الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
أطفالنا والتربية أب بعقل طفل؟! |
2012-08-06 11:54
كل شيء متاح ومتوفر وموجود. المال...كثير والحمد لله. الطعام .. متراكم في البيت. السيارة .. متاحة وسهلة الاستخدام كل شيء قام أبي بتوفيره لي، فلماذا إذن العمل؟!! ولماذا إذن السعي، ولماذا إذن بذل الجهد؟!! السرير صديقي الصدوق، ورفيقي الرفيق، وصاحبي المخلص.. أنا أعيش تحت غطائه أغلب أيام حياتي!! عزيزي المربي: هل تتخيل أن هذا الكلام الغير مسئول يخرج من فم أب المفترض أنه يتحمل مسئولية بيت بأكمله؟!! ولكن في الحقيقة هو لم ينطق به صراحة ولم يتكلم به هكذا وإلا كان في هذا الكلام ذاماً لنفسه ناقداً لها ولكن حاله يدل على كل هذا الكلام غير مسئول. هذه عزيزي المربي هي قصة الأب الكبير الذي يعيش بعقل وفكر طفل صغير، ذلك لأنه كان مدللاً من قبل والده وأمه ولم يتعود أبداً أن يكون متحملاً للمسئولية أو أن يكون هو المسئول؟!! بل كان معتاداً على أن كل مطلوب مجاب، وكل ما يريده متاح، هكذا وبكل سهولة وهو جالس على سريره واضعاً قدمه على الأخرى. ولكن هذا الطفل أقصد الأب الذي يعيش بعقل طفل عندما تزوج وأصبح مسئولاً عن أسرة بأكملها. لم يغير من نفسه أو يحاول أن يسعى ويجد، لا ..لا بل جلس على سريره ينتظر المعونات الخارجية والمساعدات التي هي في وجهة نظره فرض على والديه، ذلك لأنه لا يزال شاب في بداية حياته، والحياة كلها صعوبات وتحديات. وهو لا يستطيع أن يواجهها وحده، بل لابد أن يقف الكل إلى جواره ولمساعدته بكل أنواع المعونات. هذا النموذج موجود في عالمنا اليوم. موجود في طبقة الأغنياء، وبل وأيضاً في طبقة متوسطي الدخل. هذا النموذج الغير مسئول من الآباء سواء كانوا آباء أو أمهات، فالأم أيضاً التي عاشت مدللة مرفهة ترفض أن تتحمل المسئولية أو تواجه الحياة بنفسها بل نجدها تترك أولادها لغيرها يربونهم، أما هي فبعيدة كل البعد منشغلة بحال نفسها لتقف إلى جوار الأب الغير مسئول صاحب عقل الطفل جنباً إلى جنب في قفص الاتهام من قبل الأبناء الصغار الذين صاروا مهددين بالضياع، التشرد؛ لا لنقص المال أو الغذاء ولكن لنقص القدوات والمثل العليا من قبل الآباء....!! لا للتدليل! لا بد أن يكون هذا شعار كل أب في هذا الزمان نعم لا للتدليل. إننا نحن الآباء ونحن ندلل أبنائنا عن حب بالتأكيد نظن وبكل جهل أننا ننفعهم ونحن لا ندري أننا بأم أيدينا نضرهم بل ونفرط في إيقاع الضرر عليهم. إن الحياة اليوم بل والأمس بل والغد أيضاً لا يوجد فيها مكان للمدللين الحياة شاقة تحتاج إلى جهد وتعب وكفاح وصبر، نعم. قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} (4) سورة البلد إن المدلل ليس له مكان بيننا بل ستدوسه الأقدام من حيث لا يشعر ولا تشعرين. لابد أن يكون الأب المسلم قوي صاحب عمل ونهضة وجد وكفاح فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. لذلك كان عمر يضرب بدرته من يجلسون في بطالة لا يسعون إلى كسب العمل ويسألون الناس. إن المرتب الصغير الذي تحصل عليه ولو بعمل كبير أعظم بركة بكثير من المال الكثير الذي يأتي بغير كسب وبغير سعي. لابد أن نربي أبناءنا على هذا المعنى ونغرس فيهم هذا الشعور. يا رب البيت المسئولية عظيمة: أما أنت أيها الأب الفاضل، فنقول لك إنك بعد أن صرت صاحب بيت ورب أسرة الأمر يختلف بكثير عما إن كنت لا تحمل إلا هم نفسك والمسئولية الملقاة عليك كبيرة ما لا يصح أن تتواني أو تتهاون. أنت ستسأل أمام الله تعالى عن هذه الأسرة أنت راع لها ومسئول عن رعيتك. وإذا كنت بالأمس مسئولاً عن نفسك فحسب فأنت اليوم مسئولاً عنها وعن أسرتك بأكملها. فأنت مسئول عن سعيك لكسب الرزق لها. وأنت مسئول عن تربيتك لها. وأنت مسئول عن حفاظها على بيتها. وأنت مسئول عن صلاتها وصيامها وركوعها وسجودها، عن كل شيء. المسئولية إذن عظيمة أيها المربي الفاضل. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم النار أيها المربي الفاضل.. أنت تهرب وتفر بأسرتك من النار. أو تذهب بهم وليعاذ بالله كغير مسئول إلى الناس فتكون سبباً في شقائهم وتعاستهم في الدنيا والآخرة. قال صلى الله عليه وسلم: (( إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضعيه)) صحيح الجامع الصغير. عزيزي المربي كن على قدر المسئولية التي أعطاك الله إياها.
خدمات المحتوى
|
تقييم
الاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |