شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
زهرة البيت
التربية الإيمانية للفتاة المسلمة
 
Dimofinf Player
التربية الإيمانية للفتاة المسلمة

2012-08-06 11:01
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسف



الأم: ما لي أراكِ حزينة يا ابنتي؟
مريم: لا أدري يا أمي فأشعر بضيق في صدري لا أعلم ما سببه.
الأم: هل تشكين من مرض معين؟
مريم: لا، ولكن هذا شعور بضيق وحزن بداخلي.
الأم: قولي لي يا مريم، هل تحافظين على الطاعة بعد رمضان، بمعنى هل تصلين الفروض في وقتها، وهل تقرأين كتاب الله عز وجل؟
مريم: للأسف، فبعد رمضان بأسبوع، بدأت أقصر في الصلاة وقراءة القرآن، فتأتي علي أيام أؤخر فيها الصلاة على آخر الوقت وربما تفوتني بعضها، وكذلك لقد توقفت ولم أعد أقرأ وردي من كتاب الله.
الأم: أرأيت، هذا هو سبب الهم والحزن التي أنتِ فيه الآن، فهذا من آثار معصيتكِ لله تعالى بتقصيرك في حق الله.
مريم: أيمكن أن يكون ذلك؟
الأم: نعم، فالإنسان حينما يطيع الله تبارك وتعالى ويفعل أوامره وينتهي عما نهى عنه يوفقه الله في الدنيا والآخرة، وبالعكس إذا عصى الرحمن وقصَّر في حق الله، لا يوفقه الله تبارك في حياته.
التربية الإيمانية للفتاة:
يُمثل الإيمان الشق الرئيس في حياة أي مسلم ومسلمة، فكما أن غذاء الجسد الأوكسجين والماء والطعام، فكذلك الروح غذاؤها الإيمان وطاعة الله عز وجل


تعالي بنا لنتعرف على أهمية التربية الإيمانية للفتاة المسلمة:
أولًا ـ أفضل الأعمال:
فما تقرب مسلم لربه بعمل أفضل من إيمان صادق يملأ قلبه، ومحبة وشوق إلى مولاه يسيل لها دمعه، وخشية من جلال عظمته سبحانه تملأ جوانحه، وتحجزه عن معصية ربه كلما دعته نفسه إلى ذلك، ورجاء في رحمة الغفور الودود، تُعلِّق قلبه بخالقه كلما انقطعت به السبل، فما أروعها من معانٍ صادقة، تلك التي جعلها الله تعالى أفضل عمل يتقرب بها إليه؛ حينما قال في الحديث القدسي: (وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه) [رواه البخاري].
ثانيًا ـ مدار النجاة:
قد يتوهم كثير من الفتيات المسلمات خاصة المتدينات منهن، أنهن قد تجاوزن مرحلة الخوف من سوء المصير بين يدي العزيز الجليل، في اليوم الذي لا يجزي والد عن ولده، كما المولود لا يجزي عن والده شيئًا، ينبيكِ عن ذلك قلة تذكر أحدهن ليوم المعاد، وعدم تحرك قلبها لرؤية الراحلات إلى الله في كل يوم وليلة، ولعله طول الأمد الذي حذَّر منه رب العالمين؛ حين قال: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16].
لكن تأملًا بسيطًا في حال سيد المصابيح يبدد ظنون الغفلة لدى كل زهرة، حين تقرع سمعهت وكفات دموعها صلى الله عليه وسلم وهي تسَّاقط على الأرض، حينما جثا بركبتيه الشريفتين على شفير قبر رجل من الأنصار، بعدما أَخْضَلَت الدموعُ لحيتَه، وهو يخاطب إخوانه من دعاة الإسلام فيقول: (يا إخواني، لمثل هذا فأعدوا) [حسنه الألباني].
فقفي مع نفسكِ يا زهرة وتدبري حالك، وسلِ نفسك؛ ماذا أعددت ِمن زاد ليوم المعاد؟!
فإن وجدتِ منها استمراء غفلة، وبطء استجابة؛ فأحِلها على تقريع الإشبيلي في عاقبته، علها تدرك مغبة العاقبة، إذ يقول لك: (ولعلك يا هذا تستطيل ركعتين، تقرأ فيهما حزبين، تقوم بهما لربك جل جلاله؟! ولعلك تعجز عن مشي ميل في قضاء حاجة مسلم؟! وبين يديك هذا اليوم الطويل المديد، والكرب العظيم الشديد، الذي لا يَقصُر إلا على من أطال التعب لله، ولا يَسهُل إلا على من تحمل الشدائد في ذات الله.
ولعلك إن صليتهما ليلة؛ عجزت عنهما أخرى، ولعلك إن مشيت يومًا في حاجة مسلم؛ بَرِمتَ من ذلك في يوم آخر وتعبت منه وكسلت عنه، وربما مشيت في فضول الميل والميلين وأكثر من ذلك، ولو تدبرت أمرك، ونظرت فيما يُراد بك؛ لسهل عليك من أمرك العسير، وقرب عليك فيه البعيد، فاعمل رحمك الله في أيام قصار وعمر قصير، لأيام طوال وعمر طويل) [العاقبة في ذكر الموت، الأشبيلي، ص(203)].
ثالثًا ـ تفاوت الدرجات:
ولئن كانت النجاة من النار سائقًا لفتاة الإسلام نحو معالي منازل الإيمان، فإن في الفوز بدرجات الجنان، بل والترقي فيها إلى الدرجات العلا، حاديًا أعلى وأرفع، فما من ثمن لهذا الترقي إلا سلعة الإيمان النفيسة، فبها تكون الفتاة من النساء اللاتي آمنَّ بالله وصدقن المرسلين، واللاتي وعدهن المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بأعلى منازل الجنان، يوم أن قال: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب؛ لتفاضل ما بينهم)، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: (بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين) [متفق عليه].
(فمن أعمل فكره الصافي؛ دلَّه على طلب أشرف المقامات، ونهاه عن الرضى بالنقص في كل حال، وقد قال أبو الطيب المتنبي:
ولم أرَ في عيوب الناس عيبًا كنقص القادرين على التمام
فينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه، فلو كان يتصور للآدمي صعود السماوات؛ لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض، ولو كانت النبوة تحصل بالاجتهاد؛ رأيت المقصر في تحصيلها في حضيض) [صيد الخاطر، ابن الجوزي، (1/163)].
رابعًا ـ جنة الدنيا:
فلن تذوق فتاة مسلمة طعم السعادة، وهناءة العيش في طريقها إلى الله، إلا إذا جعلت قرة عينها في الصلاة، وفي عبادة الله، كما كان شأن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان ينادي على مؤذنه بلال رضي الله عنه فيقول: (يا بلال، أقم الصلاة، أرحنا بها) [صححه الألباني].
وسر ذلك يبينه الإمام ابن القيم رحمه الله بقوله: (في القلب شعث لا يَلُمُّه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأُنس به في خلوته، وفيه حزن لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ... وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أُعطي الدنيا وما فيها؛ لم تُسد تلكالفاقة منه أبدًا) [مدارج السالكين، ابن القيم، (3/164)].
خامسًا ـ العلاج الناجع:
تشتكي كثير من الفتيات من المشكلات الإيمانية، التي أصبحت في حسِّ كثير منهن من الأمور المتجذرة في حيواتهن، وليس أقلها قسوة القلب، أو فتور الهمة في الدعوة إلى الله، أو إهمال الأوراد والأذكار.
فلا شك أن العلاج الجذري الناجع لقسوة القلب, والوحشة التي تجدها الفتاة في قلبها، ومن أمثال هذه المشكلات إنما يكون بالبناء الإيماني المتين، وفق رؤية منهجية متدرجة، لا تكتفي بمجرد المواعظ بل تتجاوز ذلك إلى عمل جاد دءوب، تثمر في قلب الفتاة إيمانًا راسخًا، فلا تتعثر بعدها ولا تتذبذب.
ورقة عمل:
ـ اجعلي لكِ وردًا ثابتًا من القرآن، ولتكن صفحة يومية، ولا يغنيكِ أي أم من الأمور عن قراءتها.
ـ حافظي على الصلاة في أول وقتها، بمجرد أن يؤذِّن المؤذن.
ـ حافظي على صلاة الفجر، لأنها حصن المسلم الحصين، وهي ترمومتر الإيمان.
المصادر:
· العاقبة في ذكر الموت، الأشبيلي.
· مدارج السالكين، ابن القيم.
· صيد الخاطر، ابن الجوزي.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1020


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
4.61/10 (18 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.