط وراء زوجها مستظلة بظلة، أو على الأقل تبدي ذلك وكانت أكثر استسلاماً، أما الآن فلم تعد المرأة تقبل هذا، فهي لم تعد تقابل تصرفات زوجها التي لا ترضيها بالصمت أو ادعاء القبول. هذا التغير الذي حدث للمرأة له إيجابيات كثيرة، ولكن له سلبيات أيضاً. لذلك لكي ينجح الزواج التقليدي لا بد من مراعاة باقي عوامل الاختيار. إعادة توعية الفتاة بأن نمو شخصيتها كإنسان ينبغي ألا يطمس طبيعتها كامرأة رقيقة ناعمة نحنو ولا تناطح. إعادة توعية الرجل بأن الأسلوب التاريخي في التعامل مع الزوجة لم يعد يصلح الآن وأن عليه أن يقدم لها مساحة أكبر من الاحترام والتقدير والمشاركة. ثانياً: أخاف من العنوسة: الخوف من العنوسة يدفع الكثير من البنات إلى التسرع في الاختيار، فتندفع وراء مظهر ديني أو ارتباط قلبي أو ضغوط من الأهل.... ولهؤلاء أقول: إن كنت تخافين من العنوسة، ألا تخافين من الطلاق؟ ألا تخافين أن تنشأ أطفالك بدون أسرة؟ ألا تخافين من استمرار حياة زوجية فاشلة تؤدي بك إلى الأمراض العضوية، والنفسية؟ وتنتج أطفالاً معقدين غير أسوياء. لا توجد سعادة كاملة إلا في الجنة، لن تخلو الحياة الزوجية من منغصات، ولكن يجب ألا تصل هذه المنغصات إلى الدرجة التي لا يمكن فيها استمرار الزواج. لذلك أكرر لكِ، لا تتسرعي في الاختيار خوفاً من العنوسة، واعلمي أن الزواج رزق، ولا حيلة في الرزق. كل ما عليك هو أن تأخذي بالأسباب، وتتحري الطريق الصحيح للاختيار، وتتوجهي إلى الله بالدعاء والاستخارة ليرزقك بالشخص المناسب في الوقت الذي يحدده سبحانه. لم أقصد من كلامي أن تتمنعي وتبالغي من الرفض، فالكمال لله وحده، ولابد أن هذا الشخص الذي ستختارينه زوجاً لن يخلو من عيوب -مثلك تماماً- فأنتِ أيضاً لستِ ملاكاً طاهراً. ولكن كل ما قصدته هو أن تهدئي ولا تتسرعي، فإذا وافقتِ فلا تكون هذه الموافقة تحت تأثير الخوف من العنوسة أو ا لغيرة من صديقاتك اللاتي سبقنكِ، ولكن كوني مسئولة عن قراراك ولا تكوني من ذلك النوع من البنات التي تفرح بالعريس والفستان الأبيض حتى إذا ذهبت السكرة وجاءت الفكرة تندم وتتغير، تلقي باللوم على زوجها وعلى الآخرين. ((وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)) [الطلاق : 3] من الأسئلة الشائعة بين البنات: صلاة الاستخارة لاختيار شريك الحياة، البعض يعتقد أن لها عدداً من المرات، والبعض الآخر يتصور أن لها علامة برؤية أو حلم. يقول الشيخ (سعيد رمضان البوطي): لا علاقة لصلاة الاستخارة برؤية المنام، بل هي مجرد دعاء مأثور، ثم يتابع المرء العمل على مشروعه الذي استخار الله له، فإن كان خيراً لعل الله ييسره، وإن كان شراً لعل الله يصرفه عنه. وهي ليست محددة بأي عدد، وإنما تكفي مرة واحدة وذلك لا يمنع تكرارها في أي وقت. وأقول لك: كما ذكر الشيخ البوطي: الاستخارة دعاء تتقربين إلى الله به في ركعتين منفصلتين عن صلاة الفرض، وتسألي الله أن تكوني أهلاً لإجابة الدعاء والتوفيق في الاختيار. أخر همسة: بدأت جولتي معك بكلمة قلت لكِ فيها أن الزواج الفاشل هو الذي يقوم على عامل واحد دون مراعاة باقي عوامل الاختيار. الدين، الحب، أو القبول النفسي، التكافؤ الاجتماعي والفكري. فهناك حد أدنى من هذه العوامل التي ينبغي أن يتوافر، أما إذا غاب أحدها فإن الفشل سيهدد الزواج ولو بعد حين. الزواج ليس نزهة أو مغامرة قصيرة، بل هو بناء ورسالة ومسئولية. وأول خطواتها هو الاختيار الصحيح. وأدعو الله العظيم ذو العرش الكريم أن يرزقك الزوج الصالح.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |