شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
يمشيان ويعثران

2012-08-07 12:40


اللحظات الأولى وفرحة الآباء:
(إن نمو قدرة الطفل في ضبط عضلاته والتحرك في عالمه المحيط بحرية معتمدًا على نفسه واحدة من الأمور الهامة الملفتة لنظر الوالدين خلال السنتين الأولتين من حياة الطفل، فكثيرًا ما يلاحظ الوالدان الضحكة الأولى لطفلهم أو الكلمة الأولى التي ينطق بها، أو حتى الخطوة الأولى التي يخطو بها في تعلم المشي، لهذا يمكننا القول أن الوالدين هما أول من يلاحظ تغيير سلوك الطفل في مهاراته الحركية كذلك الكبار المحيطين بالطفل، فاللحظات التي يقبض فيها الطفل على الكرة ويلقيها، وكذلك محاولاته الأولى في ركوب الدراجة تعتبر لحظات هامة في حياة الطفل بالنسبة له وبالنسبة للكبار المحيطين به) [علم نفس النمو، د.سيد محمود الطواب، ص(170)].
هكذا تحرك اللحظات الأولى في حياة الوليد مشاعر الآباء وعواطفهم وتطير قلوبهم فرحًا مع كل تطور أو تقدم يلحظونه على طفلهم، إنها الفرحة التي تحرك بها قلب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما صعد على المنبر ليخطب ورأى هذه اللحظة الحاسمة في حياة الحسن والحسين ألا وهي "لحظة المشي"، فتحرك لها قلبه الرقيق ولم يملك صلى الله عليه وسلم إلا أن ينزل من على المنبر ليحملهما.
(عن بُرَيْدَةَ (بن الحُصَيْبِ) قال: خطبنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما؛ عليهما ، قميصان أحمران، يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فَصَعِدَ بهما، ثم قال: "صدق الله! (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)؛ رأيت هذين فلم أصبر؛ ثم أخذ في الخطبة) [حسنه الألباني].
وفي رواية (نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي و رفعتهما) [صححه الألباني].
فهكذا تفاعل الحبيب صلى الله عليه وسلم مع هذه اللحظة الحاسمة في حياة الحسن، والحسن ألا وهي لحظة المشي، وكل الآباء أيضًا يتفاعلون مع هذه اللحظة الحاسمة، ونحن نقول أنها حاسمة لأنها لا تختص بجانب النمو الحركي للطفل فحسب بل تتداخل أيضًا مع جوانب النمو الأخرى، وتؤثر فيها بصورة كبيرة.
فهي تتداخل مع نمو الطفل النفسي، والاجتماعي، والمعرفي.
فعندما يمشي الطفل تنمو لديه الاستقلالية واعتماده على نفسه ويزداد اتصالًا واحتكاكًا بالمجتمع ومن حوله، ويندمج أكثر في العالم الخارجي الذي كان مجهولًا لديه من قبل ويتعرف عليه جيدًا ويبدأ رحلة الاستكشاف.
النمو الحركي وبداية المشي:
(يقول جيزيل: إن النمو عملية مستمرة تبدأ عند الإخصاب، وتمر في مراحل وخطوات تمتاز كل منها المشي باعتباره مظهرًا من مظاهر النمو الحركي الذي يعتمد اعمادًا كبيرًا على النضج العضلي، ابتداءً من الشهر الثالث تأخذ عضلات الطفل في النمو، ومن أولى الدلائل على ذلك أننا نلاحظ أن عضلات رقبته تكتسب شيئًا من الصلابة تساعد على السيطرة على حركاته وتنتقل هذه السيطرة بالتدرج من الرقبة إلى الكتفين، ثم إلى الذراعين حتى تعم الجزء العلوي من الجزع.
وبعد ذلك تنتقل سيطرة الجسم تدريجيًا إلى الجزء الأسفل من الجزع والساق، فيصبحان أكثر صلابة، وفي هذه الفترة تبدو بعض المهارات الحركية الأساسية مستقلة بالتدريج.
ويمكن القول أن عامل النضج هنا هو العامل المسيطر على نمو الطفل في هذه السن المبكرة، وإن عامل التعلم أو التدريب ضئيل الأثر.
أهيمة لحظة المشي الحاسمة:
يعتبر المشي تطورًا هامًا في حياة الطفل إذ أنه يؤثر على جميع مظاهر نموه الأخرى، فهو الآن قادر على زيادة اتصاله المباشر بالناس والأشياء.
ويصاحب المشي تغير هام في حياة الطفل النفسية إذ أن الطفل باكتسابه القدرة على الحركة في المكان بدون مساعدة أصبح أكثر استقلالًا عن أمه وأكثر اعتمادا على نفسه، وأصبح يرغب في الحركة لأنها وسيلة من وسائل اشباع حاجاته بطريقته الخاصة.
كما أنه الآن يتجه نحو اكتشاف مجاهل العالم الخارجي، كما يود ويشتهي ويلعب المشي دورًا هاما في حياة الطفل النفسية والاجتماعية، إذ أنه الأن يستطيع أن يقف أمام موضوعات العالم الخارجي وجهًا لوجه، ويتصل اتصالًا مباشرًا مما يزيد من معرفته للأشياء) [علم نفس الطفولة ومشكلاتها د.أحلام حسن محمود، د. أحمد شعبان محمد ص(113،114)].
العلاقة الوطيدة بين النمو الحركي والنمو المعرفي:
(إن نمو المهارات الحركية عند الطفل لا يعاون الوليد على أداء أنشطة معقدة فحسب، بل انه يفتح أمامه أيضًا عالمًا جديدًا للكشف والاستطلاع، فالنمو الحركي والنمو المعرفي يسيران في هذه المرحلة جنبًا إلى جنب، فالطفل الذي أصبح في مقدوره الآن أن يقف يصبح في استطاعته أيضًا أن يرى مائدة القهوة ودولاب التزين من السطح بعد أن كان يراهما فقط من أسفل أي بمسقط رأسي بعد أن كان يراهما بمسقط أفقي والسطح، وما عليه من عالم جديد مليء بالأشياء الجذابة يوفر الفرصة للمس والتحريك والعبث، وأحيانًا للكسر لكل ما يجده الطفل في متناول يده، وعلى هذا الأساس كلما نما الطفل من الناحية الحركية يصبح في مقدوره أن يستكشف وأن يستطلع وأن يتفاعل أكثر وأكثر مع العالم المحيط، وأنه عن طريق هذا التفاعل المستمر بين الوليد، والعالم المحيط حسيًا وحركيًا تنمو العمليات المعرفية التي تساعده على فهم ذلك العالم، وتجعله أقدر على السيطرة عليه) [الطفل من الحمل إلى الرشد، د. محمد عماد الدين إسماعيل، ص(198)].
ولذلك عليك عزيزي المربي أن تضع الأشياء ذات القيمة في مكان آمن مادام طفلك قد استطاع المشي، وأن تكون له ركنًا في البيت لتنمية موهبة الاستكشاف لديه، ولتملأ هذا الركن باللعب التي تعتمد على الفك والتركيب كالمكعبات أو القص واللزق أو كراسات التلوين وغيرها.
هل هناك داع للقلق عند تأخر الطفل عن المشي في الوقت الطبيعي؟!
(يحدث الوقوف عادة في الربع الأخير من السنة الأولى، على الرغم من أن الطفل الطموح للغاية والمتقدم حركيًا قد يقف مبكرًا عندما يصل إلى الشهر السابع، ومن حين لآخر قد تجد أحد الأطفال الذي لم يقف بعد حتى وإن تخطى العامل الأول بالرغم من مظاهر الصحة والتألق البادية عليه، وبعض هؤلاء الأطفال يكون سمينًا ومتكاسلًا، بينما يبدوا على آخرين أن التنسيق بين رجليهم ليس بالسرعة المطلوبة، ولا أجد ما يدعوني إلى القلق بالنسبة لهؤلاء الأطفال، طالما اطمأن طبيبك أو الممرضة الممارسة إلى أنهم أصحاء ويبدون في حالة جيدة في النواحي الأخرى.
وهناك كثير من العوامل التي تحدد العمر الذي يستطيع في الطفل السير بمفرده، ربما تلعب الوراثة أكبر الأدوار يلي هذا الطموح وثقل الجسم ومدى استطاعته الوصول إلى الأماكن بواسطة الزحف والمرض، وأخيرًا التجارب السيئة فالطفلة التي بدأت لتوها في المشي ثم فاجأها المرض فرقدت لمدة أسبوعين قد لا تحاول أن تمشي مجددًا لفترة شهر أو أكثر، وعندما تقع إحداهن، وهي مازالت تتعلم وقد ترفض أن تمشي بمفردها للعديد من الأسابيع ويتعلم أغلب الأطفال المشي فيما بين الشهر الثاني عشر والشهر الخامس عشر من العمر، وإن كان هناك عدد قليل من الأطفال الطموحين ذوي العضلات الذين يبدءون المشي منذ سن تسعة أشهر، وهناك عدد لابأس به من الأطفال المتألقين ممن لا يبدءون إلى أن يصلوا لسن ثمانية عشر شهرًا أو أكثر، وليس عليك أن تفعل أي شيء لتعليم طفلك المشي، فعندما تكون عضلاته وأعصابه وروحه المعنوية مستعدة فلن تستطيع أن تمنعها من المشي.
هل المشايات وسيلة سليمة لتعليم الأطفال المشي؟؟
ظلت المشايات ذات شعبية واسعة لأنها تبدو كما لو كانت ستساعد الأطفال على تعلم المشي مبكرًا، والواقع أنها تقف عقبة في طريق تعلم المشي، لأن كل الأطفال يقومون بدفع أرجلهم دون أن يلقوا بالًا بالاتزان والمعروف أن عملية المشي تتطلب مهارات متنوعة، وقد لا يكون الطفل على استعداد لها جميعًا، وفي النهاية فالطفل يصل إلى هدفه بمجهوده الذاتي فلماذا إذًا يتعلم شيئًا جيدًا وهو المشي، يكون أكثر صعوبة؟
أضف إلى ذلك أن المشايات مصدر خطر وكانت مسئولة عن الكثير من الاصابات فالمشاية ترفع من قامة الطفل، فيستطيع أن يصل بيديه إلى أشياء قد تؤذيه وهي ترفع من مركز ثقله ليصبح الانقلاب سهلًا، وهي تتيح للطفل الحركة بسرعة كبيرة جدًا، وقد تعرض كثبر من الأطفال إلى اصابات خطيرة عندما وقعوا من درجات السلالم وهم داخل مشاياتهم، ولابد أن تتوقف صناعة المشايات وإذا كانت لديك احداها فلتقم بنزع عجلاتها حتى لا تنزلق عليها أو لتقم بالتخلص منها تمامًا) [د.سبوك لرعابة الطفل، ص(114،117)].
وهكذا تعرفت عزيزي المربي على هذه اللحظة الحاسمة من عمر الطفل وهي لحظة المشي، وكيف يصل إليها الطفل ومتى، وعرفت أهميتها وعلاقتها بكافة جوانب النمو وعرفت أيضًا إلى أي مدى يمكن أن يتأخر الطفل عن المشي وما أسباب ذلك.
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال أبناءنا وبناتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المراجع:
1. علم نفس النمو، د.سيد محمود الطواب.
2. علم نفس الطفولة ومشكلاتها، د.أحلام حسن محمود، د. أحمد شعبان محمد .
3. د.سبوك لرعابة الطفل.
4. الطفل من الحمل إلى الرشد، د. محمد عماد الدين إسماعيل.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 850


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (4 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.