شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
شتاء قارص أم ربيع حبيب

2012-08-07 12:30
الكاتب:عمر إبراهيم


شتان بين مناخ أسري يسوده الأعاصير والعواصف الرعدية والرياح المثيرة للرمال والأمطار الغزيرة، والذي يجعل من يعيش فيه يحطاط ويأخذ حذره، ويكون همه أن ينجو بنفسه في هذا الجو العاصف.
وبين مناخ أسري تسوده الشمس المشرقة ويتخلله الهواء العليل، فيؤنس من يعيش فيه, ويضفي عليه الراحة النفسية.
هناك كثير من العوامل التي تؤثر في الحياة الأسرية وسعادتها، كالعوامل المادية والاجتماعية والنفسية، ولكن كل هذه العوامل بلا استثناء عوامل غير ثابته، ربما تكسب أفراد الأسرة ـ والأولاد خصوصًا ـ سعادة في لحظات معينه، ثم ما تلبث أن تعود الأسرة بعد ذلك إلى الحالة التي كانت عليها قبل أن تذوق هذه السعادة اللحظية، أي إلى الحياة التقليدية التي تعيشها الأسرة والجو العام المسيطر عليها.
أيها المربي العزيز، إن لكل أسرة من الأسر جو عام يسيطر عليها ونفسية معينة تعيش بها، تساهم هذه النفسية في صنع هذا الجو، وهذه النفسية يشارك الوالدان في صنعها بنسبه كبيرة، كما يشارك الأولاد كذلك لكن بصورة ربما تكون أقل، وكل هذا يشكل بذاته المناخ الذي يعيش فيه الطفل، وهو الذي يؤثر بدوره على الصحة النفسية للطفل، وعلى ثقته بنفسه، وعلى مدى إيجابيته وفاعليته ونظرته للحياة، وأيضًا مدى تدينه وعبادته لربه تبارك وتعالى.
أهمية المناخ الأسري للطفل:
عزيزي المربي، إن المناخ الذي يعيش فيه الطفل حقيقة يؤثر عليه بالإيجاب أو بالسلب، فإن كان هذا المناخ والجو الأسري الذي يعيش فيه الطفل مبني على مبدأ الخوف، أي أن العلاقة بين الطفل ووالديه فقط مبنية على معنى الخوف؛ فستكون النتيجة أن تتفكك هذه الأسرة معنويًا إن لم تتفكك ماديًا، وتصبح العلاقة بين الطفل ووالديه علاقة يكسوها التباعد في الأحاسيس والشقاق والأنانية.
أما إن كان هذا المناخ الذي يعيش فيه الطفل مبني على الحب مع الاحترام والهيبة للوالدين، ولكن أصل العلاقة علاقة الحب؛ فسيكون لهذا المناخ وهذا الجو أعظم أثر إيجابي على صحة طفلك النفسية، حينها يسود التضامن بين أفراد الأسرة، ويخيم عليهم تقارب الأحاسيس والمشاعر والقبول والتعاون والدعابة والمرح.
فما هو أيها المربي العزيز الجو الذي يعيش فيه طفلك، وما هو الهواء الذي يتنفسه والمناخ الذي يحتضنه أهو "الحب .. أم الخوف"؟ ما هي أصل العلاقة بينك وبين طفلك، بل حتى وبين زوجتك أهو الحب أم الخوف؟


هذه المترادفات يا من حملك الله مسئولية التربية تجسد لك الفرق الكبير، والبون الشاسع بين أسرة مبنية على معنى الحب وأسرة أخرى مبنية على معنى الخوف.
ولعلك تتفق معي أيها الوالد، أن الجو الذي يسوده الحب يكتسب فيه الطفل العديد من الصفات والمهارات والقيم، التي من خلالها يصبح فردًا فعَّالًا مع ذاته ومجتمعه، فالأفراد الفعالين في المجتمع والذين لهم دور إيجابي، غالبًا ما يعيشون في جو أسري هادئ مستقر، يعمه الدعم والمودة والأمن، والتشجيع على الإبداع، وتكون العلاقة بين الأب والأم مستقرة.
ومن الأشياء التي يتعلمها الطفل في الأسرة التي يسودها الحب:
1. التربية على بذل الخير:
(فبقدر تربية الطفل وتعويده على خصال الخير، بقدر ما يكتسب من خلق, ومهارات، وعادات، والأسلوب النافع في ذلك، ما كان بأداء الفعل عملًا، لا تكرار الحديث عنه، حتى يُتقن ويسهل على النفس فعله, والجمع بين الأسلوب النظري والعملي، مع تغليب الأخير، أصوب وأجدى، فمثلًا لو أردنا إكساب الطفل عادة التهادي والكرم، وهو طفل لا يمتلك شيئًا غالبًا، فإننا نجعله هو الذي يقوم بحمل الهدايا وتوصيلها إلى المهدى إليهم، حتى يألفوا التهادي ويسهل عليهم عندما يكبرون ويمتلكون أن يهدوا إلى غيرهم، وكذلك نجعل التهادي بين أفراد البيت الذي يعيش فيه الطفل الصغير أمرًا مكررًا) [العشرة الطيبة، محمد حسين، ص(288)، بتصرف].
2. الثقة بالنفس:
(عليك أن توضح لطفلك أنه شخص هام بأن تعامله معاملة حسنة, وخير مثال يوضح ذلك هو مثال "اللبن المسكوب"، لتفترض أنك قد دعوت صديقًا لك إلى العشاء، وأنه قد قام أثناء تناوله هذا العشاء بسكب كوب من اللبن، فكيف يكون رد فعلك؟ حينئذ تقول: "إن هذه الحوادث تحدث دائمًا، لا عليك فذلك شيء عادي، انتظر دعني أجففه، دعني أنظف مكانه".
وكيف يكون رد فعلك إذا ما سكب طفلك كوبًا من اللبن؟ إنك ستقول: "لا للمرة الثانية! لقد أمرتك أن تكون أكثر حرصًا يا لك من طفل أخرق، لقد أفسدت غطاء المائدة".
إن عليك أن تتقبل أطفالك وأن تحبهم بالحال التي هم عليها، ولا يعني ذلك أن عليك أن تشجع زلاتهم، بل أحب طفلك بغض النظر عن زلاته, وقل له: "إنني أحبك، بيد أني لا يروقني ما فعلته" فذلك يتيح له الفرصة ليعلم أنك تحبه، ولكنك لا يعجبك خطؤه) [كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، سال سيفير، ص(100-101)].
3. اختيار الصاحب الصالح:
فالأسرة التي تتمتع بجو من الدفء والحب والأمن، تساعد أبناءها على اختيار الصاحب الصالح ولذلك (يجب على الوالد أن يرشد أولاده ـ خصوصًا في مرحلة البلوغ ـ إلى حُسن اختيار الأصحاب والأصدقاء لما في ذلك من صلاح الشاب أو الفتاة أو فسادهما، ولا شك أن الصحبة السيئة تهوِّن المعاصي على المرء فتجعلها سهلة ميسورة، أما الصحبة الصالحة فتهون الطاعة عليه، وتجعله يطيع الله تعالى من غير عناء ولا كسل، وتقربه من الجنة وتبعده عن النار، وعن أصدقاء السوء يوم القيامة، يقول تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]) [كيف تصبح أب، عادل فتحي عبد الله، ص(39)].
4. الانضباط:
(عندما يستعمل معظم الناس كلمة انضباط أو نظام فإن ما يعنونه حقًا هو العقاب، وفي حين أن العقاب جزء من الانضباط (ولعله لا يشكل إلا جزءًا يسيرًا منه) فإذا تأملنا أصل كلمة الانضباط لوجدنا أن الكلمة مشتقة من كلمة ضبط، والتي تعني في الواقع علَّم، والواقع أن الهدف الحقيقي من الانضباط أو النظام هو: تعليم الأطفال قواعد السلوك وأي نوع من السلوك ذلك الذي يتوقعه المجتمع والناس من أولئك الأطفال، بحيث يشبون فيصبحون منتجين صالحين في المجتمع، بالإضافة إلى كونهم قد حققوا طموحاتهم الشخصية) [كتاب د.سبوك لرعاية الطفل للقرن 21، بنجامين سبوك، ص(418)].
وهكذا تصبح الأسرة بالنسبة للطفل نبع الماء الذي يستقي منه الطفل المياه النقية، التي تقويه وتحافظ على صحته, وإليك أيها الوالد بعض الاقتراحات العملية لتكون علاقتك بطفلك مبنية على الحب:
1. حاول أن تكوِّن صداقة بينك وبين طفلك وذلك من خلال إعطائه الثقة فيك والتأكيد على ثقتك به.
2. شارك طفلك في أعماله واهتماماته وخصوصياته، وأثبت له أن التصارح معك لا يأتي إلا بالخير وأثبت له أن نصيحتك أفضل من نصيحة كل الناس.
3. كرر عبارات الحب معه "يا حبيبي" "أنت عندي أغلى الناس" "إني أحمد الله على أن رزقني طفلًا مثلك" "كم أنا فخور بك يا بني".
4. لا تعامل طفلك بصيغة: "افعل ولا تفعل" ولكن بصيغة: "ما أجمل أن تفعل" "يا لخسارة من يفعل كذا".
5. قبله من رأسه .. ضمه لصدرك .. ربِّت على كتفه .. هذه الأفعال بسيطة ولكن لها أعظم أثر في قلب الطفل.
6. اجعل بينك وبينه يوم للترفيه أسبوعيًا على الأقل.
7. لابد أن تثبت لطفلك أنك تكره السلوك السيئ، لا تكرهه هو.
8. استخدم معه أسلوب التحفيز، وكن صادقًا في تحفيزك له.
9. اجعل العقاب على قدر الخطأ، ولا يؤثر العقاب على علاقتك به.
المراجع:
· العشرة الطيبة، محمد حسين.
· كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، سال سيفير.
· كيف تصبح أب، عادل فتحي عبد الله.
· كتاب د.سبوك لرعاية الطفل للقرن 21، بنجامين سبوك.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 874


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (4 صوت)

محتويات مشابهة

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.