شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
التأديب في ثوبه الجديد

2012-08-07 12:33
على مائدة العشاء.
جلست أسرة الأستاذ محمود على مائدة العشاء لتناول الطعام.
الأب، الأم، الأولاد أحمد وثريا، الخال عزمي، الحقيقة أن الكل يحب هذه اللحظة التي يجتمع فيها جميع أفراد الأسرة على مائدة واحدة، بل والذي زاد الفرح فرحة وأضاف إلى السرور سرورًا جديدًا، هو وجود الخال عزمي معهم في هذه المناسبة السعيدة التي يجتمعون فيها، حيث أن الخال لا يقدم إليهم إلا في فترات متباعدة، نتيجة سفره للخارج، وهو اليوم معهم على مائدة واحدة.
بدأ أفراد الأسرة تناول الطعام والحديث الشيق متبادل بينهم، ولكن أثناء تناول الطعام، أصدر أحمد صوتًا غريبًا من فمه وقال الحمد لله أنا شبعت وقام متجهًا إلى دورة المياه، في هذه اللحظة قال الخال عزمي متعجبًا (ما هذا الصوت الذي أخرجته من فمك يا أحمد؟)، وشعرت الأم بالارتباك وشعر الوالد بالخجل والضيق، ثم قال الأب بصوت مرتفع وهو يوجه الكلام لأحمد بصيغة التهديد: (معذرة يا عزمي، إنه بحاجة إلى أن يتأدب! وأنا سأعلمه الأدب!!
ماذا نعني بالتأديب؟!
ماذا قصد الأب وهو يوجه لطفله أحمد هذه الكلمة أيها المربي العزيز؟؟
ماذا كان يعني بأنه بحاجة إلى تأديب وهو يخاطبه بصيغة التهديد، وعيناه تبرقان من الغيظ؟؟
لقد كان يعني العقاب أليس كذلك؟! بل وكان يعني الضرب بتعبير أخص وأدق!!
ولكن هل هذا هو معنى التأديب أيها المربي الحبيب؟!!
حقيقة التأديب:
إن التأديب لا يعني العقاب أو الضرب، وإن كان كليهما من التأديب.
فالتأديب هو: كل الأشياء التي نتعلمها كآباء، لنعلم أولادنا كيف يتخذون قراراتهم بطريقة أفضل، وهو أيضًا: تعليمهم تحمل المسئولية، وهو كذلك: تعليمهم الأخلاق الفاضلة، ويشمل أيضًا: استغلال الأحداث في تربيتهم، وهو: استخدام أسلوب القصة معهم، وهو: استخدام الموعظة معهم، ولا يخلو من كونه أيضًا: استخدام العقاب إن احتاج الأمر معهم.
كل هذا، بل وأكثر من هذا داخل تحت معنى التأديب، ولكن السائد عن الآباء أيها المربي أن التأديب بمعنى العقاب، وبالتالي يكون هذا هو أيضًا المعنى الراسخ عند أطفالهم، وبالتالي ينعكس هذا المفهوم الخاطئ عن التأديب على سلوك الآباء، وطريقتهم في التأديب، فيكون أول خاطر يخطر على بالهم إذا أخطأ الولد أن يؤدبوه بالعقاب.
التأديب وتقسيمه:
ينقسم التأديب إلى الآتي بالترتيب:
1. القصة
2. الحوار
3. الموعظة
4. الأحداث
5. العقاب
6. الضرب
ولذلك عليك عزيزي المربي، أن تقبل تغيير هذا المفهوم، "التأديب هو العقاب" بالمفهوم الجديد "العقاب جزء من التأديب".
كما قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين: رجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، ومملوك أعطى حق ربه عز وجل وحق مواليه، ورجل آمن بكتابه وبمحمد صلى الله عليه وسلم) [رواه أحمد، وصححه الألباني].
وعندما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نعلم أبناءنا الصلاة، لم يأمرنا أن نلجأ للضرب إلا عند الإعراض (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع) [صححه الألباني].
فالعملية التأديبية عملية تعليمة، وليست عقابية إلا إذا احتاج الأمر.
اعتقاد خاطئ:
(إن الكثيرين من الآباء يختلفون فيما بينهم على ماهية التأديب، فهم يعتقدون بأن الهدف من عملية التأديب، هو عبارة عن التحكم في سلوك الأبناء، دون اهتمام بماهية سلوكهم، ولكن هذا الهدف غير منطقي وبعيد المنال، إن الهدف من التأديب لا يعني مجرد التحكم في سلوك الأبناء، بل يعني التعاون، والتعاون يعني أن يتخير الأولاد سلوكهم بأنفسهم مما ينتج عنه إدراكهم المتزايد لما يفعلونه، فإن الأمر يبدو جيدًا عندما تشعر بحريتك في اختيارك لسلوكك، وهذا هو الهدف من عملية التأديب الجيدة, ولسوء الحظ، يقضي العديد من الآباء فترات طويلة يطاردون أولادهم في أنحاء المنزل في محاولة لإجبارهم على سلوك معين) [كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، سال سيفير، ص (17)].
تأديب النبي صلى الله عليه وسلم:
(عن النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معه بقطفين واحد له والآخر لأمه عمرة، فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة، فقال: (أتاك النعمان بقطف من عنب) فقالت: لا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذنه فقال: (يا غدر).[حلية الأولياء، أبو نعيم الأصبهاني، (3/4)].
