الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
أطفالنا والتربية خمس دقائق لطفلك |
2012-08-06 11:24
الكاتب:عمر السبع1. جرب مع طفلك الأسلوب الداعم: تتعدد أساليب التربية التي يستخدمها الآباء فمنهم من يستخدم الأسلوب المتسلط المعتمد على الشدة والعنف ومنهم من يستخدم الأسلوب المتساهل والذي يطلق فيه المربي الحبل على الغارب ويخرج لنا طفلاً مدللاً، ومنهم من يستخدم الأسلوب المتجاهل وغيرها من الأساليب، ولكن أفضل أسلوب في التربية هو ما سماه علماء التربية: "الأسلوب الداعم" وهو الأسلوب الذي يعتمد على الثقة المتبادلة بين المربِّي والطفل، ودعمه بالطرق المختلفة وتقديم العون له، مع الحزم والحسم في المواطن التي تحتاج إلى ذلك بلا قسوة، ويتميز هذا الأسلوب بالآتي: · تقديم الحب والدعم للأطفال. · يحمل توقعات مرتفعة لسلوكيات الأطفال، ومستوى تحصيلهم، ويضع ثقة كبيرة فيهم. · يؤكد على وجود قواعد لا ينبغي تجاوزها، وتطبق بصورة متسقة. · يقدم تفسيرات عن أسباب قبول وعدم قبول بعض التصرفات. · يشرك الأبناء في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأسرة. · يوفر بيئة دافعة تشجع على تكوين تقدير للنفس مرتفع، وهو ما يجعل الطفل يعدِّل من سلوكياته السلبية، دون أن يحط ذلك من ثقته بنفسه. وقد وجد العلماء أن الأبناء الذين يخرجون في هذه البيئات، يتميزون بالسعادة والثقة بالنفس والاستقلالية واحترام الآخرين، وغالبًا ما يكونون محبوبين وناجحين في دراستهم. ركائز الأسلوب الداعم: 1. يعطي أسبابًا حول السلوكيات المرغوبة وغير المرغوبة: فالأسلوب الداعم لا يعتمد على مجرد الأمر بالسلوك المرغوب أو النهي عن السلوكيات المرفوضة، ولا العقاب المترتب عليها، وإنما يتوجه لعقل الطفل ليخاطبه بأسباب كون هذا السلوك مرغوبًا فيه أو غير مرغوب فيه، كما أنه يقدِّم بدائل للسلوكيات التي يتم رفضها من قِبل الوالدين أو المعلم. 2. التدريب على التعرف على معاناة الآخرين والإحساس بمشاعرهم: فالأسلوب الداعم يستخدم الأحداث الحقيقية والمتخيلة كوسيلة لتعليم الأولاد كيف يشعرون بمشاعر الآخرين. فما لم يتعلم الطفل التفكير في مشاعر الآخرين واحتياجاتهم واستشعار مدى ما يشعرون به من أذى وجرح بسبب تصرفاته فإنه سوف يواصل سلوكه على الأرجح, إليك بعض الأسئلة التي سوف تساعد الأطفال على التفكير في تأثير تصرفاتهم المشينة على مشاعر الضحية: · هل رأيت كيف كانت مستاءة هل رأيت تأثير تصرفك عليها .. · هل رأيت لقد أحرجتها ما الذي يجب أن تقوله لها الآن. · كيف سيكون حالك إن قال لك أحدهم ما قلته أنت. 3. توفير مجموعة من القدوات لمحاكاتهم في سلوكياتهم القيمية: إن الأطفال يتعلمون عن طريق التقليد، فقدرتهم على الملاحظة والتقليد من الصفات الرائعة في هذه المرحلة والعلماء يشيرون إلى ذلك بأنها عملية تشكيل وفقًا لنموذج يحتذي به الطفل، والأطفال يتعلمون الكلام عن طريق التقليد والاستماع والملاحظة، ويكتسبون ميولهم أيضًا في الحياة ويتعلمون القيم وحق الاختيار وكذلك عاداتهم عن طريق المحاكاة. وبما أن الأطفال يقلدون سلوك من هم حولهم، فلابد وأن يكون لك الأثر الأكبر على تعليمهم، ففكر مليًّا بسلوكك، ما الذي تقوله وتفعله ويكون له أثره على طريقة تفكيرهم وسلوكهم، فأنت بالنسبة لهم بمثابة القدوة. واعلم أخي الوالد أن وجودك هام للغاية مع تربية أولادك (إن وجود الأب وسط أبنائه يدعم صورة الأسرة الصحيحة، ويرمز إلى السلطة والمسئولية والأمان والاستقرار، ويحافظ على الانضباط والنظام داخل الأسرة، مما يكمل دور الأم الذي يتميز بإغداق المحبة والحنان. ويحتاج الطفل إلى وجود أبيه بجواره جسديًّا وروحيًّا ويمنحه هذا الوجود الاستقرار النفسي والقوة والقيم الأخلاقية؛ إذ يتصور الطفل أن أباه على علم بجميع المبادئ والقواعد، ونراه في الغالب يدافع عنه، ويفتخر به، ويشعر بالاستقرار إلى جانبه). [موسوعة التربية العملية للطفل، هداية الله أحمد الشاش، ص(104)]. 2. دع طفلك يعبر عن غضبه: من الأخطاء التربوية الفادحة التي يقع فيها المربون، عدم إعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن غضبه، أو عن مشاعره عمومًا وهذا يجعل الطفل يشعر بالظلم تارة أو يستنكر مشاعره وينظر لنفسه نظرة سالبة فلا يعبر عنها مرة أخرى. وكثيرًا ما يشتكي الآباء من خجل أطفالهم أمام الآخرين وعدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم أو إظهار مواهبهم، وهم لا يدركون أن منع الأطفال حق التعبير عن مشاعرهم في المواقف المختلفة هو السبب في ذلك. فمثلاً عندما تتفق الأم مع طفلها أنها ستذهب معه اليوم إلى بيت جدته ليلعب مع أقاربه هناك، ثم لم تسنح الفرصة بسبب زيارة مفاجأة لأحد صديقاتها، فماذا ستفعل الأم إذا أراد طفلها أن يعبر عن رأيه وعن غضبه بالتبرم والبكاء. الكثير من الآباء يصرخ في وجه طفله ويطلب منه أن يفهم ويقدر الظروف، ويعتبر تعبير الطفل عن غضبه ليس من حقه، ويعاتبه على إظهار هذا الغضب بالإلحاح أو البكاء أو حتى السؤال عن السبب، ويصفه بالأنانية وعدم احترام الآخرين. ولكن الصواب أن نترك الطفل يعبر عن مشاعره وأن نقدر هذه المشاعر، فنتقول الأم له: أنا أعرف أنك غضبان لأنك كنت تحب الذهاب إلى جدتك، نعم أنت محق لأنك كنت تحب اللعب مع أقاربك، والآن لن تلعب معهم، كم هو أمر مؤسف حقًّا. ولكن يا حبيبي هذا الأمر لم يكن بيدي لأن أحد صديقاتي فاجأني بالزيارة، وليس من الأدب أن أطرد الضيف أو أن أطلب منه الرحيل، ولكن لا تحزن سأعوضك عن هذا اليوم بزيارة طويلة إلى جدتك غدًا بإذن الله. يقول دوجلاس بلوك في كتابه قوة الحديث الإيجابي: هناك ثلاثة مشاعر مهمة تثير الغضب لدى الطفل وهي الشعور بالاستفزاز, والشعور بالإحباط, والشعور بالظلم. ولذلك على الآباء معرفة سبب الغضب وإزالته وافساح الفرصة أمام الطفل ليعبر عن مشاعره مع تعليمه الأسلوب المناسب في التعبير عن المشاعر، ولا يصح أن نتهم الأطفال بالعدوان لمجرد تعبيرهم عن الغضب لأن علماء النفس والتربية يعتبرون أن الغضب سلوك فطري وطبيعي بل ويعدون الطفل الذي لا يغضب غير سوي. (إن الغضب والعناد والميل إلى التشاجر ظواهر طبيعية تعرض للطفل فيما بين 6 شهور إلى الثلاث سنوات الأولى من حياة الطفل، وتعد سلوكًا عاديًا في تلك المرحلة قد تدفع الطفل إلى ضرب الأرض بقدميه أو الرفس أو القفز أو الضرب أو الارتماء على الأرض أو البكاء أو الصراخ أو العض، وقد يصحب تلك النوبات من الغضب تصلب أعضاء الجسم وتوتر شديد، وغالبًا تظهر تلك الأعراض بشكل طبيعي؛ ولذلك يرى البعض أن الغضب ميل فطري طبيعي عند الأطفال دون الخامسة وهو ظاهرة صحية لا تثير القلق في تلك السن، وقد تكون تلك الأعراض في مجموعها محاولات لتأكيد الذات ومظهر من مظاهر النمو النفسي يحقق به الطفل لذاته مكانة اجتماعية بين أفراد الأسرة لتعترف به، وواجب الأسرة في تلك المرحلة يتركز على مساعدة الطفل وتدريبه على ضبط انفعال الغضب والسيطرة عليه حتى نحول بينه وبين التعود على التعبير عن الغضب بانفعالات مبالغ فيها قد تتطور لتصبح نمطًا سلوكيًّا في المستقبل فموقفنا هنا هو موقف التعاطف مع الطفل والتوجيه ولا يمكن بحال أن يكون هدف المربي استئصال الغضب لدى الطفل) [عدوان الأطفال، محمد علي قطب]. كيف تغير طفلك العدواني؟! كثيرًا ما يتحدث الناس عن عدوانية الأطفال ويشكون منها ويقوم الكثير أيضًا بتحليل الأسباب لتلك العدوانية ويقومون بتفسيرها. ولكن القليل منهم من يهتم بعلاج هذه الظاهرة وتقديم الحلول العملية لاستئصالها. ونحن نقدم لك علاج العدوانية في خمس دقائق: أولاً: لا تشجع طفلك على التمادي في الخطأ وقل: لا، في وقتها المناسب: إن الطفل الذي تعود أن كل ما يريده مجاب، ولم يجد في وقت من الأوقات من يقول له كلمة: لا، فإنه سيواجه مشكلة بعد ذلك عندما يتعامل مع أقرانه أو أصدقائه، حيث إنه سيصر على أخذ ما يريد بغض النظر عن مشاعر الآخرين، ومن هنا كانت أهمية الحزم في التربية، فالمربي الذي لا يستطيع أن يقول لطفله كلمة: لا، مع القدرة على إنفاذها لن يستطيع أن يقوم سلوكيات ولده وسيصبح عدوانيًّا مع الآخرين. ثانيًا: علم طفلك الطيبة عمليًّا لا بكثرة الكلام: كثيرًا ما نكلم أطفالنا عن الطبية والرحمة بالآخرين، والإحسان والبر، وهذه المعاني الجميلة، ولكن هذه المعاني الجميلة لن تلق رواجًا عن الطفل ولن تحدث أي تأثير إذا لم تترجم إلى سلوكيات عملية من جانب الآباء والمربين، ولذلك كان لابد أن نعلم أبناءنا الطبية والرحمة بطريقة عملية، كزيارة ملجأ الأيتام، أو الذهاب لزيارة مريض في المستشفى، واستغلال هذه المواقف العملية في تعليم الطفل وتوجيهه. ثالثًا: ضع قانونًا لمشاهدة التلفاز وممارسة ألعاب الكمبيوتر: بالطبع التلفاز وألعاب الكمبيوتر تنمي العدوانية عن أطفالنا وذلك عن طريق برامج القسوة التي تعرض في التلفاز، وكذلك ألعاب العنف التي يمارسها الأطفال، ويقضي الأطفال الساعات الطويلة سواء أمام التلفاز أو أمام ألعاب الكمبيوتر، ولقد أثبتت الدراسات العلمية العلاقة الموجبة بين برامج القسوة المشاهدة في التلفاز وسلوك الأطفال العدواني، والحل يكمن في إدارة التعامل مع التلفاز من جانب، والتوجيه الملازم للمشاهدة من جانب آخر، فأما إدارة مشاهدة التلفاز فذلك عن طريق أن يضع المربي قانونًا لمشاهدة التلفاز من خلال الإجابة على هذه الأسئلة: · ما هي البرامج المسموح مشاهدتها؟ · ما الوقت المسموح فيه بالمشاهدة؟ · ما عدد الساعات المسموح بها؟ · وضع التلفاز بعيدًا عن غرفة نوم الأطفال. وأما جانب ملازمة التوجيه مع المشاهدة، فذلك عن طريق وجود المربي بصورة عشوائية على الأقل مرة في اليوم لمتابعة ما يشاهد الأطفال وتوجيههم فإذا رأى المربي مشهدًا عدوانيًّا مثلاً بيَّن له خطأ ذلك. المصادر: · عدوان الأطفال، محمد علي قطب. · موسوعة التربية العملية للطفل، هداية الله أحمد الشاش.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |