شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
أطفالنا والتربية
أمي ... كيف أتيت إلى الدنيا؟
 
Dimofinf Player
أمي ... كيف أتيت إلى الدنيا؟

2012-08-06 11:30


على مائدة الإفطار:

اجتمعت العائلة الصغيرة السعيدة على مائدة الإفطار... أب وأم شابان وطفلهما, انتهى الإفطار والتفّت العائلة الصغيرة حول فنجان الشاي الساخن اللذيذ, ومضى الأب والأم يرتشفان الشاي في سعادة وهدوء واطمئنان إلى أن اقتحم السكون صوت طفلهما الصغير بسؤال بريء: كيف أتيت إلى الدنيا يا أمي؟

برد الشاي فجأة وذهل الأبوان وتمنيا أن تنشق الأرض وتبتلعهما في هذه اللحظة ولكنهما بقيا فوق ظهر الأرض يواجههما هذا السؤال المحرج.



ولكن ما وجه الإحراج في هذا السؤال؟

إن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو حب الاستطلاع والتساؤل, وتنمو هذه الموهبة عند الطفل سريعًا وتظهر رغبته في معرفة كل ما يدور حوله بما في ذلك كيف جاء.

وتبدأ أسئلة الطفل حوالي السنة الثالثة من عمره وهي مرحلة لماذا؟

وهو إذا سأل الأم لماذا تمطر السماء ؟ أو لماذا ينبح الكلب ؟ فإنها تعتبره سؤالاً عاديًا وتجيب عليه بطريقة طبيعية وغير منفعلة, أما إذا تطلع إلى معرفة كيف أتى إلى الوجود أو تساءل عنها فإنها قد تخجل من الإجابة.

الطفل لا يريد أن يعرف ما يتعلق بالعلاقات الجنسية ولكن المسألة بالنسبة له كانت مجرد حب استطلاع بسيط بريء جدًا.



ونعود إلى قصتنا, فماذا قالت الأم لترد على سؤال الطفل؟

إنها وضعت فنجان الشاي على المائدة بعد أن سكبت نصفه ثم قالت لابنها: لقد وجدناك , فسكت الطفل قليلاً ثم سأل: ولماذا تزوجتما ؟

لقد أثبتت التجربة أن الحكايات المؤلفة غير الصادقة أصبحت لا تُقبل على علاتها من الطفل؛ فهو وإن بدا عليه التصديق, فإنه في الغالب قد ينتابه الشك أنه قد ضُلل بطريقة أو بأخرى، ولعل رغبة الكثير من الأهل في عدم الخوض في هذه المسألة تعود إلى أكثر من سبب, فقد ينظر أهل الطفل أنفسهم إلى الجنس كشيء قذر بسبب ما لقنّوه هم أنفسهم من مبادئ خاطئة في طفولتهم.



أو أنهم يعتقدون أن الحديث في مثل هذا الموضوع سوف يقلل من احترام الطفل لهم, ويهز ثقة الطفل في أهله, وهم لا يعلمون أن الكذب على الطفل سيؤدي إلى نفس النتائج ويكون له الأثر السيئ الواضح على الطفل.

والحقيقة أن الطفل سوف يتعلم حقائق الجنس آجلاً أو عاجلاً, فمن الأفضل أن يتلقاها عن أب وأم عاقلين مثقفين يقدمان له الحقيقة بصورة مبسطة بالتدرج فينمو الطفل وقد كوّن فكرة نظيفة عن الجنس منذ صغره.. وهذا أحسن وأفضل بكثير من أن يُلقن هذه المبادئ عن زميل له في المدرسة أو عن خادمة تقدم له الحقائق الجنسية بطريقة مشوهة, وقد يؤثر هذا على حياته عندما يشب.

فالفتى أو الفتاة المنحرفان هم في الأساس ضحية تعليم خاطئ من معلم جاهل, فلا تضطري ابنك أيتها الأم للشرب من ماء ملوث ما دام هناك مصدر للماء النقي هو أنتِ وزوجك.



الإجابة السليمة:

الآن يمكن تعديل القصة على النحو التالي:

بعد أن استمعت الأم إلى سؤال طفلها ابتسمت في هدوء وقالت له: أنت تعلم يا بني أن الدجاجة ترقد على بيضها وتدفئه حتى يفقس ويخرج منه أفراخ صغار, ولكن الأم تحتفظ بابنها الصغير في مكان أكثر دفئًا وأمانًا وهو بطنها, ويبقى الطفل في بطن أمه تسعة شهور حتى يصبح قادرًا على الاستقلال بنفسه, فيًسمح له بالخروج إلى هذه الدنيا.

أنصت الطفل إلى إجابة أمه في هدوء اقتناع ثم سألها وكيف يدخل الطفل في بطن أمه؟

فردت الأم بنفس الهدوء: يدخل الطفل يا بُني كبذرة صغيرة يضعها الأب في بطن الأم وتنمو هذه البذرة بالتدريج.

عندها سكت الطفل وهدأ, وفي نفس الوقت لم يكذب عليه والديه, وأيضًا لم يخاطبوه بخطاب أكبر من سنه.

هذا مجرد مثال لما يمكن أن يجاب به على الطفل في هذا المقام ومن رام الصدق وفقه الله إليه والإجابة على هذا السؤال تختلف في سن الرابعة عنه في الخامسة عنه في السادسة أو العاشرة, وكلما كبر الطفل واقترب من البلوغ زاد الوالدان في إيضاح الكلام والبعد عن التورية وبهدوء وبدون خجل أو خوف حتى لا يفقد الطفل ثقته بوالديه, وحتى لا يشمئز أو يخاف من الجنس الآخر أو يتعامل بجفاء وغلظة مع أخته أو أمه أو خالته أو عمته, فللأسف البعض من الآباء يتصرف بسذاجة في توصيل معاني آداب النظر والخلوة والاختلاط للطفل حتى يصبح الطفل متوجسًا دائمًا من الجنس وما يتعلق به وخائفًا, والعشرات من علامات الاستفهام تدور في ذهنه عن الجنس منذ الصغر إن لم يجب على هذه الاستفهامات الوالدان فسيجيب التلفاز والشارع والمدرسة... وغيرهم من وسائل تعليم الإفساد, ويفاجأ الأب أو الأم بعد ذلك بطفلهما الصغير أصبح به من العقد النفسية والبرامج الجنسية في مخيلته ما رسمه الخيال والتلفاز وغيرها من وسائل الشر ما لم يتخيلاه في كامل حياتهما.



ولا زال السؤال مطروحًا: هل يجوز مصارحة الولد جنسيًا؟

التربية الجنسية هي تعليم الولد وتوعيته ومصارحته منذ أن يعقل القضايا التي تتعلق بالجنس وترتبط بالغريزة, وتتصل بالزواج حتى إذا شب الولد وترعرع وتفهم أمور الحياة عرف ما يحل وما يحرم, وأصبح السلوك الإسلامي المتميز خلقًا له وعادة فلا يجري وراء شهوة ولا يتخبط في طريق تحلل.

وهذه التربية الجنسية التي يجب أن يهتم المربون بها ويركزون عليها تقوم على المراحل التالية:

1- في سن ما بين '7 - 10' سنوات الذي يسمى بسن التمييز, يُلقن الولد فيه آداب الاستئذان, وآداب النظر.

2- وفي سن ما بين '10 - 14' سنة الذي يسمى بسن المراهقة, يجنب الولد فيه كل الاستثارات الجنسية.

3- وفي سن ما بين '14 - 16' سنة الذي يسمى بسن البلوغ, يُعلم الولد فيه آداب الاستعفاف إذا كان لا يقدر على الزواج.



وأخيرًا هل يجوز مصارحة الولد جنسيًا وهو في سن التمييز؟

يتساءل الكثير من المربين من آباء وأمهات هل يجوز أن يصارح الولد في كل ما سيطرأ عليه من إرهاصات المراهقة وظواهر البلوغ ؟

وهل له أن يحدثه عن العضو التناسلي ووظيفته, وعن الحمل والولادة وكيفيتهما؟

وله أن يعرفه كيفية الاتصال الجنسي إذا دخل عتبة الزواج؟

كل هذه التساؤلات يتوقف الكثير عن الإجابة عليها لتحيرهم بين الجواز وعدمه.

والذي يبدو من الأدلة الشرعية التي سنعرفها فيما بعد أنه يجوز للمربي أن يصارح ابنه أو ابنته في القضايا التي تتعلق بالجنس وترتبط بالغريزة, بل أحيانًا تكون المصارحة واجبة إذا ترتب عليها حكم شرعي كما سيأتي بيانه.



وإليكم هذه الأدلة مرتبة:

1ـ آيات كثيرة تتحدث عن الاتصال الجنسي, وعن خلق الإنسان, وعن الفاحشة: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 5 ـ 7]. {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187]. {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} [البقرة: 222]. {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم} [البقرة: 223]. {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون:13]. {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32]. {وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} [الأعراف: 80].



فهذه الآيات القرآنية تتحدث بوضوح عمن يحفظ فرجه وعمن لا يحفظه, وعن الرفث 'الجماع' ليلة الصيام, وعن المحيض واعتزال النساء فيه, وعن الموضع الذي يكون فيه منبت الولد, وعن النطفة وتكوينها في رحم المرأة, وعن الزنى وكونه فاحشة, وعمن يأتون الرجال شهوة من دون النساء, إلى آخر هذه المعاني التي تتصل بالجنس وترتبط بالغريزة.



فكيف يفهم الولد وهو في سن التمييز والتعقل تفسير هذه الآيات وأمثالها إذا لم تُوضح لديه من قبل معلمه أو مربيه حقائقها وما يُراد بها ؟

ومن هنا نعلم أن القرآن وضح ثقافة جنسية لا بأس بها, بما فتح من آفاق ووضّح من معالم وهذه الثقافة ينبغي أن يتفهما الصغار والكبار, والشباب والنساء والرجال.

2ـ ومن الأدلة القوية التي تدل على أن المصارحة في قضايا الجنس أمر ضروري للولد تعليم الولد وهو في سن التمييز أحكام البلوغ وإرهاصات المراهقة, حتى إذا ظهرت عليه الظواهر عرف ما وجب عليه فعله, وما وجب عليه تركه, بل عرف الحلال والحرام.

لذا وجب على المربي أن يصارح الصبي إذا بلغ سن المراهقة وهو السن الذي يتراوح ما بين 12 إلى 15 سنة أن يصارحه أنه إذا خرج منه مني ذو دفق وذو شهوة أصبح بالغًا ومكلفًا شرعيًا يجب عليه ما يجب على الرجال الكبار من مسئوليات وتكاليف.



ووجب على المربي أيضًا أن يصارح البنت إذا بلغت سن التاسعة فما فوق ورأت الماء الرقيق الأصفر على ثوبها بعد الاستيقاظ أنها أصبحت بالغة ومكلفة شرعًا يجب عليها ما يجب على النساء الكبار من مسئوليات وتكاليف فالإسلام يحمل الأبوين أولاً وأخيرًا مسئولية مصارحة الأولاد في هذه الأمور الهامة.



وكم سمعنا عن بنات بقين سنين وهن غير طاهرات لكونهن لا يعلمن ماذا يترتب على الجنابة والحيض من أحكام وكم سمعنا عن بنين بلغوا سن الشباب وهم في جنابة دائمة لكونهم لا يعلمون ماذا يترتب على الاحتلام والجنابة من أحكام وربما يصلي الولد وتصلي البنت وهما على جنابة ويظنان أنهما يؤديان حق الله في الطاعة والعبادة إذن فمن المسؤول عن مصارحة الولد جنسيًا وتوعيته غريزيًا قبل أن يناهز الولد سن الاحتلام أو يشارف على البلوغ؟

لا شك أن الأبوين مسئولان أولاً على تعليمه وتربيته ثم من يشرفون على تعليمه من المعلمين والمرشدين وهؤلاء في المرتبة الثانية وإلا فالولد يكون أجهل ما يكون في الأحكام التي تتصل بحق ربه وحق نفسه وحق دينه وهو يظن أنه يحسن صنعًا.



وأخيرًا أذكر عزيزي القارئ بشيئين هامين:

الأول: أعطِ لكل مرحلة من مراحل السن حكمها في التعليم.

الثاني: من الأفضل أن تشرف الأم على تعليم البنت, وفي حال عدم وجودها تقوم بالمهمة أي مرشدة أخرى تقوم مقامها.



والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل وإلى حين اللقاء القريب لكم منا أطيب تحية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 803


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
4.25/10 (5 صوت)

محتويات مشابهة

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.