شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
هذه طباعي يا أبي

2012-08-07 12:42


أنا لا أستطيع أن أذاكر بدون سماع الأغاني.
أنا لا أطلب المساعدة، ولا أساعد أحدًا، هكذا تعلمت.
هذه كذبة بيضاء، ليس فيها شيء خطأ.
هكذا أيها الوالد، نجد أن بعض الشباب يتكلمون بمثل هذه الجمل في هذه الأيام، فقد تربوا في مرحلة الطفولة، على قيم معينة، أصبحت مغروسة فيهم بصفة أساسية، بعدأن تخطوا مرحلة الطفولة وأصبحوا شبابًا.
إن هذه القيم الشخصية التي تؤثر في الشباب، قد تم صياغتها ورُسمت في شخصية الطفل الصغير من البداية، فهي قد رُسمت من خلال عوامل شتى؛ كالأسرة والتلفاز والمدرسة والرفاق، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن؛ هل نستطيع أن نتحكم في هذه القيم التي تُرسم في شخصية الطفل من البداية؟ هل نستطيع أن نرسم بأيدينا المبادئ والقيم العليا، ونمنع أيضًا بأيدينا تكون قيم سلبية لدى الأطفال؛ كالسلبية والخوف وضعف الثقة بالنفس؟
ماهية القيم:
قبل أن نتعرف على العوامل التي تؤثر في قيم الطفل، لابد أن نعرف مفهوم القيم، فهي (عبارة عن الأحكام التي يصدرها الفرد بالتفضيل أو عدم التفضيل، للموضوعات أو الأشياء، وذلك في ضوء تقييمه أو تقديره لهذه الموضوعات والأشياء، وتتم هذه العملية من خلال التفاعل بين الفرد بمعارفه وخبراته، وبين ممثلي الإطار الحضاري الذي يعيش فيه ويكتسب من خلاله هذه الخبرات والمعارف) [ارتقاء القيم، عبد اللطيف محمد خليفة، ص(51)].
ومن هذا التعريف يمكن أن نفهم أن:
هناك فارق كبير بين القيم (بصفة عامة) والإنسان القيمي (صاحب المبادئ):
كثيرًا مايردد الناس كلمة: (قيمتي في الحياة كذا، أو مبدأي كذا)، كأن يقول الأستاذ محمد: (التلاميذ لا يتأدبون إلا بالعصا ... هذا مبدأي)، هل دل هذا على أن الأستاذ محمد شخصية قيمية؟!
الحقيقة أن هذا لا يدل على ذلك؛ فليس كل إنسان تبنى "قيمة" يكون إنسانًا قيميًّا.
بل وليس كل إنسان تبنى "قيمة عليا" بذاتها ـ كقيمة العدل مثلًا ـ أو تبنى بعض القيم العليا فترة في حياته يصبح إنسانًا قيميًّا؛ كأن يتبنى الدكتور خالد قيمة العدل ولكنه لا يتبنى قيمة الإتقان في العمل.
إن الإنسان القيمي: شخصية تحركها مجموعة من القيم تمثِّل مبادئ عليا، تحمل رسالة تتعدى مصالحها الشخصية إلى مصالح المجموع، وهي مستعدة للالتزام بهذه القيم العليا في شتى المواقف والظروف.
فالشخصية القيمية لا تكتفي بفعل الصواب وترك الخطأ فقط، وإنما يتعدى الأمر إلى أنها تحمل في طياتها التزامًا برسالة قيمية تتوجه بها تجاه المجتمع والآخرين من حولها، تريد من خلال هذه الرسالة بذل أكبر قدر ممكن من المجهود والوقت والعمر من أجل الحفاظ على حقوق الآخرين، ونشر القيم الإنسانية؛ كالعدل والرحمة والإحسان والحرية ... إلخ.
قبل أن يرسمها الآخرون:
أيها المربي الفاضل، يا من عزمت على صياغة شخصية طفلك وفق القيم العليا والمبادئ الرفيعة، وبدأت تمسك بالقلم لترسم الورقة البيضاء، لابد أن تتفطن أولًا لغيرك من الرسامين، لابد أن تعرف جيدًا كيف تحافظ على ورقتك البيضاء، وكيف تجعل نفسك الرسام الوحيد فيها، وتعرف أيضًا كيف تستطيع بقلمك أن تعالج ما أفسده غيرك من هواة الرسم ودعاة الفن والجمال، وكيف تستفيد أيضًا من كل رسَّام بارع لتضع قلمه في المكان المناسب في ورقتك البيضاء.
عزيزي المربي إن في المجتمع الذي تعيش فيه أدوات كثيرة للتأثير، تسهم في صياغة طفلك وتشارك في تكوين عقله ومشاعره وسلوكه، وكأن كل واحد من هذه الأدوات فنانًا يمسك بفرشاة ويرسم معك في ورقتك، في طفلك الصغير البريء، فتعرَّف أولًا على أصحاب هذه الأقلام، تعرَّف عليهم لتمسك أنت بالزمام وتجعل منهم وسلية للبناء لا معولًا في الهدم، ولن تصل إلى هذا الهدف المنشود إلا إذا كنت أنت قائد الرسامين.
الرسَّام الأول ـ الثقافة المجتمعية:
إن الثقافة المجتمعية تُعد من أهم العوامل التي تؤثر في تشكيل شخصية الطفل وفي بناء القيم والأخلاقيات الرفيعة عنده، فولدك يتأثر بصورة كبيرة بالثقافة السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه، ويتوحَّد مع تلك الثقافة بصورة كبيرة، فإذا كان المجتمع يُعلي من قيمة الطموح وكانت هذه القيمة بمثابة ثقافة سائدة فيه؛ فإن الطفل سيتأثر بها لا محالة، وإذا كانت الثقافة المجتمعية تُعلي من شأن قيمة الاتكالية؛ فإن سلوكياته ستنطبع بها.
يقول الدكتور عبد الرحمن خليفة: (فالإطار الحضاري ـ كما يرى بعضهم ـ لا يجوز تصوره على أنه يحيط بنا فحسب، بل الواقع أن جزءًا كبيرًا منه لا يمكن أن يقوم إلا من خلالنا، فالقيم والرموز وأشكال السلوك المقبولة أو المطلوبة ـ على سبيل المثال ـ كلها جوانب من الحضارة لا يمكن أن تقوم إلا بواسطة أبناء المجتمع، ولا يمكن أن تستمر عبر الأجيال إلا بأن ينقلها أبناء الجيل إلى أبناء الجيل التالي) [ارتقاء القيم، د.عبد اللطيف محمد خليفة، ص(75)].
الإعلام الرسَّام الثاني:
(وتُعتبر وسائل الإعلام ذات أهمية كبرى في حياة الإنسان في هذا العصر؛ وذلك لأنه لم يعد الإنسان المعاصر قادر على الاستغناء عن زاد يتزود به يوميًّا من المادة الإعلامية، سواء أكانت مسموعة أو مقروءة أو مرئية، وتقوم وسائل الإعلام بدور كبير في عمليات التثقيف والتعليم والتوعية، وقد يكون لها تأثير سلبي أو ضار إذا ما هيأت الأذهان) [التربية الأخلاقية، إبراهيم ناصر، ص(29)].
لقد أصبحت وسائل الإعلام الآن من أكثر العناصر تأثيرًا على تربية الأطفال، خاصة مع إدمان الأطفال لمشاهدة أفلام الكرتون، والتي تحتوي في أحيان كثيرة قيمًا غريبة عن قيمنا الإسلامية، مع غياب المواد الإعلامية والأفلام الكرتونية الهادفة، التي تساعد على بناء الطفل بناءً قويًّا متماسكًا.
(ويلاحظ من مجمل الدراسات عن تعرض الأطفال للتليفزيون، أن الأطفال في الدول المختلفة يقفون فترات أمام التليفزيون تزيد عن المساحة المخصصة ضمن فترات برامجهم الخاصة؛ وهذا يعني أنهم يتعرضون لبرامج وأفلام ليست معدة لهم، وفي هذا غالبًا خطورة وأضرار على قيمهم واتجاهاتهم) [ثقافة الأطفال، هادي نعمان الهيتي، ص(128)].
كيف يؤثر الإعلام في غرس القيم؟
يختلف تأثير وسائل الإعلام حسب الحواس التي تخاطبها كل وسيلة منها، ويكون أشدها تأثيرًا ما يخاطب البصر والسمع معًا؛ مثل: التلفاز والفيديو والسينما والمسرح.
وتوضح الإحصائية التالية سهم كل حاسة من حواس الإنسان في وصول المعلومات إليه:
• يحصل الإنسان على 75% من المعلومات عن طريق البصر فقط.
• يحصل الإنسان على 13% من المعلومات عن طريق السمع فقط.
• يحصل الإنسان على 88% من المعلومات عن طريق السمع والبصر معًا.
• يحصل الإنسان على 6% من المعلومات عن طريق اللمس فقط.
• يحصل الإنسان على 3% من المعلومات عن طريق الشم فقط.
• يحصل الإنسان على 3% من المعلومات عن طريق التذوق فقط.
وقد ثبت أن 70% من الصور التي تتكون في أذهان ووجدان الأبناء مستمدة من وسائل الإعلام، ويعبِّر هوفمان ـ الباحث النفسي ـ عن أثر وسائل الإعلام في الأبناء بتعبير بليغ، مفاده: (الأبناء أمام أجهزة الإعلام كقطعة أسفنج، تمتص كل ما تتعرض له).
ولكي نقف على مدى هذا الأثر وخطورته؛ نتابع تحليل أحد المتخصصين، لبث أربع محطات مختلفة في أسبوع واحد فقط:
• صور متحركة بنسبة 18%.
• أفلام غربية بنسبة 13%.
• أفلام جريمة بنسبة 11%.
• أخبار بنسبة 7.7%.
• أفلام فكاهية مثيرة بنسبة 5%.
• مغامرات بنسبة 3%.
• أفلام سياحة بنسبة 3%.
• تمثيليات درامية بنسبة 1.5%.
• موسيقى بنسبة 1.25%.
ومجموع ساعات هذا البث بلغ مائة ساعة؛ احتوت على الآتي:
• 12 جريمة قتل.
• 16 معركة بالسلاح.
• 21 مصابًا.
• 21 عملية عنف.
• 27 منظر صراع وضرب.
• 4 حوادث سقوط.
• 4 حوادث سيارات.
ماذا بعد الكلام؟
ـ قم بغرس القيم والأخلاق الإسلامية في ولدك، واحرص على الاستفادة من الثقافة الغير سوية التي ربما تكون موجودة في المجتمع كالكذب، فمثلًا إذا شاهد ابنك أحدًا يكذب، قم على الفور بالتغذية الاسترجاعية لابنك بحثه على عدم الكذب، لأنه ليس من صفات المسلم، وأن الله تعالى يحب الإنسان الصادق في كلامه.
ـ قم بمعرفة ما الذي يشاهده ولدك، فهذا يؤثر فيه بنسبة كبيرة، فأبعد ولدك عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات، واحرص على أن يشاهد الرسوم المتحركة الهادفة، والتي تحمل معاني الأخلاق الرفيعة، وغير ذلك أيضًا من برامج الأطفال التي تهدف إلى بناء القيم الإيجابية لدى الطفل، لا القيم السلبية.
المصادر:
· ثقافة الأطفال، هادي نعمان الهيتي.
· التربية الأخلاقية، إبراهيم ناصر.
· ارتقاء القيم، عبد اللطيف محمد خليفة.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 875


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (4 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.