قد يرى البعض أن الغلام ربما اشتهى العنب فأكل منه فليست مشكلة، وهذا هو الظاهر مما حدث أنه اشتهاه، ولكن رغم هذا هل يترك النبي صلى الله عليه وسلم الموقف يمر ولا يستفيد الطفل تعلم الأمانة والصبر وتوصيل الأمانات إلى أهلها؟ كلا، إن إشفاق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك الصبي أن يكون أمينًا، أعظم من إشفاقه على بطن الطفل وشهوة طعامه.
ولعل هذا اللبس هو الذي غر كثيرًا من الناس، حتى إن أحدهم يكره أن يوقظ ولده لصلاة الفجر إشفاقًا عليه ليذهب إلى المدرسة مستريحًا بعد أن أخذ قسطًا من النوم كافيًا، والبعض لا يرده عن أكل حرام أو سرقة لأنه يراه صغيرًا لا لوم عليه ولا عتاب، فلماذا أخرج النبي صلى الله عليه وسلم التمرة من فم الحسن إذًا وقال له (كخ كخ)، إن المتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، عرضة لهذه الأخطاء التي تؤثر سلبًا على الطفل) [أطفال المسلمين كيف رباهم النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، جمال عبد الرحمن، ص (106-107)، بتصرف يسير].
وكي يتضح المقال تأمل هذا المثال:
أحمد طفل يحب اللعب في الشارع، وترك المذاكرة.
ما هو السلوك الذي يفعله الأب المتحكم: يضربه كلما فعل هذا السلوك ويوبخه.
ما هو السلوك الذي يفعله الأب المتعاون: يحاول أن يعين طفله على تغيير سلوكه، كأن يقول له أنا لا أمانع أن تلعب يا أحمد في الشارع، ولكن اللعب في الشارع وترك المذاكرة سيؤدي إلى فوات الرحلة التي أعدتها المدرسة للطلبة المتفوقين، فلن أمانع أن تلعب، ولكن سأكون حزينًا عندما يذهب الأطفال المتفوقون إلى الرحلة وتجلس أنت في البيت، وهنا سيتقبل الطفل النصح على الفور، وسيلبي أمرك.
ومن الطرق الناجحة تربويًا في هذا المضمار؛ أن تدع طفلك يذوق الألم الناتج عن سلوكه السيئ بنفسه عندها سيتعلم ويستوعب الدرس، حتى وإن لم يتعلم من أول مرة، لابد أنه سيتعلم يومًا ما أن سلوكه هذا يفضي إلى الألم.
فكونك مرب ناجح، لا تسقه أنت جرعات الألم، ولكن دعه يتذوق طعم الألم بنفسه.
وفي المثال السابع إياك أن يصيبك الفتور أو تقودك العاطفة، وتقول له يابني لا عليك سأذهب أنا وأمك رحلة أخرى أفضل من رحلة المدرسة.
لأنك بهذا تكون قد أفسدت الخطة التي بدأتها، ولكن من الممكن أن تشجعه إلى السلوك الأفضل، كأن تقول له إذا ذاكرت في هذا الشهر، سأذهب معك في رحلة خلوية.
أساليب مثمرة:
(مجازاة الطفل بالثواب أسلوب لازم لتوجيه الطفل إلى ما هو صواب، وما هو مرغوب في فعله، أو مرغوب في تركه.
ـ فلاشك أن من أهم ما يثمره أسلوب الثواب، أنه يولد في الطفل حالات انفعالية سارة، تريح الطفل وتجعله في حالة من الرضا واللذة والسرور، مما يؤدي إلى تقوية المحددات الدافعة التي تعمل على تنشيط السلوك لدى الطفل، وتوجيهه على المدى الطويل.
ـ لكن مع اتخاذنا لأسلوب الثواب، كطريقة تربوية فعالة مع أبنائنا، لابد أن نعي أن الثواب إذا اتخذ شكلًا ماديًا دائمًا، أو كان مبالغًا فيه، قد يكوِّن لدى الطفل اتجاهًا نفسيًا يقنعه بملاحظة المقابل المادي في التعامل دائمًا، حتى إنه ليتساءل عند كل عمل: ماذا سيعود علي من هذا العمل؟ فيصبح كل نشاط عنده مرتبطًا بالقيم المادية، ولذلك يجب الحذر عند استخدام الحافز المادي حتى لا يتصرف الطفل من أجل المكافآت فقط) [العشرة الطيبة، محمد حسين، ص (267)، بتصرف واختصار].
كلمة أخيرة:
ينبغي أن تعلم أن الثواب والعقاب والتعزير والتأديب، كل هذه الأساليب التربوية تكون مبنية على العلاقة بين سلوكنا وعواقبه، (فالتعليم المناسب يعتمد على الوضوح والتحديد, وكذلك فهم العلاقات القائمة بين سلوكنا وبين ما قد يترتب عليه من عواقب) [تربية الأطفال بالفطرة السليمة، راي بيرك-رون هيرون، ص (12)، بتصرف].
المصادر:
· تربية الأطفال بالفطرة السليمة، راي بيرك-رون هيرون.
· العشرة الطيبة، محمد حسين.
· أطفال المسلمين كيف رباهم النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، جمال عبد الرحمن.
· كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، سال سيفير.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 775


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (4 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.