الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
أطفالنا والتربية أخلاق يجب أن تُغرس في رمضان |
2012-08-07 12:55
فات على رمضان أيها الوالد أكثر من نصفه، وطفلك الآن سيكون من أحد الفريقين: ـ إما من الأطفال الذين اكتسبوا قيمًا وأخلاقًا جديدة في شهر رمضان. ـ أو من الذين لم يغرس فيهم أي من آبائهم إلى الآن أي خلق من الأخلاق. ولذا، سنوضح في هذا المقال بعضًا من الأخلاق والآداب التي يجب على الوالد، أن يحرص على غرسها في طفله قبل انتهاء شهر رمضان. 1. بر الوالدين: قال تعالى : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23-24]. (وهي أول مرتبة من مراتب الرعاية والأدب ألاّ يند من الولد ما يدل على الضجر والضيق وما يشي بالإهانة وسوء الأدب، {وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}، وهي مرتبة أعلى ايجابية أن يكون كلامه لهما يشي بالإكرام والاحترام) [سيد قطب، في ظلال القرآن]. وعن عبد الله بن مسعود قال : سألت النبي – صلى الله عليه وسلم – : (أي العمل أحب الى الله تعالى" ؟ قال: ( الصلاة على وقتها)، قلت ثم اي قال : (بر الوالدين) قلت ثم أي ؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) [رواه البخاري]. (وعلى الأولاد أن يتخيروا في مخاطبة آباءهم أجمل الكلمات وألطف العبارات، وأن يكون قولهم كريمًا لا يصحبه شيء من العنف) [الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، سهام مهدي جبار، ص(315)]. 2. الاحترام والتوقير: من الاتجاهات الخُلقية التي يجب على البيت مراعاتها وغرسها في نفس الولد الاحترام والتوقير للكبير والصغير، وفائدة هذه الخصال أنها بمرور الأعوام لا ينحصر هذا الاحترام للأشخاص فقط، بل يتناول المثل العليا والمبادئ المُثلى والقيم الروحية، فيحترم نفسه ومن ثمَّ يحترم ويوقر الآخرين، ثم يحترم الحياة والكرامة الشخصية والقانون وغير ذلك. فعلى المربين أن يعلموا أطفالهم احترام وتوقير الكبار والعلماء، وتقدمهم في الكلام، والعطف على الصغار. 3. أدب الأخوة : من الاتجاهات الخلقية التي يعمل البيت على بثها وغرسها في نفوس أولادهم الحب والود والاحترام بين الإخوه جميعًا كبارًا وصغارًا، وقد نهى الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن الإشارة بالسلاح الى مسلم لإلقاء الرعب في قلبه. عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملائكة تلعنه حتى إن كان أخاه لأبيه وأمه) [رواه مسلم]. فواجب الأسرة أن تعمل داخل البيت على بث روح التعاون والثقة والمودة والاحترام بين أفراده جميعًا، فيشعر الولد بأنَّ إخوانه أصدقاء له، يتبادل معهم الحب والاحترام، ومن ثمَّ يشع داخل البيت أنهم كلهم أفراد متفاهمين متعاضدين. 4. الاستئذان: هو أدب اجتماعي رفيع وهو واجب الكبير والصغير، (وله مكانة خاصة في التشريع الإسلامي حتى خصه الله تعالى بآيات مباركات كريمات) [التربية الإسلامية للأولاد منهجًا وهدفًا وأسلوبًا، عبد المجيد طعمة حلبي، ص (119)]. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النور: 58]. وقبل الاحتلام يستأذن في ثلاث أوقات قبل صلاة الفجر ووقت القيلولة وبعد صلاة العشاء ليلًا. فالطفل إذا بلغ مرحلة الحلم والبلوغ، كان التوجيه القرآني بوجوب استئذانه دائمًا قال تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النور: 56]. 5. أدب الحديث والسلام: (إن الإسلام منهاج حياة كامل، فهو ينظم حياة الإنسام في كل أطوارها ومراحلها، وفي كل علاقاتها وارتباطاتها وفي كل حركاتها وسكناتها، ومن ثم يتولى بيان الآداب اليومية الصغيرة كما يتولى بيان التكاليف العامة الكبيرة وينسق بينها جميعًا، ويتجه الى الله في النهاية) [في ظلال القرآن، سيد قطب، (4/2531)]. فالرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يترك أمرًا صغيرًا كان أم كبيرًا يتعلق بسلوك الإنسان إلا وجعل له حكمًا ورأيا، كآداب الكلام وسلوك الحديث. فالحديث وسيلة التفاهم الأساسية بين الناس وهو مفتاح الشخصية وعنوانها والكاشف عنها، فإذا عرف الطفل أسلوب الحديث والحوار منذ الصغر فإنه سوف يكبر ويعرف كيف يُحدِّث الناس على الطريق المُثلى والتي تحمل المضمون القيّم الراقي. أما آداب الحديث فهي على التالي: 1. التمهل بالكلام أثناء الحديث حتى يفهم المستمع المراد ،منه وأن يكون الحديث منظومًا مرتبًا واضح المعنى ليفهم من كان جالسًا. 2. أن يحسن اختيار الألفاظ والكلمات المناسبة حتى لا ينفر المستمعين ولا يزعج الحاضرين، وأن يبتعد عن التصنع في الكلام والتكليف في فصاحة اللسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله -عز وجل- يبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه كما تخلل الباقرة بلسانه) [حديث حسن]. 3. المخاطبة على قدر التفهم : يجب أن لا يخاطب الناس إلا على قدر عقولهم بأسلوب يتماشى وثقافة من يخاطبهم ويتفق مع عقولهم وعلى قدر فهمهم وأعمارهم. 4. يجب أن لا يتكلم كثيرًا وان لا يقاطع كلام غيره، وإن سبقه أحد الى الحديث فعليه أن لا يتدخل إلا بعد أن ينتهي، وعلى من أراد الكلام أن يستوثق من وضوح الفكرة في ذهنه، وعلى المرء أن لا يتكلم إلا اذا دعت الضرورة الى ذلك. أما آداب السلام فهي: 1. أن يرسخ في نفسه أن التحية من شأنها أن تؤلف القلوب وتقوي الصلات، وهي مظهر من مظاهر المدنيّة السليمة، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) [حديث حسن]. 2. أن يعلمه صيغة السلام، وهي (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فهي تجلبُ المحبة وتقوي عُرى المودة 3. أن يعلمه أن السلام سنة مؤكدة، وأمّا ردّه فهو فرض لازم لقوله تعال: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86]. 4. أن يُسلم القادم على من يقدم عليه، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير) [رواه البخاري]. 5. أن نعلمه إذا دخل على أهل بيته، أن يلقي عليهم السلام، عن أنس بن مالك قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم، يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك) [حديث حسن]. 6. خلق الصدق: إن الصدق دعامة الفضائل، ومظهر من مظاهر السلوك النظيف ودليل الكمال وعنوان الرقي، بالصدق يوطد الثقه بين الأفراد والجماعات لا يستغني عنه حاكم ولا تاجر، ولا رجل ولا امرأة ولا صغير ولا كبير. والصدق يولِد في النفوس الطمأنينة والسكينة، بينما الكذب فإنه يورث القلق والاضطراب. والصدق يهدي الى البِر والجنة قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي الى الجنة) [رواه مسلم]. وإذا كانت التربية الفاضلة في نظر المربين تعتمد على القدوه الصالحة فجدير بكل مرب مسؤول ألا يكذب على أطفاله بحجة إسكاتهم من بكاء، أو ترغيبهم في أمر أو تسكيتهم من غضب، فإنهم إن فعلوا ذلك يكونون قد عودوهم عن طريق الإيحاء والمحاكاه والقدوة السيئة على أقبح العادات ،وأرذل الأخلاق ألا وهي رذيلة الكذب. وعلينا أن نغرس فيهم أنه لا يوجد كذبه بيضاء وكذبه نيسان، فالكذب هو الكذب، إلا في ثلاثة حالات معينة قد نص عليها الشرع منها الكذب على الأعداء إن أدى ذلك لمصلحة عامة للإسلام. لماذا يكذب الأطفال؟ - قد يكذب الطفل تحدّيًا لوالديه اللذين يعاقبانه بشده، فهو يكذب هربًا من العقاب. - قد يكذب مازحًا مع أصدقائه بُغية الفكاهة. - قد يكذب الطفل الذي يشعر بالنقص لكي يستدر عطف المحيطين به. - قد يدعي أنه مريض، لأنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة. ماذا بعد الكلام؟ كيف يتخلص الأطفال من الكذب؟ - نحدثه عن الصدق وأهميته دون إكراه أو ضغط، نشعره بالعطف والمحبة ونشجع فيه الثقة بالنفس ونُبصّره بأهمية الأمانه والصدق فيما يقوله ويفعله ونذكر له أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – التي تحث على الصدق. - ومن أخطر الأمور أن يعترف الطفل بخطئه ثم يعاقبه بعد اعترافه فكأننا نعاقبه على الصدق، وندفع الطفل دفعًا إلى الكذب. المصادر: · في ظلال القرآن، سيد قطب. · الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، سهام مهدي جبار. · التربية الإسلامية للأولاد منهجًا وهدفًا وأسلوبًا، عبد المجيد طعمة حلبي.
خدمات المحتوى
|
تقييم
الاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |