الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
أطفالنا والتربية الطفل الهارب |
2012-08-07 12:11
خيم الهدوء على البيت بعد انصراف الأولاد إلى المدرسة, فالأم دخلت إلى غرفة نومها لتنال قسطًا من الراحة حتى تستطيع مواصلة اليوم بجد ونشاط, والأب انطلق مسرعًا إلى عمله بعد أن تناول وجبة الإفطار, ولم يبق في البيت إلا الأم وطفلها الرضيع.وفجأة إذ بصوت جرس الهاتف يشق سكون البيت ويعكر صفوه ويهز أركانه, تجاهلته الأم لأول مرة وسبحت من جديد في بحر أحلامها, لكنه وبكل أسف عاود الكرة في الإزعاج, وزلزل بصوته الرنان جدران البيت, فقامت الأم مسرعة لتتنبأ الخبر, ورفعت السماعة, فإذا بها تواجه أكبر صدمة في حياتها, وتستقبل أسوأ مفاجأة لم تكن تحب أبدًا أن تبدأ بها يومها السعيد, كان صاحب الاتصال هو مسئول شئون الطلاب بمدرسة ابنها مازن. وبعد التحية الطيبة والسلام زف مسئول الطلاب لأم مازن آخر تحذير لتغيب طفلها عن المدرسة, وأخبرها بأنه سيصبح في المرة القادمة مهددًا بالفصل من المدرسة, وهنا خافت الأم على ابنها, وقالت إن مازن لم يتغيب إلا يومًا واحدًا منذ بداية الدراسة بسبب مرضه, فإذا بمسئول الطلاب يزف لها عدد أيام غياب مازن عن المدرسة, فكانت المفاجأة والصاعقة التي صمت أذنها, أن عدد أيام غيابه منذ بداية الدراسة عشرة أيام!! وهنا ازدادت فجيعة الأم على وليدها, وسألت مسئول الطلاب بشغف وهل طفلي موجود عندكم اليوم في المدرسة؟ وتكتمل سلسلة الكوارث ليخبرها المسئول أن طفلها لم يذهب إلى المدرسة في هذا اليوم أيضًا, وهنا لم تملك الأم نفسها من البكاء وأغلقت سماعة الهاتف, وتسارعت دقات قلبها وفاض الدمع من عينها وارتجف جسدها وسألت نفسها بطريقة هستيرية؟؟ أين مازن الآن؟؟ أين مازن الآن؟؟ لم تستطع الأم بالطبع أن تتحكم في انفعالاتها, ورفعت سماعة الهاتف بيدها المرتجفة لتتصل بوالد مازن لتنبئه بهذا الخبر السعيد وتقول له: مازن لم يذهب المدرسة اليوم!! عاد الأب مسرعًا إلى البيت مخلفًا وراءه همومه واهتماماته, ليجلس كالعاجز إلى جوار الأم يبادلها القلق تارة, ويحاول إجراء اتصالاته بأسر أصدقاء مازن تارة أخرى, ورغم كل هذه الاتصالات والمحاولات, لم يستطع أبو مازن إلا أن يتوصل إلى نتيجة واحدة, وهي أن هناك طفل آخر يتغيب عن المدرسة بنفس الطريقة وهو صديقه جاسر, وهو اليوم أيضًا ليس في المدرسة, أي أنه مع مازن؟؟! ولم يملك الأب إلا أن يجلس إلى جوار الأم بعجز كامل, لينتظر قدوم مازن من المكان المجهول الذي كان فيه.. قتلهما الانتظار, وما إن جاءت ساعة الوصول, اتفق الوالدان أن يكونا هادئين مع مازن, حتى يستطيعا أن يتوصلا إلى حل المشكلة. وبالفعل طرق مازن باب البيت, ليجد مفاجأة سارة تنتظره وهي أن أباه هو الذي فتح له الباب على عكس المتوقع؟!! ويسأل الأب ابنه أين كنت؟؟ فيرد مازن : في المدرسة!! فيقول الأب: لم تكن في المدرسة. فيرد الطفل مازن: بل كنت في المدرسة. فيقول الأب: لقد اتصلنا بالمدرسة وعرفنا أنك لم تكن هناك. وهنا بدا على وجه مازن القلق, وأخفى وجهه بيديه الصغيرتين, وقال بصوت باكٍ: لقد كذبت عليك يا أبي, لقد كذبت عليكِ يا أمي, كنت مع صديقي جاسر, كنا نلعب سويًا ونقضي مع بعضنا يومًا سعيدًا بعيدًا عن قيود المدرسة؟؟ وهنا انفجر مازن في البكاء, ودخل غرفته وأغلق عليه الباب, وكأنه يهرب من المواجهة ويؤكد اعترافه بخطئه ويرفع الراية البيضاء, وبدأ الهدوء يعود إلى البيت مرة أخرى وهدأت الأم وهدأ الأب حقًا لقد اطمئنا على مازن الآن لأنه معهما ولكن الطمأنينة لم تستقر بعد في قلبيهما ذلك لأنهما لم يستطيعا أن يوقفا عقليهما عن التفكير. ولم يستطيعا أن يجيبا حتى الآن على هذا السؤال: لماذا هرب مازن من المدرسة؟؟؟؟ ثم أنهما أيضًا لم يستطيعا أن يجيبا على السؤال الآخر وهو: كيف سنتعامل مع هذه المشكلة؟؟ وهل سنعاقب مازن على فعلته؟؟ عزيزي المربي: حول هذين السؤالين سيدور حديثنا اليوم, ونحن نناقش مشكلة هروب الأطفال من المدرسة, هل الطفل هو المسئول عن المشكلة أم البيت أم المدرسة؟؟ وهذه هي الإجابة على السؤال الأول وهو لماذا هرب مازن من المدرسة, ثم سننتقل سويًا إلى هذه الحالة الواقعية, ونضع أنفسنا أمامها وكأنها حدثت مع ابننا, ثم نسأل أنفسنا السؤال الثاني وهو كيف سنتعامل مع هذه المشكلة؟ والحقيقة أن الإجابة على السؤال الأول هي التي ستجعلنا نجيب بكل سهولة على السؤال الثاني, ولذلك تعال معي عزيزي المربي نجيب على الأسئلة سؤالًا سؤالًا. السؤال الأول: لماذا هرب مازن من المدرسة؟ هناك صورًا كثيرة للهروب من المدرسة, ليست فقط الصورة التي رأيناها من مازن, بل إن هناك صورًامختلفة للهروب من المدرسة, والتي منها التغيب دون سبب، أو استخدام الحيل الدفاعية, مثل الشكوى الصباحية من ألم البطن أو الرأس, وغيرها من الحيل, وسرعان ماتتضح تلك الحيلة، فما أن تتضح له موافقة والديه على عدم الذهاب للمدرسة, إلا نجدهبحالة جيدة، ويبدأ بممارسة نشاطه اليومي. فوبيا المدرسة هل من الممكن أن يكون مازن مصاب بفوبيا المدرسة؟؟ وما هو يا ترى فوبيا المدرسة؟؟ إنه مرض رفض المدرسة والخوف منها: "يعرف رفض الطفل للمدرسة وخوفه منها (بفوبيا المدرسة) أي المخاوف المرضية من المدرسة, وهذه المشكلة تمثل أهمية خاصة لدى المهتمين بالتربية وعلم النفس إذ أنها تواجه عددًا كبيرًا من الأطفال في بدء حياتهم المدرسية, ولقد أوضح تشازان أن نسبة الأطفال الذين يرهبون المدرسة يتراوح بين 1% إلى 3 %, بينما أوضح جراهام أنه وجد خمس حالات فقط بين 172 طفلًا, ولقد تحدث علماء النفس كثيرًا عن مشكلة رفض المدرسة, ولا يتسع المجال هنا لتقديم عرض مستفيض للمشكلة, ولكن يلزم هنا التمييز بين رفض المدرسة, والتغيب المتعمد عن المدرسة (التزويغ), والذي بحسبه لا يرفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة, وإنما يستخدمون حيلًا ماكرة للتغيب عن المدرسة, والتجول إما فرادى أو بصحبة أطفال متغيبين آخرين حيث يجهل آباؤهم أين هم ويعلمون عن تغيب أبنائهم عن المدرسة لأول مرة من إدارة المدرسة, إن التغيب المتعمد عن المدرسة غالبًا ما يرتبط بسلوك جانح آخر, وبتربية غير سليمة في البيت, وعادة ما يكون الطفل كثير التغيب عن المدرسة ذا مستوى تحصيلي منخفض) [التلميذ في التعليم الأساسي, د. محمد عبد الطاهر الطيب] هذه هي الخلاصة التي نستفيدها من كلام أساتذة علم النفس والتربية, وهي أن التغيب عن المدرسة غالبًا ما يرتبط بسلوك جانح وبتربية غير سليمة في البيت, وعادة ما يكون الطفل كثير التغيب عن المدرسة ذا مستوى تحصيلي منخفض. إذن فالمشكلة تكمن في ركنين أساسيين وهما: 1. سلوك جانح وتربية غير سليمة في البيت. 