شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
الاستقالة التربوية

2012-08-07 12:56


ذهب مازن إلى والده ليطلب منه شيئًا فدار بينهما هذا الحوار.
مازن: أبي، أريد أن أذهب معك في نزهة.
الأب: إنني، مشغول يا مازن، اذهب مع والدتك، فأنا أقضي وقتًا طويلًا في الشغل، وليس عندي وقتًا للعب معك.
مازن: ولكن يا أبي، إنك منذ سنة، ولم أتنزه معك.
الأب: هناك أمور أهم من التنزه.
مازن: حسنًا يا أبي.
ثم خرج مازن من الغرفة وهو في كامل احباطه.
الاستقالة التربوية:
عندما نبحث في واقعنا التربوي نجد أن بعض الآباء قد قاموا باستقالة تربوية، فقد حصر هؤلاء الآباء مسئوليتهم عن أبنائهم من خلال توفير المصروف والكسوة والأكل وتوفير أسباب الراحة، فهم بذلك يرون أنهم قد أدوا ما عليهم تجاه تربية أبنائهم وتعلميهم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.
والأدهى من ذلك، أن يبقى هؤلاء الآباء على نفسك تلك الحالة، حينما يجدون أبناءهم يهيمون على وجوههم وقد أصبحوا موجودين في البقع المتصحِّرة التي خلِّفها غياب التواصل معهم.
وقد نجد أن بعض الآباء يشكو فيقول: (إن ابني منطوي على ذاته، يفتقر إلى الثقة بالنفس والقدرة على أخذ القرار في الأمور، كما ينقصه روح النضال والكفاح والمثابرة، فسأله من يتكلم إليه: كم من الوقت تمضيه مع ابنك؟ أجاب بقوله: أراه كل يوم على الإفطار، إلا إذا اختلفت مواعيدنا، فقال صديقه: أعلم ذلك الأمر، ولكنني أسأل إن كنت تمضي وقتًا طيبًا بالمنزل، أو تلعب معه في الحديقة أو تدعوه إلى مطعم، أو إلى صيد السمك.
فأجاب الأب مندهشًا ومتسائلًا: ومن لي الوقت لأفعل ذلك؟!
فسأله صديقه: هل ذهبت مرة لتشاهده في أي نوع من النشاطات التي يمارسها؟ يكمن العلاج في أن تنظ حياتك العملية بحيث يتسع منها وقت لابنك الذي هو أهم من العمل.
قال الأب: إنني أقوم بمدحه، وتحفيزه بكلمات التقدير لما يقوم به.
ثم قال صديقه: إن امتداح الابن لم يزل أداة قوية في تربيته، وفي مساعدته على الشعور بالرضا تجاه نفسه، ولكن الدراسات تشير إلى أن المديح شيء فعال لأنه جزء من عامل كبير وهام جدًا اسمه "مشاركة الآباء" تلك التي تفعل ما هو أكثر من المدح، فالمدح شيء عظيم، ولكنه لا يغني عن الوقت الذي تقضيه مع الابن مشاركًا له فيما يُمارس من هوايات أو يقوم به من أعمال) [كيف تتعاملين مع أبنائك، جمال الكاشف، ص(102)، بتصرف].
خير الأنام المربي الأعظم:
لقد اعتاد بعض المربين أن يكون دورهم قاصرًا على إعطاء الأوامر ومراقبة التنفيذ وهو مسلك وطريق مخالف لتربية النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يعيش مع أصحابه ويشاركهم أعمالهم وهمومهم.
ـ مشاركته صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم، المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم: بنو عمرو بن عوف، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم، وهو يقول: (اللهم لا خير إلا خير الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة) [رواه البخاري].
ـ المشاركة في حفر الخندق:
عن سهل قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (اللهم لا عيش إلا عيش الآخره . فاغفر للمهاجرين والأنصار) [رواه البخاري].
أخي المربي...
إن مجرد إصدار الأوامر والتوجيه أمر يجيده الجميع، لكن مشاركة الأبناء والمتربين، يرفع قيمة المربي لديهم ويُعلي شأنه وذلك أيضًا يدفعهم لمزيد من البذل والهمة والحماس عكس أولئك الذين يدعون للعمل ومن يربيهم بعيد عنهم، وقد عبر عن هذا المعنى ذاك الحداء الذي كان يردهه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: لئن قعدنا والنبي صلى الله عليه وسلم يعمل لذاك منا العمل المضلل.
ثم إنه يشيع روح الود، ويسهم في بناء علاقة إنسانية وطيدة بين المربي ومن يربيهم، فالاهتمام بالأبناء والتواصل معهم أكثر أهمية من وعظهم وإرشادهم، لأن الوعظ والإرشاد لابد في استقباله أن يكون الأبناء سعداء، وتلك السعادة لا تتأتي إلا حينما يشعر الأبناء بأن الآباء يهتم بهم، ويشاركونهم ما يحملونه من أفكار.
حينما يسود الود بين الأب وابنه:
إن الكلمة من القلب تشرح القلب، والألفاظ الطيبة سهم يزيل الهم والغم (والمربي الذي يود تقديم المشورة والنصيحة لأبنائه، لابد له أن يتخلى عن دور الأب ما أمكنه، حتى يستطيع أن يكون صديقًا لهم، لأن هذا الأسلوب يبني علاقة حميمة ورائعة، تتسم بالثقة والتعاون المشترك) [التميز في فهم النفسيات، أكرم مصباح عثمان، ص(109)].
ما أجمل أن يقول الأب لابنه: أي بني، إني أشاركك حيرتك وهمومك وتطلعاتك، لقد عانيت ما تعاني، فهيا نبحث معًا في هدوء دون أن أضيق بك أو تضيق بي، نعم لن أضيق بك يا ولدي الحبيب، فإني أستبشر خيرًا باهتمامك وتطلعك وتفكرك،، وإني أرى نفسي فيك، فقد مشيت ذات الطريق، ومررت على ثغراته ومنَّ الله علي بمعرفة كثير من مسالكه ومنعطفاته، لن أطلب منك أن تكون أسير فهمي أو فهم غيري، لن أزعم لك أن أحتكر الفهم الصحيح وحدي، وإنما أدعوك إلى التأمل الهادئ فيما تعاني من مشكلات، وما أقترحه عليك من حلول لها.
نصيحة للمربين:
أنا أنصحك- أخي المربي- أجل إشباع حاجتك, فإذا كان الإبن لا يريد أن ينام بالنهار بينما تريد الإسترخاء, فأجل حاجتك لحاجة إبنك إلى التواصل معك..
أجلسه بجوارك, ولا تزجره, أحبه كما هو بلا شروط. اصبر عليه وأكرمه فإن ذلك هو جواز مرورك للتجوال داخل عقله وتوجيهه..واجعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتك التي تتأسى بها ( فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم(أي تحت رعايته) وكانت يدي تطيش في الصحفة (أي تتحرك هنا وهناك في إناء الطعام) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلام سمِّ اله، وكل بيمينك، وكل مما يليك) [رواه البخاري].
فهنا نرى أنه صلى الله عليه وسلم، يأكل مع الصغار، وهذا يدل على قوة الامتزاج النفسي بين المربي والمتعلم، فيستطيع أن يفتح الحوار معهم ويناقشهم ويصحح أخطاءهم.
(بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يعلِّم الكبار أدب المجلس عند حضور الأطفال إليه، فينهى عن قطع التواصل بين الابن وأبيه، فعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجلس بين الرجل وابنه في المجلس) [رواه مسلم]، إنن حين نتحدث إلى أبنائنا فإننا ننقل إليهم رسالتين: رسالة لفظية ورسالة غير لفظية عن طريق الإشارات والإيماءات وغيرها، وأن أبناءنا يتمكنون بسهولة من قراءة ما تنقله لهم رسائلنا غير اللفظية، فلو شعروا أننا غير مستريحين للتحدث في أمر ما، فإنهم يحجمون عن هذا الحديث فتتكون بيننا وبينهم فجوة تربوية كبيرة.
فحقًا إنه أمر في غاية الأهمية أن نشارك أبناءنا أفكارهم، ونتواصل معهم بحلم وأناة، فيخرجهم الله بنا من الخطأ إلى الصواب، ومن الضعف إلى القوة، ومن الاحساس بالضآلة إلى الثقة والتوازن والقدرة على إدارة حياتهم.
قصة جميلة:
يقول عبد الله بن طاهر: كنت عند المأمون يومًا، فنادى بالخادم: يا غلام فلم يجبه أحد، ثم نادى ثانيًا وصاح: يا غلام!، فدخل غلام تركي وهو يقول: أما ينبغي للغلام أن يأكل ويشرب؟ كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام! إلى كم يا غلام؟ فنكس المأمون رأسه طويلًا، فما شككت في أن يأمرني بضرب عنقه ثم نظر إلي فقال: يا عبد الله!، إن الرجل إذا حسَّن أخلاقه ساءت أخلاق خدمه، وإنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا، لنحسِّن أخلاق خدمنا.
إن الحقيقة التي يجب أن نتعلمها جميعًا معاشر الآباء، أن جلوسنا مع أبنائنا ولو لجزء من الوقت دون تصارع أو غضب وصراخ، هذا الجلوس يقوي علاقتنا بهم ومن ثم يشعرون بالأمان وتتحسن طاعتهم لنا، وتتطور سلوكياتهم إلى الأفضل.
ورقة عمل:
ـ احذر أخي المربي، من الاستقالة التربوية مع أبنائك، فخصص لنفسك وقتًا تجلس فيه مع أبنائك، ولو ثلث ساعة كل يوم.
ـ وثِّق علاقتك مع أبنائك، واجعلهم يشعروا بأنك تساندهم من خلال السؤال عن حالهم والتفقد لأحوالهم.
المصادر:
· كيف تتعاملين مع أبنائك، جمال الكاشف.
· التميز في فهم النفسيات، أكرم مصباح عثمان.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 2390


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.13/10 (36 صوت)

محتويات مشابهة

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.