شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
كيف تحفِّز طفلك؟

2012-08-07 12:16


كثيرًا ما يعشق الآباء أسلوب التربية بالتخويف.
فيكون الدافع لقيام الطفل بالعمل هو الخوف من العقاب.
والحقيقة أن هذا الأسلوب لا يعلم الطفل شيء ولا يخلق منه طفلًا قادرًا على تحمل المسؤلية، وإنما يخلق أطفال جبناء، لا يتحركون لتنفيذ الأوامر إلا باستخدام أسلوب العصا أو بالتخويف بالعصا وقليلًا جدًا ما يستخدم الآباء أسلوب التحفيز، وربما كان السبب الرئيس في ذلك ليس عدم اقتناعهم به، وإنما عدم معرفتهم كيف يستخدمون هذا الأسلوب، بل ويظن هؤلاء الآباء أن استخدام هذا الأسلوب ضربًا من الخيال أو صعب المنال.
ولاشك أن هذا الأسلوب حقيقة بحاجة إلى توازن كبير من جانب الأب، وصبر وسيطرة على الأعصاب وعقلانية شديدة حتى يؤتي هذا الأسلوب ثماره، خاصة والأبناء نتيجة الأساليب التربوية الخاطئة، وما يتعلمونه في المجتمع أصبحوا اليوم صعاب المراس،
حتى قالت لي أحد الأمهات ذات يوم عن طفلها وأنا أكلمها عن أسلوب التحفيز:
إن طفلي هذا لا أمل فيه.
لا ينفع معه أي أسلوب.
جربت معه أسلوب التحفيز وبلا فائدة.
وجربت معه أسلوب العقاب ولا فائدة.
لا يوجد أي أسلوب يصلح معه، لقد فقدت الأمل فيه ولا فائدة!!
حينها تعجبت من هذا اليأس الذي خيم على هذه الأم، ولكني خرجت من هذا الموقف بفائدة وهي: كيف أستخدم أسلوب التحفيز؟
(إن أسلوب عبارات التعزيز، لهو أداة بسيطة لدعم وتقوية الصوت "نعم" عند الطفل، كما أنه فكرة إيجابية يركز عليها الطفل لكي يصل إلى النتيجة المرجوة، وقد تكون تلك النتيجة هدفًا أو حصيلة معينة (مثل التحسن في الدراسة، أو تكوين صداقات جديدة، أو تحسين الصحة)، أو تحسين الاتجاه الفكري أو حالة العقل (محاولة حب النفس, والتغلب على الخوف) [قوة الحديث الإيجابي، دوجلاس بلوك، ص(14-15)].
التحفيز في القرآن الكريم:
وإذا أردنا أن نعرف كيفية التحفيز، فلننظر إلى كلام الله تعالى، وسنجد أصول عملية التحفيز الفعال، (قال تعالى:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
من عمل صالحًا: طلب أنشطة (عبادة).
فلنحيينه: تحفيز على العمل.
ولنجزينهم: وعد بالثواب) [طرائق التدريس التربية الإسلامية في مدارس البنات، فوز بنت عبد اللطيف كردي، (1/92)، بتصرف].
إذًا اعلم عزيزي المربي أنك، حين تستخدم أسلوب التحفيز لابد أن تستخدم مجموعة من القواعد، تنقسم هذه القواعد إلى قسمين وتتفرع إلى فرعين:
· قواعد مع نفسك.
· قواعد مع طفلك.
أولًا: القواعد التي تستخدمها مع نفسك:
أولًا: الصبر:
لابد أن تعلم يا عزيزي المربي أن أسلوب التحفيز لن يؤتي ثماره، ولن يؤدي دوره بفعالية إلا بالتزامك الصبر، خاصة عندما يكون الطفل عنيدًا، فكثيرًا ما يستخدم الآباء أسلوب التحفيز فيؤتي ثماره مرة ثم بعد ذلك يعود الطفل إلى سلوكه السيئ فيستاء الآباء من هذا السلوك، ويخاطب الآباء أنفسهم بأنهم السبب في صدور هذا السلوك لأننا عاملناه باللين وهذا الولد لا يصلح معه إلا العصا، فيعود بعد ذلك الآباء إلى أسلوبهم المعتاد في تربية أبنائهم.
عندها يستقر عند الطفل أن هذا الأسلوب التحفيزي ما كان إلا مجرد طفرة لن تتكرر من والديه، فيعود إلى عناده خاصة وأن الآباء ييأسون من هذا الأسلوب التحفيزي فور التصادم مع أول مشكلة بعد التحفيز.
ولذلك لابد لك أن تصبر، وتعلم أنك لا تقدم التحفيز لطفلك كنوع من المكافئة، ولكنك تحفز طفلك لأن هذا هو الأسلوب الصحيح في التربية وهو التوازن بين الثواب والعقاب والتحفيز والتعزير، فلابد أن تصبر وتعلم أن الله مع الصابرين وأنك لن تذوق الشهد حتى تلعق الصبر.
لا تأخذ قرارًا عاطفيًا:
أي لا تحدد الطريقة التي ستعامل بها طفلك على حسب حالتك المزاجية أو غضبك أو سرورك، ولكن كي تكون محفزًا ناجحًا لا بد أن تعرف جيدًا ماذا تفعل ولماذا.
وهذا يعني التحكم في الأعصاب حال صدور سلوك سيئ من الطفل، ومخالفة هوى النفس التي كثيرًا ما تأمر بمعاقبة الطفل، ولا يكون المصلحة للطفل حينئذٍ العقاب وإن كانت النفس تريد ذلك، لأنك في حالة غضب وعندما تأتي هذه الوسلية من وسائل التربية في غير موضعها "أي في حالة الغضب"، لا تؤتي ثمارها التربوية ويكون أثرها على الطفل بالسلب.
كذلك علينا بمخالفة هوى النفس إذا أمرت بالثواب في وقت لا يستوجب الثواب، وإنما أمرت النفس في هذه اللحظة بهذا الأمر، لأنك كنت مسرورًا وسعيدًا بسبب ترقية أو ما سواها، من الأمور التي تسرك.
إن القرار الذي تأخذه مع طفلك لابد أن يكون عقلانيًا لأبعد حد، ولا يعتمد على حالتك النفسية وإنما يعتمد على سلوك الطفل.
ثانيًا: القواعد التي تتخذها مع طفلك:
لا بد أن تعمل على تأكيد النجاح:
لأن النجاح يولد نجاح فلابد أن يتأكد عند طفلك هذا المعنى، أنه كلما أحرز نجاحًا كلما أدى ذلك إلى السعادة بالنسبة له، فالنجاح هو المولد للسعادة، لابد أن يشعر طفلك بتحفيزك له عندما ينجح وقبل النجاح وبعد النجاح، وأنه كلما ينجح يحصل على جائزة "مادية كانت أو معنوية"، عندها يتولد عند طفلك شعور بقيمة النجاح ورغبة في إحرازه، أما إذا وجد الطفل أن النجاح عندك يساوي الفشل، أو لا يفترق عنه كثيرًا فعندها لا يكون عنده أدنى مانع أن يفشل، فلا بأس بالفشل عنده ما دامت النتيجة واحدة، بل ربما كان النجاح يكلف مجهودًا أكبر.
(يعتقد كثيرون من الأطفال بأنهم غير ناجحين، وعادة ما يكون هذا الاعتقاد خاطئًا, ويوجد هذا الاعتقاد بسبب الفشل المتكرر الذي تسببه التوقعات الزائدة أحيانًا، فقم بتصحيح هذه المشكلة بإلقاء الضوء على الإيجابية، وأظهر فعالياتها، وأوضح لطفلك أين التقدم الذي استطاع أن يحققه، وقم بتشجيعه ليكون واثقًا بنفسه، فهذا يساعده على إيجاد شعور بالنجاح، وعندما يبدأ النجاح فهو يستمر، والنجاح يستتبع نجاحًا) [كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، سال سيفير، ص(86)].
لا تكن مثاليًا:
لا بد لك أيضًا أيها المربي العزيز ألا تكون مثاليًا في توقعاتك نتائج طفلك.
نعم أنت تريد له النجاح ولكن النجاح لا يعني أن تحكم عليه بالفشل، فلا يعني أن تطلب منه ما لا يطيق، أو أن تكلفه بأفعال يعجز عن تحقيقها، ثم بعد ذلك تحاسبه إن هو فشل في هذه الأمور إنك بذلك تقوده للفشل، لا بد أن تكون منطقيًا فيما تطلبه منه، ولابد أن تكون منطقيًا أيضًا في توقع النتائج.
استخدم اهتمام طفلك ببعض الأشياء:
إن الاهتمام عند الطفل يولد الحماس والباعث على أداء الأمور، افترض أنك تحاول تحسين مهارات القراءة عند طفلك، وأنك تعرف أنه يحب الحيوانات الأليفة، عن طريق قراءته لكتب الحيوانات الأليفة فسوف يتولد له الباعث للقراءة من خلال هذا الاهتمام، فإن اهتمام طفلك يجعل القراءة بالنسبة له هادفة وممتعة، لذلك عليك أيها المربي الفاضل أن تبحث عن اهتمامات طفلك، وتتعرف عليها لأن هذه المعرفة ستكون عونًا لك على تعليم طفلك النجاح.
وأخيرًا:
اعلم أيها المربي، أن الأطفال يحبون من يهتم بهم ويهتم باهتماماتهم، ومن يقوم بتعزيزهم وقيادتهم نحو النجاح، (فلقد أظهرت دراسة الأطفال الذين أمضوا حياتهم الأولى في المستشفيات أو المؤسسات الأخرى، أن الطفل يحتاج إلى أشياء أخرى أكثر من حاجاته الجسمية، لقد كان هؤلاء الأطفال يُطعمون ويستحمون, ويعتنى بهم بأحسن طريقة علمية سليمة، ولكن كان ينقصهم الرعاية الشخصية الدافئة والتي تقدمها الأم عادة لطفلها، كان ينقصهم الشعور بالمساعدة والتشجيع، كان ينقصهم الشعور بأن هناك من يحتاج إليهم، وباختصار كان ينقصهم الحب الحقيقي، هؤلاء الأطفال كانوا كلما كبروا صاروا غير اجتماعيين يضمرون العداء للمجتمع) [كيف تصبح أبًا ناجحًا، عادل فتحي عبد الله، ص(64)].
إن ما يمكن أن نستخلصه مما سبق أن التحفيز مثله مثل الوقود للسيارة، فالسيارة لا تستطيع أن تمضي في طريقها بدون الوقود، كذلك الطفل الذي تقوم بتربيته، فإنك إذا أردت أن تغرس فيه الصفات والقيم العظيمة، وأن تحثه على الإيجابية والمبادرة، فعليك بالتحفيز ... الوقود الفعال للطفل.
وختامًا عزيزي المربي كانت هذه بعض القواعد التي تتخذها مع نفسك ومع طفلك؛ كي تستطيع أن تحفزه وتقوده إلى النجاح.
المراجع:
· كيف تصبح أبًا ناجحًا، عادل فتحي عبد الله.
· كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، سال سيفير.
· طرائق تدريس التربية الإسلامية في مدارس البنات، فوز بنت عبد اللطيف كردي.
· قوة الحديث الإيجابي، دوجلاس بلوك.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 828


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (4 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.