2. ضعف التحصيل. ومن هنا نفهم أن مشكلة هروب الطفل من المدرسة غالبًا ما تتعلق بأحد هذين الأمرين, إما السلوك الجانح الناتج عن التربية غير السليمة من جانب البيت, وإما ضعف التحصيل الناتج عن التقصير من جانب المدرسة. أولًا: إذا كان البيت هو السبب في هروب الطفل من المدرسة: قد يكون البيت هو السبب في تغيب الطفل عن المدرسة, فيكون سلوك الطفل في هروبه من المدرسة ما هو إلا ردة فعل للتربية غير السليمة في البيت, ومن أبرز الأسباب التي يتسبب البيت من خلالها في هروب الطفل من المدرسة: 1. الجهل الأبوي: يكون الجهل الأبوي في كثير من الأحيان سببًا في هروب الطفل من المدرسة, فإذا كان الأب نفسه جاهلًا بأهمية الذهاب إلى المدرسة, ويعتبرها نوعًا من المندوبات, فكيف سيستشعر الابن حينها أهمية المدرسة؟ وقد يصل هذا الجهل أقصاه في المجتمعات الريفية التي لا يدرك فيها الآباء بالفعل أهمية المدرسة خاصة مع بناتهم, حيث يجلسونهن إلى جوارهم في البيت لتعملن في الخدمة وتبتعد تمامًا عن التعليم, ويقل هذا الجهل درجة بعد درجة كلما اقتربنا من المدينة ولكنه يبقى مخلفًا نوعًا من اللامبالاة من قبل بعض الآباء بمتابعة أبنائهم في دراستهم ومحاسبتهم على تقصيرهم والاهتمام بواجباتهم, مما ينقل هذه اللامبالاة إلى الأولاد بالتبعية من حيث لا يشعر الآباء. 2. تدليل الآباء للأبناء: (ويقصد به تشجيع الطفل على تحقيق رغباته بالشكل الذي يحلو له, مع عدم توجيهه لتحمل أي مسئوليات تتناسب مع مرحلة النمو التي يمر بها, وقد يتضمن هذا تشجيع الطفل على القيام بألوان من السلوك التي يعتبر عادة من غير المرغوب فيه اجتماعيًا, كذلك قد يتضمن هذا الاتجاه دفاع الوالدين عن هذه الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها ضد أي توجيه أو نقد قد يصدر إلى الطفل من الخارج) [الطفل من الحمل إلى الرشد, محمد عماد الدين إسماعيل] وبالتالي يكون هذا التدليل هو الآخر سببًا من جانب البيت في تخلف الطفل عن المدرسة وهروبه منها, فالطفل الذي لا يجد من يعاقبه أو حتى يحاسبه على أخطائه الفادحة كهروبه من حل الواجبات, وتأخره عن المدرسة وتساهله في الاستيقاظ صباحًا, وعدم اهتمامه بالزىِّ المدرسي, بل وربما يدافع عنه في بعض الأحيان, يعطى المبرر الواضح والصريح لأفعاله الخاطئة كهروبه من المدرسة وما سواه من السلوكيات الخاطئة. 3. الاضطرابات الأسرية: تتسبب بعض الاضطرابات الأسرية مثل انفصال الأب والأم, أو الطلاق, أو الجو الأسريالمتشبع بالمشاجرات والصدمات النفسية, في أن يصبح الطفل انطوائيًا, لا يستطيع التداخل مع المجتمع مما يدفعه للهروب منه. (يرتبط الأطفال نفسيًا بكلا الوالدين, فعندما ينفصلا يشعر الأطفال أنهم فقدوا نصف ذواتهم, وتنتابهم مشاعر الفقدان والرفض والهجر, التي تدمر قدراتهم على التركيز في الدراسة) [كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك, د. سال سيفير] 4. الحالة الاقتصادية في البيت: فقد يؤثر التلميذ العملعلى المدرسة, وذلك من خلال إحساسه بأهمية المال على التعليم . 5. من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى هروب الطفل من المدرسة أن يستخدم الآباء المدرسة كورقة ضغط على الطفل بدلًا من أن يستخدموها كورقة إيجابية, فمثلًا تقول الأم للطفل: "إن لم تفعل كذا سأخبر المدرس أو المدرسة", فيعتبر الطفل حينها المدرسة مكانًا لتلقي التهم والتهديدات والنقد والجرح, فيؤثر الهروب منها. 6. رفقاء السوء: ونذكر هذا السبب ضمن مسئولية البيت, ذلك لأن الآباء مطالبون باختيار أصدقاء أبنائهم ومتابعة هذا الأمر لأنه من أخطر ما يمكن بالنسبة للطفل, فالصاحب ساحب والصديق رفيق الطريق, فكيف لا يهتم الآباء بصداقات أبنائهم ولا ينقبوا عنها حتى يطمئنو على أبنائهم. ثانيًا: عندما تكون المدرسة سببًا في هروب الطفل منها: إنه لمن العجيب أن نتكلم عن المدرسة ونتحدث بلفظة هروب, حيث أن هذه الكلمة غالبًا ما تطلق على المجرمين والمنحرفين الهاربين من السجون والمعتقلات, ولكن السؤال هنا هل أصبحت المدرسة اليوم سجنًا بالنسبة للطفل حتى يهرب منها؟ قد يكون هذا هو السبب الأساسي في هروب الطفل من المدرسة؛ أنه لا يحب المدرسة, لا يعتبرها مكانه المفضل, وقد يكون ذلك لأحد الأسباب التالية أو بعضها أوكلها مجتمعة. 1. التخويف والترهيب داخل المدرسة: عندما يتحول التخويف والترهيب من وسيلة من وسائل التربية, إلى أصل عام في التربية في كل المواقف ومع كل الأطفال؛ يصبح الطفل بالتبعية كارهًا للمدرسة, فليس هناك أحد يحب الإهانة, بل الناس عبيد الإحسان, فكيف بالطفل صاحب الفطرة الشفافة, لابد أن يدرك المربون والمعلمون أن استخدام العقاب والترهيب ما هو إلا وسيلة من وسائل التربية تستخدم في وقتها ومحلها, وبضوابط خاصة بها لا على الإطلاق, وأن يعلموا أيضًا أنهم مسئولون عن حب أو كره الأولاد للمدرسة. 2. ضعف دور الأخصائي الاجتماعي: من المؤسف أن يتحول دور الأخصائي الاجتماعي في كثير من المدارس إلى مجرد موظف يقوم بمجموعة من الأعمال الإدارية, بل إنها كارثة بلا أدنى مبالغة, لأنه صاحب الدور الأكبر في علاج مثل هذه المشاكل, هو صاحب الدور الأكبر في التنقيب عن مشاكل الأطفال السلوكية والبحث عن أسبابها وعلاجها, ولو أن الأخصائي الاجتماعي في المدارس قام بدوره من تفقد حالات الهروب من المدرسة والبحث عن أسبابها؛ لما تفشت ظاهرة التسرب من المدارس في مجتمعاتنا وبلادنا. 3. التساهل مع الطلاب (التدليل من جانب المدرسة): وهذه أيضًا مشكلة تتسبب في تأخر علاج التسرب الدراسي, حيث أن المربون لا يتقنون استخدام أسلوب هام من أساليب التربية ألا وهو التربية بالحدث, فحادثة هروب طفل هذه لا يمكن أن تمر هكذا من غير أن يأخذ الأطفال منها العبرة, وذلك طبعًا بعد تفقد حالة الطفل الهارب النفسية, وعرضها على الأخصائي الاجتماعي, ثم بعد ذلك اتخاذ العقاب الذي لابد أن يعطي بقية الأولاد العبرة. 4. الضغوط الدراسية وتلاشي الوسائل الترفيهية: اليوم الدراسي يوم مشحون بالواجبات والحصص, وكثيرًا ما يهتم بالجانب التعليمي على حساب الجانب الترفيهي, بل قد يحرم الأولاد في كثير من الأحيان من يومهم الترفيهي ومن حصة الألعاب لأي سبب من الأسباب, فما الذي يمنع الطفل بعد ذلك وقد فتحت صالات البلاي ستيشن أبوابها على مصراعيها, أن يترك المدرسة ليقضي يومًا ترفيهيًا بعيدًا عن هموم وقيود المدرسة. 5. الإهمال الإداري: تبقى مشكلة التخبط الإداري في المدرسة سببًا لكثير من المشاكل, منها مشكلة الهروب من المدرسة, فمثلًا غياب دور الإشراف والرقابة على منافذ المدرسة, مما يتسبب في هروب الطفل من المدرسة, وإلا كيف استطاع الطفل مجاوزة كل هذه الحدود من غير أن يراه أحد, فلابد أن يكون المدرسين أكثر شعورًا بالمسئولية تجاه أبناء المسلمين, حيث أن حالات الاختطاف أو الحوادث أو غيرها من الأخبار المزعجة التي نقرؤها في الجرائد, أو نشاهدها على شاشات التلفاز, ما هي إلا نتاج الإهمال الإداري من جانب المدرسة. 6. طريقةالتدريس غير الواعية: من المعروف أن الطفل لديه حاجة قوية وأساسية للتعلم, ولكن من هو المدرس الذي ينجح في تلبية هذه الحاجة؟ فالابتكار في وسائل التدريس, واستخدام وسائل الإيضاح والتكنولوجيا الحديثة في التعليم, يجعل عملية التعليم بالنسبة للطفل عملية ممتعة, أما الروتينية في التعليم, ورتابة الأسلوب, وثبات الوسائل؛ يشعر الطفل بالملل, وتتحول العملية التعليمية بالنسبة للطفل إلى عملية مملة وثقيلة مما يدفعه للهروب. وختامًا نحاول الإجابة على السؤال الثاني: كيف نواجه هذه المشكلة؟ (لابد أن يعلم المعلمون جميعًا أن الطفل لا يهرب من مكان إلا إذا كان يسبب له آلامًا نفسية عميقة, أو كان قد تعرض لإهانة معينة, أو كرهه بسبب أو لآخر, وعلينا في هذا الموقف أن نوجه لأنفسنا عدة تساؤلات, منها ما الذي يجب علينا عمله على الفور لإشعار التلميذ أو الابن الهارب بالراحة النفسية, حتى نهدئ من نفسه الثائرة كالبركان الملتهب؟ وكيف نخفف الضغوط ونقلل من الصراعات التي يعاني منها؟ وفي الحقيقة, إن الكلمات الطيبة وتأييد الموقف ولو بأسلوب غير قاطع, والتعاطف مع التلميذ بالرضا عن النفس, وبأن هناك من يرغب في مساعدته, ويقف إلى جواره ويدافع عنه ضد التيارات الجارفة العنيفة التي تعترضه, سيكون أكثر فعالية في حل المشكلة. ولكن علينا الحذر في مثل هذا الموقف من التهكم على التلميذ الهارب والسخرية منه, أو معاقبته على الفور كما علينا أن نتمالك أنفسنا, فلا نثور ونتهور ونبتعد تمامًا عن الانفعال, ونعالج الأمور بحكمة واتزان, حتى نتمكن من استعادة واستمالة أبنائنا لدينا مرة أخرى, وإلا فلت منا الزمام). [دليل الآباء والمعلمين في مواجهة المشاكل اليومية للأطفال والمراهقين, دكتورة سعدية محمد بهادر] المصادر: 1. التلميذ في التعليم الأساسي, د. محمد عبد الطاهر الطيب. 2. الطفل من الحمل إلى الرشد, محمد عماد الدين إسماعيل. 3. كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك, د. سال سيفير. 4. دليل الآباء والمعلمين في مواجهة المشاكل اليومية للأطفال والمراهقين, دكتورة سعدية محمد بهادر.
خدمات المحتوى
|
تقييم
الاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |