شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
أطفالنا والتربية
وسائل عملية لعلاج العدوان عند الأطفال
 
Dimofinf Player
وسائل عملية لعلاج العدوان عند الأطفال

2012-08-06 11:18
الكاتب:عمر السبع



1. التربية بالحب:

(الحب هو الغذاء النفسي الذي تنمو وتنضج عليه الشخصية، وإذا أعطى الطفل الحب الواعي المستنير سيمتلئ ثقة بنا واطمئنانًا إلينا، وبالتالي ثقة في نفسه واطمئنانًا إلى العالم الذي حوله، وهو أهم عوامل خروجه عن أنانيته وتركيزه على نفسه.

ولا نقصد بذلك الحب الغشيم المطلق، الذي يخاف عليه من الأذى فنحوطه بعناية مبالغ فيها، ونحصي عليه خطواته ونكاد نمنعه من أي نشاط مستقل خشية لما يتعرض له من ضرر، فهذا الحب سيجعله ينظر إلى العالم حوله كأنه مستودع أخطار لا يعرف كيف ومتى يواجهه، أما الحب الناضج فإنه ينمي قدراته) [الصحة النفسية للطفل، د.حاتم محمد آدم، ص(207)].

ولابد أن يشعر الابن دائمًا بمشاعر الحب من والديه، مشاعر مترجمة إلى كلمات وأفعال، ووقائع عملية في كل وقت حتى عندما يخطئ الابن، فأنت لا تكرهه هو، وإنما تكره فعل الخطأ الذي قام به.

إن الطفل الذي يَشبَع من الحب والحنان يكون أميل إلى الطاعة والتعاون؛ ولذا فالحب والعطف ركنان أساسيان من أركان تربية الطفل.

ومن الخطأ أن يعتقد الآباء أن المحبة هي توفير الحاجيات والملابس والهدايا والمآكل الطيبة وما شابه ذلك، فالحب الحقيقي الذي لا ينتبه إليه الكثير من الآباء هو: عاطفة ومشاعر وتفهُّم.

وللأسف فكثير من الآباء يظنون أن الطفل كائن هلامي لا يشعر ولا يحس، ولكن على العكس؛ فالطفل شديد الحساسية يتأثر أكثر من غيره بأسلوب المعاملة التي يتلقاها؛ ولكن مشكلته الوحيدة هي أنه لا يحسن التعبير عن هذه الحساسية، أو بعبارة أدق وأكثر موضوعية، هو أن الكبار ليسوا في مستوى فك الرموز والرسائل غير الشفوية التي يبعث بها الطفل مستنكرًا طرق التعامل معه أو محتجًا أو معارضًا، فلا تدمر الحب إذًا بأن تسخر من الطفل؛ كأن تسخر من عيوبه وإخفاقاته الطبيعية، فلكل جواد كبوة.

إياك أن تستهزئ به: كأن تصفه بأوصاف الحيوانات، أو بإطلاق الألقاب السيئة عليه.

تجنب الاتهام المتكرر: كاتهامه بالفشل دائمًا، أو المس بأمانته وقدراته.

واحذر الخطاب المهين: من خلال ألفاظ وجمل معينة مثل: أنت غبي، لا تفهم كالحمار، أخجل لكونك ابني، لن تنجح أبدًا، تأكل كالحيوان، يا ليتك مثل أخيك.

كل هذا يهزم الطفل داخليًّا، ويُضعِف ثقته بنفسه، ويجعله متجنبًا للجميع، ويترك صداقة أمه وأبيه، ويجعله في النهاية يسلك مسلكًا عدوانية؛ لا لأنه يضمر العداء لأحد، ولكن لأنه يفتقد الحب والحنان والعطف منك، فإذا وجده استقرت نفسه وهدأ قلبه، وأصبح إنسانًا سويًّا يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.

وجماع الحب قبلة ترسمها على رأس طفلك، فيسري عبير الحب في كل نواحي البيت، ليعمره الهدوء والسكينة والراحة والطمأنينة، ولن تكلفك هذه القبلة شيئًا، ولن تحتاج منك جهدًا، ولا تظن أن هذه القبلة تمر على الطفل هكذا دون أن يشعر بها، لا، إن لها دورًا فعالًا في حياة الطفل، وفي تحريك مشاعر الطفل وعاطفته، وهي دليل رحمة القلب للطفل، ثم هي أولًا وأخيرًا سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

2. لابد أن نُعلِّم أطفالنا أن يواجهوا إخفاقاتهم:

لابد أن نُعلِّمهم الطريقة الصحيحة في التعامل مع الإحباط، لابد أن نُعلِّمهم أن الاستسلام للإحباط لن يجدي شيئًا، وأن الحل في المواجهة، وأن نقوي فيهم الشعور بالتفاؤل والثقة بالله.

لابد أن نُعلِّمهم أيضًا، أن الوقوع في الخطأ لا يعني الفشل، وإنما النجاح يولد من رحم الفشل.

وعلينا أن نُعلِّمهم أيضًا، أن الخطأ فرصة للتعلم، وأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وبهذا يكون الإحباط من الخطأ دافعًا لعدم الوقوع فيه مرة أخرى وفرصة للتعلم.

وينبغي أيضًا في المرحلة الأولى من حياة الطفل الدراسية تكريس شعور هام آخر لديه مرتبط بنشاطه الذهني الآخذ بالتشكيل، وهو الشعور بالنجاح، إن هذا الشعور يولد لدى الطفل في مرحلة مبكرة جدًّا، فهو يفرح كثيرًا عندما نثني عليه ويشعر ببالغ الأسى، إذا وجهنا إليه اللوم أو التأنيب على أخطاء ارتكبها.

إن شعور الفرح يقوي الرغبة في القيام بالأعمال المختلفة بشكل أفضل وأدق، أما التكدر فإما أن يطفئ الرغبة والاندفاع أو على العكس أو يُولِّد موجة من الطاقات للسعي لتصحيح الأخطاء وتجاوز الهفوات، والحصول على نتائج أفضل، بيد أن المشاعر الإيجابية بشكل عام تعتبر دوافع أقوى لتحفيز النشاط النفسي، بالمقارنة مع شعور الفشل؛ لذا ينبغي تنمية هذا الشعور قبل غيره من المشاعر خلال العملية التربوية.

(ولذلك، نحاول دومًا عدم ترك أي ثغرة في مواظبته على الدراسة، أيضًا ليس علينا أن نجاهد دومًا في إبراز المساوئ والأخطاء التي يرتكبها طفلنا عند كل خطوة يقوم بها.

وبهذا نُركِّز الانتباه على نواقصه وعدم مقدرته على النجاح، ناسين أننا بهذا نُكرِّس لديه الشعور بالفشل، ذلك الشعور الذي لا يبعد سوى خطوة واحدة عن شعور فقدان الثقة بالنفس.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مثل هذا الأسلوب التربوي في التأثير على الطفل لا يؤدي إلى توليد الانفعالات السلبية في نفسه، وإعاقة تطوره النفسي فحسب؛ بل يعرقل عملية تَكوُّن الخبرات الدراسية المختلفة لديه؛ كالكتابة والقراءة وحل المسائل الذهنية، أي أنه يعرقل نشاطه الدراسي بشكل عام، في حين أن الأبحاث العليمة تشد بأن جملة تأثيراتنا على الطفل التي ترتكز إلى تنمية شعور النجاح لديه، وتقوية هذا الشعور بالثناء والمكافأة، يعطي ثمارًا ونتائج باهرة.

إن شعور النجاح المدعَّم بالثناء والمكافأة يعمل على تعزيز الثقة بالنفس، فكل إنسان مدعو لمعرفة ما يملك من طاقات وإمكانيات وتحديد الهدف الذي يحب أن يبلغه في حياته.

وعندما يكون الإنسان واثقًا من قدراته يصبح من السهل عليه اجتياز الصعوبات التي تعترض سبيله مهما كبرت، ولا يعود يشعر بالخوف مهما كانت الحالة التي تواجهه خطيرة، ولن يسير وراء الآخرين مسلوب الإرادة لأنه واثق بنفسه، ويمكننا تربية الشخصية القوية المستقلة إذا حفزنا في الطفل مشاعر النجاح والثقة بالنفس.

وهنا لا ينبغي التخوُّف من إصابة الطفل بالغرور أو الزهو بالنفس والاعتداد بالذات، بالطبع إذا كان شعور الزهو الاعتداد بالنفس غير مستند إلى أسس وإنجازات حقيقية، وإذا اكتفى الطفل بالنجاحات المحددة التي حققها ولم يسع لتحقيق المزيد؛ فإن مثل هذا الاعتداد بالنفس لن يُقدِّم للطفل سوى الضرر) [تربية مشاعر الأطفال في الأسرة، عبد المطلب أبو سيف، ص(51-52)].

3. علم طفلك أن يقدر ذاته:

إن تقدير الذات يتكون في مرحلة مبكرة من حياة الطفل، وهو عبارة عن مجموعة صور يُخزِّنها الأطفال حول شخصياتهم ومدى نفعهم، ورغم أن الأطفال يُكونِّون هذه الصورة داخليًّا إلا أن لآبائهم أثرًا كبيرًا في تكونيها، إن الطريقة التي يتواصل فيها الآباء مع أطفالهم سواء بالكلمات أو الأفعال تجعل الأطفال يكونون قرارات صائبة أو خاطئة تجاه أنفسهم، وعادة ما يكون الأطفال قادرين على تقدير ذواتهم بشكل إيجابي، عندما يظهر آباؤهم أنهم يؤمنون بقدرات أطفالهم، ويمنحونهم فرص التعبير عن تلك القدرات.

إنهم ينجحون عندما يقوم آباؤهم بإيجاد مناخ يسمح لهم بالمشاركة والتأثير فيسهمون في صنع القرار، وعادة ما يُكوِّن الأطفال صورة غير صحيحة لذواتهم؛ عندما يعتقدون أن عليهم أن يتغيروا حتى يراهم من حولهم كأطفال صالحين، وعندما يتولى آباؤهم شئونهم بشكل كبير، ربما تعتقد أن تصرفات أطفالهم جيدة وعظيمة، لكن الأهم أن تعتقد كذلك أن قراراتهم صحيحة.

مقترحات مفيدة:

أ. يجب أن تتجنب أي نوع من إطلاق المسميات على أطفالك؛ فلا تنادهم بالأحمق أو الكسول أو الأبله، أو أي أسماء غير محترمة، من شأنها أن تَحطَّ من قدرهم، وعليك أن تُركِّز على الحلول بدلًا من توجيه اللوم لهم.

ب. ينبغي أن تُفصِّل الفعل عن فاعله حين تتعامل مع سلوك طفلك؛ حيث توضح مثلًا أنك تحبه لكنك لا تحب قيامه بتلوين الجدران، وعليك أن تتذكر أن الأخطاء تعد فرصًا ليتعلم منها أطفالك، وتنضج عقولهم، ولا تعد عيبًا في شخصياتهم.

جـ. عليك أن تنصت إلى أطفالك بجدية؛ لأنهم يُكوِّنون أفكارهم وآراءهم الخاصة، إن طريقة تفكيرهم اليوم لن تكون نفسها غدًا، لكنهم يظلون في حاجة إلى آذان آبائهم ودعمهم لهم، وفي حاجة إلى الإقتناع بأن آراءهم ذات أهمية.

د. (لا تبالغ في الإطراء والمديح، إن المديح ربما يصلح في حالة سير الأمور بشكل جيد، حيث يكون الطفل ناجحًا، لكن أطفالك ربما يتحوَّلون إلى متسولي استحسان الآخرين، ومعنى ذلك أن يعتقد الأطفال أنهم على مايرام إذا ما أخبرهم شخص أنهم كذلك، وإذا بالغت في استخدام المديح، فماذا تفعل عندما يفشل طفلك، وهو الوقت الذي تكون في أشد الحاجة إلى التشجيع.

هـ. لا تعقد مقارنات بين الأطفال بعضهم البعض؛ فكل طفل له شخصيته المختلفة والمنفردة، ويجب أن يتم تقديره وتمييزه بغض النظر عن أسلوبه.

و. يجب أن تعقد اجتماعات منتظمة للأسرة؛ ليجد أطفالك متنفسًا لآراءهم، ولكي يطمئنوا أنهم محل اعتبار وأهمية.

ز. خصِّص وقتًا تقضيه مع كل طفل على حدة، مذكرًا إياه بتميزه، ومدى إعجابك بصفاته الجيدة المنفردة.

حـ. لا تفاضل بين أطفالك.

ط. ينبغي أن تكون سريع الإحساس بالمواقف التي يشعر فيها طفلك بانحطاط قدره، بواسطة إخوانه ومدرسيه وزملائه في الفصل وأصدقائه وباقي أفراد الأسرة، وعليك أن تتحدث مع أطفالك حول مشاعرهم وتشاركهم مشاعرك، وتخبرهم بأن ما يقوله الأشخاص أو يفعلونه ويحط من قدرهم يرجع إلى نقص في شخصية قائلها أو فاعلها، ولا يمس أطفالك في شيء.

يـ. ربما تقرر أن تنقل طفلك من فصله الدراسي، إذا ما كان مدرسه يستخدم معه أساليب تؤثر سلبيًّا على تقديره لذاته) [التهذيب الإيجابي من الألف إلى الياء، جان نيلسن وآخرون، ص(239)].

المصادر:

· التهذيب الإيجابي من الألف إلى الياء، جان نيلسن وآخرون.

· تربية مشاعر الأطفال في الأسرة، عبد المطلب أبو سيف.

· الصحة النفسية للطفل، د.حاتم محمد آدم.


تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 832


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (1 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.