الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
زهرة البيت أنتِ..عنوان الجمال..! |
2012-08-06 06:01
الكاتب:سحر محمد يسريصديقة المرآة: تقول إحدى الأمهات:إن اهتمام ابنتي "ميّ" بشكلها أصبح كبيرًا جدًا هذه الأيام، حتى إنها تمكث الساعات أمام المرآة تتأمل وجهها، وشعرها، وتقيس طولها وأبعاد جسمها، ثم تغير أكثر من زي وتتأمل نفسها في كل منهم...وأصبحت تردد كثيرًا: هل أنا جميلة يا أمي؟ عزيزتي الأم: الاهتمام بالشكل سمة من سمات مرحلة المراهقة، نظرًا لما يطرأ على الفتاة من تغير كبير في أبعاد الجسم وتحوله إلى الشكل الأنثوي الكامل، ونظرًا لشيوع سلوك المقارنة بين الفتيات، وما يترتب عليه من التفاخر أو السخرية والاستهزاء، ولذلك نجد أكثر ما يشغل الفتيات في هذه المرحلة هي متابعة جسدها وقياس جمالها مقارنة بالصديقات..! حاجة الفتاة الملحة إلى جمال الجسم: وتميل الفتاة الشابة نحو التفوق في جمال جسمها، بحيث تشعر بكفاية مقدار جمالها البدني العام للقبول الاجتماعي عمومًا، والفتيات في كل هذا أشد اهتمامًا، وأكثر قلقًا على حالة نموهن الجسدي، وعيوبهن البدنية، وأبلغ أماني إحداهن في هذه السن أن تكون بارعة في الجمال، مكتملة النمو الجسمي، فبقدر ما تحب الفتاة أن يَلْحَظَ مَنْ حولها جمال نموها الجسمي، فإنها تتأثر بانطباعاتهم، وتعليقاتهم التي تسهم بقوة في تكوين مفهومها عن ذاتها الجسمية، فالفتاة مهما بلغت من العقلانية والنبوغ؛ فإنها في حاجة ملحة إلى الشعور بأنها صاحبة حظ وفير من جمال الشكل والصورة.[مراهقة بلا أزمة، د.أكرم رضا، ص(219بتصرف)]. أهمية التربية الجمالية للفتاة: إذا كانت (التربية الجمالية) تهتم بالجانب الجمالي، وتنمية الحس الجمالي لدى الطفل منذ صغره، فما أحوج البنت ـ خاصةً ـ لمثل هذا الأمر، وتبدأ الأم بتنمية الإحساس بالجمال لدى الفتاة من داخل المنزل، من خلال مراعاة التناسق ذي البساطة في البيئة التي تعيش فيها الفتاة ولفت انتباهها إلى ذلك في مواقف الترتيب والتنسيق، أو عند إجراء تجديدات في المنزل، وكذلك في تناسق ملابسها وزينتها؛ الأمر الذي ينمي الميول الجمالية للفتاة، ويرفع إحساسها بالقيمة الفنية، وقدرتها على تذوق الجمال. وقد يتناسى بعض المربين هذا الأمر أو يراه من القشور الغير ضرورية، أو يعده من الترف التربوي، مع أن ديننا الحنيف يحثنا على تمثل الجمال ظاهرًا وباطنًا، ويدعونا إلى الإحساس بالجمال في الكون، والحياة والاهتمام به، وإلا فكيف ننظر إلى حديث رسول صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال) [رواه مسلم] أليس هو دعوة للاهتمام بالجانب الجمالي في الكون والنفس والحياة، والتعبد لله تعالى بذلك؟!! إن المتجول في رياض القرآن يرى بوضوح كيف يغرس في عقل كل مؤمن وقلبه الشعور بالجمال المبثوث في الكون من فوقه، ومن تحته، ومن حوله، في السماء، والأرض، والنبات والحيوان والإنسان. ففي جمال السماء قال تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [ق: 6]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} [الحجر: 16]. وفي جمال الأرض ونباتها ومباهجها،قال تعالى:"والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج" – ق:7-، وقال تعالى: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} [النمل: 60]. [أخطاء شائعة في تربية البنات، عادل فتحي عبد الله، ص(90)]. والإسلام يدعونا إلى تجميل الظاهر والباطن: فالله سبحانه جميل يحب الجمال وَلِمَحَبَّتِهِ سبحانَهُ للجمالِ أَنْزَلَ على عبادِهِ لباسًا وزينةًتُجَمِّلُ ظَوَاهِرَهُم، وَتَقْوَى تُجَمِّلُ بَوَاطِنَهُم، فقال سبحانهَ: {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِيسَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26]، وهوَ سبحانَهُ كما يُحِبُّ الجمالَ في الأقوالِ والأفعالِ واللباسِوالهيئةِ، يُبْغِضُ القبيحَ من الأقوالِ والأفعالِ والثيابِ والهيئةِ، فَيُبْغِضُالقُبْحَ وأهلَهُ، ويُحِبُّ الجمالَ وأهلَهُ. والنبي صلى الله عليه وسلم قد حثّ أتباعه على أن يكونوا شامة في الناس، متميزين في زيهم وهيئاتهم، وتصرفاتهم، وأعمالهم، ليكونوا قدوة حسنة في جمال الظاهر والباطن لكل من يراهم أو يتعامل معهم، وإذا كان الإسلام قد حضَّ الناس عامة على ذلك؛ فالمرأة أولى بامتثال هذا الأمر لأن النظافة من ألزم وأخص صفات المرأة المسلمة، والذي ينعكس بشكل مباشر على حياتها الزوجية وبيتها وأولادها فيما بعد؛ لذلك فهي حقيقةٌ بأن تكون شامة بارزة ظاهرة متميزة في شكلها ومظهرها وهيئتها. وسبيل متمثلة للقدوة العملية في شخص أمها أو من تقوم على تربيتها. [دور الوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان الطوري، ص(120)]. ولكن احذري من الهوس بجمال الصورة..! فلا يُفهم من ذلك أن تندفع الفتاة نحو الولع الشديد، أو المنحرف بمظاهر الجمال، فتنفق جُلّ وقتها ومالها في خدمة الجمال، فإن رعاية صفة الجمال ـ وإن كان مقصودًا ـ ليس هو وظيفة الإنسان التي وُجد من أجلها؛ إنما هو وسيلة لما وراء ذلك من الأهداف الكبرى، وقد يدفع الفتاة شعورها بنقص جمالها الجسمي، خاصة فيما يتعلق بجمال ملامح الوجه، واعتقادها بأنها شخص غير مرغوب فيه لإحجامها عن الوسط الاجتماعي، واضطراب مفهومها عن ذاتها، وربما انخراطها في سلوك خلقي شاذ، مثل محاولة تغيير لون البشرة إلى السُّمْرة عن طريق التشمس، أو السعي الحثيث وراء كريمات التفتيح إذا كانت بشرتها سمراء، فهي دائمًا تسعى لأن تتفوق في جمالها وتزيد نصيبها منه. فلا ينبغي أن تنساق الفتاة بإفراط نحو تصنع الجمال إلى درجة الهوس الذي تضيع فيه أوقاتها، وتخسر فيه أموالها، فإن الاعتدال في كل الأمور: هو منهج الإسلام التربوي دائمًا. [مقالة التربية الجمالية للفتاة،د.عدنان با حارث] تنبيه الفتاة إلى تنوع معنى الجمال وسعة معناه: وذلك باستغلال ما تتمتع به الفتاة في تلك المرحلة من رقة المشاعر ورهافة الحس في استشعار ما أبدعه الخالق جل وعلا في الكون الفسيح من مظاهر الجمال الرائعة، وما تتضمنه قيمة الجمال من معاني كثيرة، مثل: أن تعرف الفتاة: أن الجمال لا يحصره قالب أو شكل معيَّن، وليس بالضرورة أن تكون الفتاة الجميلة قادرة بنفسها على إدارك الجمال وتذوقه، كما أن الجمال الفائق في حد ذاته قد يكون نقمة على الفتاة حين يسوقها إلى التبرج والسفور وإثارة الشهوات، أو الإدلال به على الزوج؛ فإن كثيرًا من الجميلات متعثرات في حياتهن الزوجية؛ ولهذا لم يكن العرب الأوائل يستحبون الجمال البارع في الزوجة مخافة الفتنة بها، وشدة الإدلال، وبلوى المنافسة والتنازع، كما أن الفتاة الجميلة بقدر ما تُولِّد من الحب والميل في قلوب الرجال، فإنها ـ في الجانب الآخر ـ تولِّد من الحقد والكراهية في قلوب النساء، فليس الجمال دائمًا في صالح الفتاة. كما أن الجمال لا يعني جمال الوجه والجسم فقط؛ فإن سن الشباب ـ في حد ذاته ـ وكمال الصحة البدنية، والنظافة الجسمية، وجودة التزُّين والتأنُّق، وحسن العشرة، والجاذبية، وبراعة الحركة، وحسن الصوت، وجودة الفهم: كل هذه الجوانب تكوِّن في مجملها أركان الجمال الأنثوي، بل إن مجرَّد الانتساب إلى الإنسانية يُعد في حد ذاته أعلى قيمة جمالية مخلوقة في الكون، فالله جلَّ وعلا خلق الإنسان في أعلى درجات الجمال، فقد قال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]، يعني في أكمل وأحسن صورة، فمهما فقدت الفتاة من الجمال المرغوب فيه عند الناس فقد حازت أصله وقدره الأعظم بإنسانيتها، وأصل فطرتها.وهذا الفهم إذا تربت عليه الفتاة أكسبها قدرًا كبيرًا من الثقة بالنفس وسط قريناتها. [التربية الجمالية للفتاة، د.عدنان باحارث، موقع"باحارث" على الشبكة العنكبوتية]. جمال الباطن أهم وأبهى: وأعظم من هذا كله وأجل: يقين الفتاة بضرورة وأهمية جمال الباطن، وطهارته، وتزكيته، فلا مزيَّة عند الله تعالى لمن كانت صورته الظاهرة جميلة، وكانت داخلته الباطنة قبيحة؛ فإن في اهتمامات الفتاة غايات وآمالًا أسمى بكثير وأعظم من مجرَّد الجسد وحاجاته، "فالأصل في المحاسن، والمطلوب عند العقلاء في كل المواطن إنما هو إصلاح السرائر، وتهذيب البواطن لا الاقتصار على الظواهر، فمن نال نصيبه الوافر من جمال الباطن، فقد نال الحظ الأكبر من الجمال الحقيقي، كما أن الجمال ليس هو ميزان التفاضل عند الله تعالى: وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم) [صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، (4143)]. عزيزتي الأم الحانية.. إن الاهتمام بالتربية الجمالية للفتاة ليس ترفًا، ولا هو من نافلة القول، إذا تناوله الآباء، والأمهات بالتركيز والعمق المطلوب؛ فإنه يورث الفتاة: - إيمانًا عميقًا بالله تعالى، وارتباطًا رائعًا بأسمائه وصفاته. - يرسخ لديها المفاهيم الصحيحة للحكم على الناس، وأن العبرة ليست بجمال الصور والأشكال، بل بجميل الخصال والأفعال. - يكوِّن لديها مفهومًا واسعًا وشاملًا لمعاني الجمال، ولا يحصرها في الحيز الشخصي الضيق. - يزيد من اعتزاز الفتاة بدينها الذي يدعوها للجمال، ويحافظ على جمالها بسياج الحجاب والعفة والحياء. - يؤمن الفتاة من الآفات النفسية للاغترار بحظها من الجمال، أو الشعور بالنقص إذا كانت قليلة الحظ منه. - يظهر أثر تلك التربية في سلوكها وأفعالها الهادئة، ورقة طبعها، وميل أفكارها إلى التسلسل والمنطقية. وأخيرًا تذكري زهرتنا الحبيبة.. أن الله عز وجل هو الجميل واهب الجمال، يحب أن يكون عبده جميلًا في ظاهره وباطنه وهيئته، ومادمت أنتي عنوان الجمال في حياة والديك..وكل من حولك..فاجعلي جمالك نعمةً من الله تشكرينها، وقربةً تتقربين لله بحفظها.. زادك الله جمالًا بإيمانك، وأدبك، وأخلاقك الراقية. المصادر: - مراهقة بلا أزمة، د.أكرم رضا. - موقع الدكتور، "عدنان حسن باحارث" على الشبكة الدولية للمعلومات. - دور الوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان الطوري. - أخطاء شائعة في تربية البنات، عادل فتحي عبد العال.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |