شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
مفتاح النجاح

2012-08-06 05:01
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسف


المشهد الأول: تجلس فتاة في سن الجامعة في محاضرتها، تستمع إلى الدكتورة وهي تشرح مادتها بتركيز واهتمام شديدين، ولكن ـ وكما يحدث كثيرًا ـ تعرضت الدكتورة لمعلومة صعبة استغلق فهمها على فتاتنا هذه؛ فهمت أن تقف وتسأل عن تلك المعلومة، ولكن ساورها القلق أن يكون سؤالها ساذجًا لا فائدة منه فتتهكم منها الدكتورة وسائر الزميلات!!
المشهد الثاني: التقت هدى بزميلاتها في بيت واحدة منهن، يجتمعن على المذاكرة وشرح المواد لبعضهن البعض، وفي فترة الراحة قالت إحدى الزميلات لها: (إن طريقتكِ في الكلام عجيبة للغاية يا هدى، بالإضافة إلى أنكِ بطيئة الفهم جدًّا) فتجيبها هدى كاظمة غيظها: (هذا شأني!) ... وأصابها من بعد ذلك إحباط شديد لهذا النقد، جعلها تشعر بالضيق أيامًا عدة بعد هذا اللقاء!!
المشهد الثالث: وهذه فتاة أخرى ثالثة تجمع أهلها في بيت والديها حينما يهل العيد، ويجلس الجميع يتحاور ويتناقش، وجلست فتاتنا على أحد الكراسي صامتة مطرقة رأسها، عازفة عن المشاركة في الحوار، وتظهر عليها أمارات الخجل!!
عزيزتي الفتاة؛ كل هذه المشاهد المتلاحقة السابقة وإن اختلفت أماكنها واختلف أفرادها، فمردها في النهاية إلى صفة واحدة، إنها صفة تمنع صاحبتها عن طلب حقها، تمنعها عن النجاح، تمنعها عن الاندماج مع الآخرين، تمنعها من اتخاذ قراراتها بنفسها ... إنها ضعف الثقة بالنفس.
فهذه الشخصيات الثلاث فقدت مفتاح النجاح الأول، فقدت الثقة بالنفس، فكما أن الطهارة شرط الصلاة، فالثقة شرط النجاح والفلاح.
(فأمام الإنسان يقف أعداء خمسة؛ العدو الأول هو ألا يكون له هدف في الحياة، والعدو الثاني هو أن يمتلك هدفًا ولكنه يجهل الطريق الموصل إليه، أما العدو الثالث فهو أن يمتلك الإنسان هدفًا في الحياة ويعرف الطريق الموصل إليه ولكنه لا يثق في أن إمكاناته وقدراته يمكن أن تبلغه هذه الأهداف، وهذ الشخص يكون أشد ضيقًا وحزنًا من الشخص الأول والثاني) [مستفاد من محاضرة في سلسلة مفاتيح النجاح، د.إبراهيم الفقي].
زارعو ضعف الثقة:
أولًا ـ التعرض للفشل:
حينما يسير الإنسان في طريق الحياة فإنه حتمًا ولا ريب قد يتعثر في حفرة من حفر الفشل؛ ولا عيب في ذلك ولا ضرر مادام ذلك الإنسان يحرص على خروجه من هذه الحفرة سالمًا ليستأنف طريق الحياة ثانية مكتسبًا خبرة جديدة من هذه التجربة.
ولكن المشكلة تظهر عند من ييأسون من هذه التجربة، فالتي حاولت من قبل إقامة علاقة صداقة قوية مع إحدى زميلاتها وفشلت هذه العلاقة، أو حينما حاولت الحصول على درجات مرتفعة في دراستها فشلت في ذلك؛ فبعض الفتيات تبني على هذه التجارب أنها فاشلة في العلاقات الاجتماعية أو فاشلة في الدراسة والتحصيل؛ فيصيبها داء ضعف الثقة.
(بمجرد أن يرسخ توقع الفشل لدى المراهقين؛ يفقدون ثقتهم في أنفسهم، ويكفون عن المحاولة، وقد يتركون أنفسهم عرضة لليأس، حيث يبدو الأمر مؤلمًا جدًّا أن يواصل المرء المحاولة والفشل، فيستنتج المراهقون من تجربتهم أن الطريقة الوحيدة لحماية أنفسهم من الفشل هي الكف عن المحاولة) [المراهقون يتعلمون ما يعايشونه، د.دوروثي لو نولتي، د.راشيل هاريس، ص(40)، بتصرف].
وهذه تجربة أحد الناجحين بعد أن تجرع مرارة كأس الفشل يلخص عبارته قائلًا: (في الواقع أعلم الفشل من أصعب الأشياء التي لا يمكن لأحد المراهقين أن يمر بها! أتذكر جيدًا اليوم الذي فشلت فيه في الصف الأول الثانوي، وكان هذا أول عام لي في هذه المرحلة الجديدة، كنت مُدمَّرًا، وشعرت وكأن الموت يلاحقني، وظننت أنني لن أستطيع تحقيق أي نجاح في أي شيء بعد ذلك!! ولكنني فعلت.
في الحقيقة، أنا أشعر بالسعادة، فإنه لو لم يحدث ذلك لما استطعت تحقيق النجاح في هذه المرحلة أو المرحلة التي تليها أو في أي أمر آخر في حياتي، إذا لم أجرب طعم الفشل لما أحسست بطعم النجاح) [لا تهتم بصغائر الأمور للمراهقين، د.ريتشارد كارلسون، ص(18)].
ثانيًا ـ أسلوب المقارنة:
عزيزتي، هل الغزال أسرع أم التمساح أقوى؟! سؤال عجيب أليس كذلك؟! فمن المعلوم أن التمساح أقوى من الغزال بكثير، وأن سرعة الغزال أكبر بمراحل من سرعة التمساح فهي لا تقارن به ... وكذلك البشر!!
الله سبحانه وتعالى ميز كل واحد منا بصفة ينبغ ويبرع فيها أكثر من الآخرين، فواحدة تجيد فن إقامة العلاقات مع الصديقات، وأخرى نابغة في الرياضة، وثالثة لديها ذوق رفيع في اللغة والشعر، ورابعة يستهويها الطب وعلومه المختلفة ... وهكذا، ولكن ما علاقة ذلك بضعف الثقة؟!
تلجأ الكثير من الفتيات إلى المقارنة بينها وبين الأخريات في كل شيء، فترى هذه أفضل منها في الدراسة، أو تلك أفضل منها في تكوين الصداقات، والثالثة أفضل منها اجتماعيًّا ... وتريد في يوم من الأيام أن تكون مثل هؤلاء كلهن؛ فتشعر بضعف ثقتها في نفسها وإمكاناتها، وتنسى أو تتناسى أن الله تعالى قد ميز كل واحدة بصفة فيها، وقد ميزها هي أيضًا بصفة مختلفة تفوقت بها على زميلاتها، فهي بهذه المقارنة كطائر يريد أن يكون له ريش الطاوس، وأرجل النعام، وأجنحة النسر ... وذلك لا يكون.
ثالثًا ـ المثبطون:
هؤلاء أناس يعيشون بيننا، قد تكون إحدى صديقاتكِ منهن، وقد تكون أختكِ أيضًا من المثبطات، بل قد يكون والدك أو والدتك من هؤلاء الناس، الذين يقتلون الثقة والطموحات في مهدها بغير قصد ولا عمد ... ولكن النية الطيبة وحدها لا تكفي.
فالصديقة التي دومًا تسخر من زميلاتها، ومن أسلوبهن في الكلام والدراسة والملبس ... هذه من المثبطات.
والوالدان الذين يغلظان في العقاب على كل صغير وكبير يقتلون الثقة في مهدها، وعلى النقيض أيضًا؛ فالآباء الذي يدللون أبناءهم وبناتهم كثيرًا فيجعله لا يعتمد على نفسه في شيء أبدًا؛ هذا مما يلغي الثقة في النفس.
والمدرس الذي كلما أخطأ تلميذ وبخه ولامه وقد يتعدى عليه بالضرب؛ فيجعل بقية الطلاب يخافون من الأسئلة والإجابة عليها.
ولئن كان هؤلاء يقتلون الثقة؛ فإن الله تعالى جعل لك القدرة على الاختيار، ووهبكِ القدرة على التغيير، فالزمي الدرب تنجحي في الحياة.
بناء الثقة:
أولًا ـ الثقة في الله:
من لا يثق في الله فلن يثق في أي شيء؛ لا في نفسه ولا في الآخرين، فدرج سلم الثقة الأول هو الثقة في الله تعالى؛ أي الثقة في تأييده ونصره، والثقة في نعمه ورزقه، والثقة في عونه سبحانه وتعالى.
ومن وثق في توفيق الله له فسوف تُفتح له جميع أبواب الخير بإذن الله تعالى، فانظري إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم حينما خرج مهاجرًا من مكة إلى المدينة، وتجمع له كفار قريش في مكة، ونصبوا جائزة لمن يأتي به إليهم قبل بلوغه المدينة؛ فتكالب عليه فرسان قريش، وعثر عليه سراقة بن مالك، فلما اقترب سراقة من النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ الله نبيه منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم لسراقة وكأنه غير مطارد، وكأنه لم تتكالب عليه قريش: (كأني بك قد لبست سواري كسرى) [دلائل النبوة، البيهقي، (7/105)]، يعده النبي صلى الله عليه وسلم بسواري كسرى؛ لأنه يثق في توفيق الله تعالى.
ثانيًا ـ الثقة في الناس:
دومًا ما يكون الشخص المتشكك قليل الثقة في الآخرين لا يستطيع أيضًا أن يثق في قدراته ونفسه، بالإضافة إلى إحساسه بالضيق الشديد لأنه يشعر أن كل من حوله لا يستحقون الثقة والاطمئنان.
لذلك؛ كانت الخطوة الثانية على سلم الثقة هي ثقتكِ في المقربين منكِ، ثقتكِ في أبيك وأمكِ، ثقتكِ في كل ناصحة أمينة تريد لكِ الخير من قلبها حقيقة، فثقتكِ في الآخرين تزرع ثقتهم فيكِ أيضًا، فتنمو الثقة المتبادلة بين الأفراد وبعضهم البعض.
وصفحات التاريخ خير شاهد على ذلك؛ حينما ضاق الخناق على المسلمين في مكة من الأذى والتعذيب والنكال، وأذن الله للمسلمين بالهجرة، وبقي معرفة الوجهة التي يهاجر إليها المسلمين، فيولي النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه مهمة الذهاب إلى المدينة المنورة لتهيئتها لاستقبال المسلمين، ويضع فيه النبي صلى الله علي وسلم ثقة كبيرة في أن الله سيفتح على يديه الخير؛ وقد كان [انظر: سيرة ابن كثير، (2/178)].
ثالثًا ـ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها:
بعضنا حينما يفكر في نفسه لا يرى إلا السلبيات، ويغض الطرف بقصد أو بغير قصد عن الإيجابيات التي قد منَّ الله بها عليه، ولو تعلمين أن إحصاء نِعَم الله عليكِ، والإمكانات والقدرات الرائعة التي وهبكِ الله إياها يؤدي ولا ريب إلى الثقة بالنفس إن شاء الله.
فالوالدين نعمة، والمال نعمة، والدراسة، والتدين، والتفقه في الدين وحفظ القرآن، والنجاح، والأهل، والصديقات .... فهل بعد كل ذلك لازلت لا تثقين في نفسكِ؟!
رابعًا ـ بناء جدار الثقة:
أي مبنى في الدنيا لا يأتي من فراغ، بل يجب من وضع لبنة فوقها أخرى فوقها ثالثة وهكذا حتى يستقيم البناء صلبًا راسخًا في قلب الأرض.
فالثقة هي البناء، والنجاحات والإنجازات هي اللبنات التي تستطيعين بها بناء جدار الثقة، وهذه هي سنة الحياة، فكلما حقق المرء إنجازًا ازداد في قلبه رصيد الثقة ... وهكذا؛ فقيمة المرء هي ما يستطيع أن ينجزه.
العدو المقنع:
هذا ليس عنوان أحد الأفلام، وإنما هو اسم عدو لا ينصب لكِ إلا الشر، ولكنه يتلبس دومًا بلباس الناصح الأمين؛ يأتيكِ في قرارة نفسك ويقول: يجب أن تذمي نفسكِ، وتقللي من قدراتكِ، لأن هذا هو التواضع، ولو أنكِ وثقتِ في نفسكِ وقدراتكِ وإمكاناتكِ فهذا عين الغرور!
ونحن نجيب: لا، ليست الثقة هي الغرور، فالذي يثق في الله ويثق بالناس ليس هو المغرور، إنما المغرور الذي يركن إلى قدراته كما قال قارون: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} [القصص: 49]، فأرجع قارون ما هو فيه من النعمة والمكانة والملك إلى قدراته ونفسه لا إلى ربه جل وعلا.
بل ونحن نزيد: إن الذي يقلل من إمكاناته وقدراته هو جاحد لنعم الله تعالى، منكر لما أعطاه الله من طاقة وإمكانات، فإن الشكر كما تعلمين هو الإقرار بالنعمة واستخدامها في طاعة الله تعالى ومرضاته، فصاحبة الذكاء تستخدمه في بناء حضارة المسلمين العلمية، وصاحبة العلاقات الواسعة تستخدمها في الدعوة إلى الله تعالى وتحبيب الناس في التدين، وصاحبة اللغة الجميلة والكلمات الرقيقة تستخدم لغتها في تبليغ الدين وهكذا.
وفي الختام (إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، وإن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل، وكثير من الطاقات أُهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم، لو استغلوها لاستطاعوا بها أن يفعلوا الكثير) [حتى لا تكون كلًّا، د.عوض بن محمد القرني].
أهم المراجع:
1-حتى لا تكون كلًّا، د.عوض بن محمد القرني.
2-المراهقون يتعلمون ما يعايشونه، د.دوروثي لو نولتي، د.راشيل هاريس.
3-لا تهتم بصغائر الأمور للمراهقين، د.ريتشارد كارلسون.
4-محاضرات مفاتيح النجاح، د.إبراهيم الفقي.
5-دلائل النبوة، البيهقي.
6-سيرة ابن كثير.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 896


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.38/10 (5 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.