الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
زهرة البيت وهكذا يتحقق حلم الرشاقة.. |
2012-08-06 05:42
الكاتب:سحر محمد يسريقالت الأم وقد فاض بها: أخبريني! إلى أي مدى من النحافة تودين الوصول؟ لقد صرت شبحًا..لم يبق إلا أن تختفي أو نبحث عنك في البيت حتى نجدك..! ألا تنظرين إلى وجهك الشاحب في المرآة؟ وهذا الوهن الذي أصابك؟ والأنيميا التي حلت بك من جرَّاء الحميات المتتالية دون الرجوع إلى طبيبة مختصة؟ قالت زهرة: أنا حرة يا أمي، هذا جسدي أنا، أفعل به ما أشاء، أم تريدون أن أظل كالكرة التي لا يظهر لها معالم، وعندئذ لا أستطيع أن ألبس مثل زميلاتي؟ ثم إن الموضة الآن هي النحافة الشديدة، وهذا ما أريد تحقيقه..!! عزيزتي الأم.. يعدُّ اهتمام الفتاة وولعها الشديد بالرشاقة وتناسق القوام من حاجاتها المُلحَّة في مرحلة المراهقة، فهي تعاني إذا واجهت مشكلة النحافة الشديدة، ولكنها قد تعاني بصورة أكبر، عندما تواجه مشاكل السمنة والإفراط في البدانة، حيث تواجه ردود الأفعال السيئة من المحيطين بها، مثل الاستخفاف، وسخرية الزميلات، ومعاناة اختيار الملابس الجاهزة ذات المقاس المناسب، إلى جانب ما قد تعانيه من جرَّاء السمنة، من: الشعور السريع بالإجهاد الصحي، وضعف الحركة، وبطء الأداء. وترجع أسباب السمنة غالبًا، وبصورة كبيرة إلى: الوراثة الطبيعية، وكثيرًا ما تكون امتدادًا للسمنة في مرحلة الطفولة، إلى جانب نوع الغذاء، وكميته، وأسلوب تناوله، وطبيعة الفتاة المزاجية المفرطة في التفاؤل والسرور، وطبيعتها الجسمية القابلة للسمن، كل ذلك يسهم بصورة أو بأخرى في حجم بدن الفتاة ووزنها. وإذا كان هاجس التنحيف، واستخدام أنواع وأنظمة الحميات المختلفة ظاهرة موجودة بالفعل بين الفتيات في مرحلة الصبا والمراهقة؛ فكيف توجّه الأم ابنتها إلى التصرف المتوازن الذي يبتعد بها عن الأضرار الصحية، ويصل بها إلى غايتها المنشودة في الرشاقة والقوام المثالي؟ الإسلام يدعوك إلى الرشاقة وقوة البدن، وينفرك من السِمَن..! الإسلام يرفض السمنة التي مردها إلى الإسراف والمغالاة في الشبع؛ لأنها تنتج أفرادًا كسالى، قليلي الإنتاج والفعالية، مما يخالف صورة المؤمن النشيط الفعّال، فلقد أمرنا الله تعالى بالأكل من الطيبات ووسع علينا في تناول ما لذَّ وطاب من الأطعمة والأشربة المباحة، لكن أدبنا على الاعتدال وعدم الإسراف، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، وبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم القاعدة الصحيحة التي تجنبنا الوقوع في السِمَن ابتداءًا، وتخلصنا منه إذا أدركنا، فعن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)[صححه الألباني، (5674)]. واليوم.. تغيرت مقاييس القوام الجميل عن ذي قبل..! كان القوام الممتليء إلى عهد قريب معلمًا من معالم جمال الفتاة، وضرورة مهمة لقبولها عند الرجال حتى عدَّها بعضهم نصف الحسن، وأفضل ما تحلَّت به الفتاة، حتى قيل إن معنى(الجميلة: السمينة، من الجميل وهو الشحم) وما زالت بعض الأوساط الريفية حتى اليوم تمتدح الفتاة بسِمَنِها، وامتلاء جسمها. ولا شك أنه في الأجيال الجديدة، وفي مجتمعاتنا العربية قد حدث نوع من التغيُّر الجذري في مفهوم حجم الجسم الجميل لدى الفتاة، مما أدَّى إلى ردَّة فعل معاكسة تمامًا للمفاهيم القديمة التي كانت سائدة، حيث قامت النحولة مقام السمنة، وخفَّة الوزن مقام العَبَالة (السِمَن وامتلاء القوام). ونشط كثير من الفتيات لممارسة أقسى أساليب تخفيف الوزن ضمن نظام غذائي صارم: من الامتناع المفرط عن الطعام، والرياضة البدنية القاسية، وتناول العقاقير الطبية والتي لها من الآثار الجانبية السيئة مالا يخفى، إلى درجة أن طفرة النمو الطبيعية في هذه السن- مثل الزيادة في حجم الثديين، واستدارة الأرداف، وامتلاء الساقين والذراعين- يعدُّها بعض الفتيات مظهرًا من مظاهر السِّمن الذي يحتجن معه إلى تخفيف الوزن، لدرجة أن معالم الأنوثة الجسمية المميَّزة لهن تكاد تضيع، وتختلط بمظاهر الرجولة الجسمية، ضمن هذه الممارسات البدنية المفرطة، والمفاهيم الصحية المختلطة، التي تبلغ عند بعضهن درجة الهوس، رغبةً في مطابقة الصور الذهنية المسيطرة عليهن للقوام المثالي شديد النحافة. [ملف التربية الجسمية للفتاة، د.عدنان باحارث، موقع د.باحارث]. أضرار السمنة لا تخفى: إن للسمنة من الأضرار الآثار السيئة مالا يخفى، على صحة الفتاة البدنية والنفسية، وقد تؤدي كذلك إلى تعويق التوافق الاجتماعي لها، مما يؤدي بها في النهاية إلى أمراض نفسية مثل القلق والإكتئاب، والرغبة في الإنطواء، وضعف التكيف الاجتماعي،كما تتأثر الفتاة السمينة دراسيًا، ويظهر ذلك في التشتت وقلة التركيز، بالإضافة إلى الشعور بالدونية وقلة الثقة بالنفس. ولكن قد تصاب الفتيات بهوس الحميات! كما تلعب الغيرة والمقارنة بين الفتيات بعضهن ببعض - والتي تبلغ أوجها في هذه المرحلة أيضًا - دورًا كبيرًا في سباق الحميات واللجوء إلى أنواع الرجيم المختلفة، وتظل تجرب هذه الوصفة لعدة أسابيع ثم تنتقل إلى غيرها، وهكذا.. واستغراق الفتاة في هذا السباق المحموم يؤدي إلى تدهور وعيها واهتماماتها وتبدأ تتقوقع على ذاتها، وتصبح صورة الجسد هي شغلها الشاغل وهدفها الوحيد..وتمضي جلّ وقتها في إصلاح ذلك الجسد..معرضةً نفسها لمخاطر كثيرة. الحمية الخاطئة تخفض ذكاء الفتيات! إنّ رفض الفتيات للسمنة وإقبالهن على تخفيف الوزن الزائد يبشر بالخير لأن مراقبة الفتاة ما تأكل والحرص على الرشاقة أمر مهم جدًا لأنهامقبلة على الزواج، والزواج يحتاج إلى فتاة قوية ورشيقة وغير مصابة بالسمنة، ولكنالخطأ بل والخطر في الأمر أن تطبق الفتيات برنامجا غذائيا أو حمية غذائية خاطئة؛ فقد يترتب على ذلك حدوث مشاكل صحية تستغرق وقتًا في علاجها، وتؤثر سلبيًا على مستقبل الفتاة كزوجة وأم. وقد أظهرت دراساتعلمية أجريت في بريطانيا على أكثر من 165 فتاة تراوحت أعمارهن بين 11-18 عامًا،أن اتباع الفتيات المراهقات لحميات غذائية ينقص فيها عنصر الحديد مثلًا، يؤدي إلى انخفاض في معدل الذكاء لديهن. لذلك لوحظ أن أكثر من 25٪من هؤلاء الفتيات كن يعانين من نقص في مستوى الحديد في الدم مما يؤدي إلى نقصشديد في الذكاء بعد إجراء اختبار الذكاء عليهن ومقارنة النتائج مع مثيلاتهن اللاتي لم يكنّ في حمية أو برنامج «خاطئ» لتخفيف الوزن. وخلصت الدراسة إلى أنه على الآباء والأمهات تشجيع إنقاصالوزن عند الفتيات، ولكن بشرط أن يكونبطريقة علمية وبرنامج غذائي متوازن يمد الجسم بالاحتياجات الأساسية من العناصرالغذائية، ولا يؤدي إلى نقص في أحدها، ويعمل في الوقت ذاته على إنقاص الوزن الزائد؛ فالتوازن مهم للصحة وتحقيق الأهداف. ويبقى على الوالدين وخصوصًا الأم دور في توعية الفتاة، وغرس العادات السليمة لتناول الغذاء في سلوكها منذ الصغر، ومتابعة ذلك التوجيه معها حتى تشب وتكبر، فلا تعاني أثناء مراهقتها من هواجس التنحيف والحميات الخاطئة، وأهم هذه التوجيهات التي ننصح بها الأمهات: - تعويد الفتاة منذ صغرها على هدي الإسلام في الطعام والشراب. - توعية الفتاة بأنّ كل إنسان يمتلك بعض الخواص التي تميزه عن غيره وأن النواحي الجسدية سريعا ما تزول؛ فعليها أنّ تهتم أكثر بتطوير قدراتها العقلية وتوسع مداركها، وأن تركز في التحصيل العلمي فهو واجب الوقت بالنسبة لها الآن. - تعزيز ثقة الفتاة بنفسها، وعدم الاستخفاف بها، أو السخرية منها وعيْبها بالسمنة والبدانة، أو تعييرها وتبكيتها بذلك، بل محاولة إعانتها على العلاج. [بناتي حياتي، أسماء محفوظ، ص(73)، بتصرف]. - تشجيعها على الاستمرار في الحميات المعتدلة بمعاونة الأم عمليًا، فهي التي تجعل الخضر والفاكهة في متناول يد ابنتها، وتقدم لها كوب اللبن المحلى بالعسل، كما تصطحبها للمشي الحثيث ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل، فتكون أكبر سند لها ـ بعد الله تعالى ـ على مواجهة السمنة ولكن بوعي واتزان. - تعويد الفتاة على تناول الطعام المتوازن بحيث يحتوي غذاؤها على عناصر متنوعة من الغذاء الكامل مثل: - أن يحتوي على جميع المركبات الغذائية الأساسية، وهي المركبات النشوية، والبروتينية، والدهنية، والمعدنية. - أن يحتوي على جميع الفيتامينات اللازمة لنمو الجسم ووقايته. - أن يكون مقداره مناسبًا لعمر الإنسان والعمل الذي يؤديه. - أن يكون نظيفًا غير ملوث، تام النضج بعيدًا عن الأطعمة السريعة الخارجية. - يمكناستبدال المأكولات الدسمة،والدهنية، بالإكثار من الفاكهة والخضر الطازجة، والأطعمة الخالية من الدسم،واستخدام عسل النحل في التحلية كبديل عن السكريات.[الأسلوب الأمثل في تربية البنات،يوسف رشادص(111)]. ابنتي..زهرة: إنّ اهتمامك بصحة جسمك، وجمال هيئته شيء رائع حقًا، فالجسم هو أداة المؤمن للقيام بالأعمال العظام، والوفاء بالتكاليف الشرعية التي يرضي بها ربه؛ فيكون من السعداء الفائزين في الدنيا والآخرة، وانطلاقًا من هذا المعنى لا ضير أن تحرصي على أن تكوني صحيحة البدن، قوية البنية، نشيطة، غير مترهلة ولا ثقيلة الوزن. [الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة، حنان الطوري، ص(2/74)، بتتصرف]. وأخيرًا..تذكري أنكِ..بالإرادة القوية، والاعتدال في الطعام والشراب كمنهج إسلامي لحياتك كلها، وكثرة النشاط، والحركة الدؤوبة..تحققين حلمك في الرشاقة..فتزدادين ثقة بنفسك، وتقبلين على حياتك بحيوية وسعادة. المصادر: - بناتي حياتي: أسماء محفوظ - موقع الدكتور: عدنان حسن باحارث - الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة: حنان الطوري - الأسلوب الأمثل في تربية البنات: يوسف رشاد وهكذا يتحقق حلم الرشاقة..! قالت الأم وقد فاض بها: أخبريني! إلى أي مدى من النحافة تودين الوصول؟ لقد صرت شبحًا..لم يبق إلا أن تختفي أو نبحث عنك في البيت حتى نجدك..! ألا تنظرين إلى وجهك الشاحب في المرآة؟ وهذا الوهن الذي أصابك؟ والأنيميا التي حلت بك من جرَّاء الحميات المتتالية دون الرجوع إلى طبيبة مختصة؟ قالت زهرة: أنا حرة يا أمي، هذا جسدي أنا، أفعل به ما أشاء، أم تريدون أن أظل كالكرة التي لا يظهر لها معالم، وعندئذ لا أستطيع أن ألبس مثل زميلاتي؟ ثم إن الموضة الآن هي النحافة الشديدة، وهذا ما أريد تحقيقه..!! عزيزتي الأم.. يعدُّ اهتمام الفتاة وولعها الشديد بالرشاقة وتناسق القوام من حاجاتها المُلحَّة في مرحلة المراهقة، فهي تعاني إذا واجهت مشكلة النحافة الشديدة، ولكنها قد تعاني بصورة أكبر، عندما تواجه مشاكل السمنة والإفراط في البدانة، حيث تواجه ردود الأفعال السيئة من المحيطين بها، مثل الاستخفاف، وسخرية الزميلات، ومعاناة اختيار الملابس الجاهزة ذات المقاس المناسب، إلى جانب ما قد تعانيه من جرَّاء السمنة، من: الشعور السريع بالإجهاد الصحي، وضعف الحركة، وبطء الأداء. وترجع أسباب السمنة غالبًا، وبصورة كبيرة إلى: الوراثة الطبيعية، وكثيرًا ما تكون امتدادًا للسمنة في مرحلة الطفولة، إلى جانب نوع الغذاء، وكميته، وأسلوب تناوله، وطبيعة الفتاة المزاجية المفرطة في التفاؤل والسرور، وطبيعتها الجسمية القابلة للسمن، كل ذلك يسهم بصورة أو بأخرى في حجم بدن الفتاة ووزنها. وإذا كان هاجس التنحيف، واستخدام أنواع وأنظمة الحميات المختلفة ظاهرة موجودة بالفعل بين الفتيات في مرحلة الصبا والمراهقة؛ فكيف توجّه الأم ابنتها إلى التصرف المتوازن الذي يبتعد بها عن الأضرار الصحية، ويصل بها إلى غايتها المنشودة في الرشاقة والقوام المثالي؟ الإسلام يدعوك إلى الرشاقة وقوة البدن، وينفرك من السِمَن..! الإسلام يرفض السمنة التي مردها إلى الإسراف والمغالاة في الشبع؛ لأنها تنتج أفرادًا كسالى، قليلي الإنتاج والفعالية، مما يخالف صورة المؤمن النشيط الفعّال، فلقد أمرنا الله تعالى بالأكل من الطيبات ووسع علينا في تناول ما لذَّ وطاب من الأطعمة والأشربة المباحة، لكن أدبنا على الاعتدال وعدم الإسراف، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، وبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم القاعدة الصحيحة التي تجنبنا الوقوع في السِمَن ابتداءًا، وتخلصنا منه إذا أدركنا، فعن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) [صححه الألباني، (5674)]. واليوم.. تغيرت مقاييس القوام الجميل عن ذي قبل..! كان القوام الممتليء إلى عهد قريب معلمًا من معالم جمال الفتاة، وضرورة مهمة لقبولها عند الرجال حتى عدَّها بعضهم نصف الحسن، وأفضل ما تحلَّت به الفتاة، حتى قيل إن معنى(الجميلة: السمينة، من الجميل وهو الشحم) وما زالت بعض الأوساط الريفية حتى اليوم تمتدح الفتاة بسِمَنِها، وامتلاء جسمها. ولا شك أنه في الأجيال الجديدة، وفي مجتمعاتنا العربية قد حدث نوع من التغيُّر الجذري في مفهوم حجم الجسم الجميل لدى الفتاة، مما أدَّى إلى ردَّة فعل معاكسة تمامًا للمفاهيم القديمة التي كانت سائدة، حيث قامت النحولة مقام السمنة، وخفَّة الوزن مقام العَبَالة (السِمَن وامتلاء القوام). ونشط كثير من الفتيات لممارسة أقسى أساليب تخفيف الوزن ضمن نظام غذائي صارم: من الامتناع المفرط عن الطعام، والرياضة البدنية القاسية، وتناول العقاقير الطبية والتي لها من الآثار الجانبية السيئة مالا يخفى، إلى درجة أن طفرة النمو الطبيعية في هذه السن- مثل الزيادة في حجم الثديين، واستدارة الأرداف، وامتلاء الساقين والذراعين- يعدُّها بعض الفتيات مظهرًا من مظاهر السِّمن الذي يحتجن معه إلى تخفيف الوزن، لدرجة أن معالم الأنوثة الجسمية المميَّزة لهن تكاد تضيع، وتختلط بمظاهر الرجولة الجسمية، ضمن هذه الممارسات البدنية المفرطة، والمفاهيم الصحية المختلطة، التي تبلغ عند بعضهن درجة الهوس، رغبةً في مطابقة الصور الذهنية المسيطرة عليهن للقوام المثالي شديد النحافة. [ملف التربية الجسمية للفتاة، د.عدنان باحارث، موقع د.باحارث]. أضرار السمنة لا تخفى: إن للسمنة من الأضرار الآثار السيئة مالا يخفى، على صحة الفتاة البدنية والنفسية، وقد تؤدي كذلك إلى تعويق التوافق الاجتماعي لها، مما يؤدي بها في النهاية إلى أمراض نفسية مثل القلق والإكتئاب، والرغبة في الإنطواء، وضعف التكيف الاجتماعي،كما تتأثر الفتاة السمينة دراسيًا، ويظهر ذلك في التشتت وقلة التركيز، بالإضافة إلى الشعور بالدونية وقلة الثقة بالنفس. ولكن قد تصاب الفتيات بهوس الحميات! كما تلعب الغيرة والمقارنة بين الفتيات بعضهن ببعض - والتي تبلغ أوجها في هذه المرحلة أيضًا - دورًا كبيرًا في سباق الحميات واللجوء إلى أنواع الرجيم المختلفة، وتظل تجرب هذه الوصفة لعدة أسابيع ثم تنتقل إلى غيرها، وهكذا.. واستغراق الفتاة في هذا السباق المحموم يؤدي إلى تدهور وعيها واهتماماتها وتبدأ تتقوقع على ذاتها، وتصبح صورة الجسد هي شغلها الشاغل وهدفها الوحيد..وتمضي جلّ وقتها في إصلاح ذلك الجسد..معرضةً نفسها لمخاطر كثيرة. الحمية الخاطئة تخفض ذكاء الفتيات! إنّ رفض الفتيات للسمنة وإقبالهن على تخفيف الوزن الزائد يبشر بالخير لأن مراقبة الفتاة ما تأكل والحرص على الرشاقة أمر مهم جدًا لأنها مقبلة على الزواج، والزواج يحتاج إلى فتاة قوية ورشيقة وغير مصابة بالسمنة، ولكن الخطأ بل والخطر في الأمر أن تطبق الفتيات برنامجا غذائيا أو حمية غذائية خاطئة؛ فقد يترتب على ذلك حدوث مشاكل صحية تستغرق وقتًا في علاجها، وتؤثر سلبيًا على مستقبل الفتاة كزوجة وأم. وقد أظهرت دراسات علمية أجريت في بريطانيا على أكثر من 165 فتاة تراوحت أعمارهن بين 11-18 عامًا،أن اتباع الفتيات المراهقات لحميات غذائية ينقص فيها عنصر الحديد مثلًا، يؤدي إلى انخفاض في معدل الذكاء لديهن. لذلك لوحظ أن أكثر من 25٪ من هؤلاء الفتيات كن يعانين من نقص في مستوى الحديد في الدم مما يؤدي إلى نقص شديد في الذكاء بعد إجراء اختبار الذكاء عليهن ومقارنة النتائج مع مثيلاتهن اللاتي لم يكنّ في حمية أو برنامج «خاطئ» لتخفيف الوزن. وخلصت الدراسة إلى أنه على الآباء والأمهات تشجيع إنقاص الوزن عند الفتيات، ولكن بشرط أن يكون بطريقة علمية وبرنامج غذائي متوازن يمد الجسم بالاحتياجات الأساسية من العناصر الغذائية، ولا يؤدي إلى نقص في أحدها، ويعمل في الوقت ذاته على إنقاص الوزن الزائد؛ فالتوازن مهم للصحة وتحقيق الأهداف. ويبقى على الوالدين وخصوصًا الأم دور في توعية الفتاة، وغرس العادات السليمة لتناول الغذاء في سلوكها منذ الصغر، ومتابعة ذلك التوجيه معها حتى تشب وتكبر، فلا تعاني أثناء مراهقتها من هواجس التنحيف والحميات الخاطئة، وأهم هذه التوجيهات التي ننصح بها الأمهات: - تعويد الفتاة منذ صغرها على هدي الإسلام في الطعام والشراب. - توعية الفتاة بأنّ كل إنسان يمتلك بعض الخواص التي تميزه عن غيره وأن النواحي الجسدية سريعا ما تزول؛ فعليها أنّ تهتم أكثر بتطوير قدراتها العقلية وتوسع مداركها، وأن تركز في التحصيل العلمي فهو واجب الوقت بالنسبة لها الآن. - تعزيز ثقة الفتاة بنفسها، وعدم الاستخفاف بها، أو السخرية منها وعيْبها بالسمنة والبدانة، أو تعييرها وتبكيتها بذلك، بل محاولة إعانتها على العلاج. [بناتي حياتي، أسماء محفوظ، ص(73)، بتصرف]. - تشجيعها على الاستمرار في الحميات المعتدلة بمعاونة الأم عمليًا، فهي التي تجعل الخضر والفاكهة في متناول يد ابنتها، وتقدم لها كوب اللبن المحلى بالعسل، كما تصطحبها للمشي الحثيث ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل، فتكون أكبر سند لها ـ بعد الله تعالى ـ على مواجهة السمنة ولكن بوعي واتزان. - تعويد الفتاة على تناول الطعام المتوازن بحيث يحتوي غذاؤها على عناصر متنوعة من الغذاء الكامل مثل: - أن يحتوي على جميع المركبات الغذائية الأساسية، وهي المركبات النشوية، والبروتينية، والدهنية، والمعدنية. - أن يحتوي على جميع الفيتامينات اللازمة لنمو الجسم ووقايته. - أن يكون مقداره مناسبًا لعمر الإنسان والعمل الذي يؤديه. - أن يكون نظيفًا غير ملوث، تام النضج بعيدًا عن الأطعمة السريعة الخارجية. - يمكن استبدال المأكولات الدسمة،والدهنية، بالإكثار من الفاكهة والخضر الطازجة، والأطعمة الخالية من الدسم، واستخدام عسل النحل في التحلية كبديل عن السكريات. [الأسلوب الأمثل في تربية البنات، يوسف رشاد ص(111)]. ابنتي..زهرة: إنّ اهتمامك بصحة جسمك، وجمال هيئته شيء رائع حقًا، فالجسم هو أداة المؤمن للقيام بالأعمال العظام، والوفاء بالتكاليف الشرعية التي يرضي بها ربه؛ فيكون من السعداء الفائزين في الدنيا والآخرة، وانطلاقًا من هذا المعنى لا ضير أن تحرصي على أن تكوني صحيحة البدن، قوية البنية، نشيطة، غير مترهلة ولا ثقيلة الوزن. [الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة، حنان الطوري، ص(2/74)، بتتصرف]. وأخيرًا..تذكري أنكِ..بالإرادة القوية، والاعتدال في الطعام والشراب كمنهج إسلامي لحياتك كلها، وكثرة النشاط، والحركة الدؤوبة..تحققين حلمك في الرشاقة..فتزدادين ثقة بنفسك، وتقبلين على حياتك بحيوية وسعادة. المصادر: - بناتي حياتي: أسماء محفوظ - موقع الدكتور: عدنان حسن باحارث - الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة: حنان الطوري - الأسلوب الأمثل في تربية البنات: يوسف رشاد
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |