الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
أطفالنا والتربية داعية.. إلا في أسرته!! |
2012-08-06 11:39
هكذا حاله لا يخفى على أحد..من إشراقة الصباح إلى حلول المساء وهو خارج بيته.. همه محترق على دينه.. يريد أن يقدم شيئًا لدين الله.. يريد أن يغير الكون بأسره.. هكذا همته.. هكذا أيضًا همتها أختنا الداعية, كالنحلة ما بين درس ودرس, وحلقة للتحفيظ ومجلس للذكر.. فلا تقع إلا على طيب, ولا تضع ألا كل طيب!! ولكن سؤال نوجهه إليك أخي الداعية وإليك أختي الداعية: أين حق الأبناء من الدعوة إلى الله؟! عزيزي المربي: أنت تقدم وقتك وجهدك ومالك في سبيل الله وفي سبيل الدعوة إلى الله, ولكن أين نصيب طفلك من هذا العمل.. عزيزي المربي.. إن الحقيقة مؤلمة للغاية؛ فأنت ترى أبناء الملتزمين والدعاة والعلماء إلا من رحم الله منهم: يدخنون.. يلعنون.. تتحرك ألسنتهم بالسباب وبذيء الكلام.. يتركون الصلاة, فضلاً عن أنهم لا يحفظون القرآن ولا يحضرون مجالس العلم!! إنها كارثه وأي كارثة وأنت ترى أبناء الدعاة وهم خيار الناس على هذه الحال.. إنه لتناقض عجيب بين ما ندعو إليه وما نحن وأبناؤنا عليه.. هذا التناقض يفقدنا المصداقية عند الناس, فضلاً عن أنه يغضب رب الناس وينافي منهجنا الذي ننادي ونطالب به كل الناس, ألا وهو 'كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته'. '[وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ] منهج واضح لإمام المرسلين': عزيزي المربي الداعية.. إن قدوتك - إمام الدعاة محمد عليه الصلاة والسلام - أول ما بدأ دعوته بدأها مع أقرب الأقربين مستجيبًا لأمر الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}؛ لأن القريب هو الحبيب, فكيف لا أجود على الحبيب بالنصح في الدين وهو خير هديه لكل حبيب.. إن حقوق القرابة و الرحم توجب على كل داعية أن يكون له دور كبير مع أهله وأسرته وعشيرته وأبنائه.. وإن هو قصر في دعوتهم وأهمل إرشادهم فليراجع نفسه في صدق حبه لهم, وليحذر غضب الله تعالى القائل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}. عزيزي الداعية.. دورك مع أهلك وأبنائك واجب عليك, والنتيجة في النهاية لا تهمك كثيرًا, فأنت ما عليك إلا البلاغ, حتى لا تأتي يوم القيامة مقصرًا.. عزيزي المربي الداعية.. اجعل هذه الآية نصب عينيك {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}, لقد عُذّب النبي صلى الله عليه وسلم في سبيلها كثيرًا, وأخرج من أحب الديار إليه.. لما أنزل الله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء 214] خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى الصفا، فصعد عليه فهتف: 'يا صباحاه'، فلما اجتمعوا إليه قال: 'أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟!' قالوا: ما جربنا عليك كذبًا. قال: 'فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد'. فقال أبو لهب: تبًا لك.. ألهذا جمعتنا؟! فأنزل الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}. نوح عيه السلام داعية في بيته!! عزيزي المربي الداعية.. إن المتأمل لقصة نوح عليه السلام سيجد أنه عليه السلام كان محترق القلب على ابنه.. حتى في آخر لحظة بعد أن أيقن أنه هالك.. يحاول عليه السلام ويبذل كل جهد في سبيل نصحه وإرشاده. تأمل عزيزي المربي آيات القرآن: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ}. عزيزي المربي.. إن الهداية هي سفينة النجاة, فلا تركبها وحدك.. وكن محترق القلب على ابنك كما كان نوح عليه السلام مع ابنه.. كيف تنشغل بهداية الخلق أجمعهم وتغفل عن أقرب الخلق لك؛ ابنك الذي هو منك وأنت منه.. أين أنت وهو يأوي إلى رفقاء السوء.. ويظن أن معهم النجاة والفلاح؟! أين صوتك ليوازي صوت نوح عيه السلام جنبًا لجنب.. {قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ}. عزيزي المربي الداعية.. أين أنت قبل أن يقضى الأمر ويضيع طفلك ويتيه في بحار الظلام والظلمات؟!! {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. عزيزي المربي.. أنت تلميذ محمد وحفيد نوح!! والآن أخي المربي.. هيا معا نربي أبناءنا ونبذل في سبيل ذلك كل وقتنا وجهدنا.. أخي المربي الداعية.. أختي المربية الداعية.. دورك لا يقل أهمية عن دورها.. ودورك لا يقل أهمية عن دوره.. أنتما معا تصنعان طفلكما هذه الصناعة الحسنة على عينيكما أنتما لا أحد غيركما.. أولاً: دور الأب الداعية.. عزيزي الأب.. إن دورك غاية في الأهمية؛ فأنت رب البيت, وإن تغيّب دورك انهار البيت, فبيت بلا أب كسفينة بلا قائد أو ربان.. عزيزي الأب.. أعرف أن وقتك قصير لا تكاد تدخر منه قسطًا لتقرأ كلامي.. ولكن معذرة.. فوقتك في بيتك له أهميته كبرى.. حتى لا تفاجأ بعد ذلك بطفل يدخن أو يسرق أو يكذب.. وإليك بعض الوسائل العملية لتعينك على أداء دورك.. 1. جلسة الأسرة اليومية: اجعل لك نصف ساعة في اليوم تجلس فيها مع أفراد أسرتك, ويفضل أن تكون هذه الجلسة في صباح اليوم ليتجمع فيها جميع أفراد الأسرة.. عزيزي المربي.. اجعل هذه الجلسة بمثابة طابور الصباح لجميع أفراد الأسرة, وتتكون هذه الجلسة مما يلي: · قراءة جزء يسير من القرآن الكريم 'خمس دقائق'. · قراءة حديث شريف 'خمس دقائق'. · اطلب من أبنائك أن يتدربوا على خلق من الأخلاق الكريمة 'الإيثار مثلاً', ويفضل أن يكون الخلق مرتبطًا بالحديث والآية 'عشر دقائق'. · نشيد قصير 'عشر دقائق'. · وجبة الإفطار تناولها مع أهلك.. 2. جلسة الأسرة الأسبوعية : هذه الجلسة الأسبوعية تشبه الجلسة اليومية ولكن مدتها 'ساعتين'. وأقترح أن تحتوي على البرامج التالية: · قراءة ربع بالتجويد.. · دراسة الفقه الإسلامي .. · دراسة السيرة النبوية ... · دراسة أسماء الله الحسنى .. كل هذا بأسلوب مبسط للأطفال. · مسابقة مكونة من سؤال واحد يتنافس الأطفال على حله طوال الأسبوع. · وجبة من الحلوى تتخلل الجلسة. عزيزي المربي الداعية.. كم من جلسات تجلسها خارج البيت في سبيل الله ولا تقصر فيها أبدًا.. لا تقصر في هذه الجلسة فهي قوت البيت الحقيقي. 3. اشترِ لطفلك مصحفًا ولبنتك حجابًا. 4. لا تنس أن تأخذ طفلك الصغير وأنت ذاهب للصلاة في المسجد. 5. تابع أولادك في المدرسة وتعرّف على أصدقائهم ولو مرة في الأسبوعين تذهب فيها إلى المدرسة لتتعرف على أحوال طفلك, فلا تكن أنت في وادٍ وطفلك في واد آخر. 6. صادق طفلك, واجعل بينك وبينه صداقة حميمة حتى يلجأ إليك أنت عندما يعتريه أمر يؤرقه, خاصة في مرحلة المراهقة. ثانيًا: دور الأم الداعية: عزيزتي الأم.. أنت محضن القادة والفاتحين أمثال محمد الفاتح وصلاح الدين.. دورك دور كبير لا يمكن إهماله, فإن كان الأب متغيبًا فأنت مع أبنائك طوال اليوم, فمراقبتك لهم تكون أقوى, وملاحظتك لهم تكون أسرع, فإليك مجموعة من الوسائل العملية لدعوة أبنائك في البيت: 1. القرآن الكريم لا ينقطع صوته من بيتك. 2. إياك والتلفاز فسيفسد عليك أبناءك, ولا مانع من أن تتابعي مع أبنائك بعض القنوات الفضائية الإسلامية مثل المجد, اقرأ, الفجر. 3. الانشغال بالدعوة مطلوب, ولكن لا يكون على حساب بيتك وأولادك, فلا تقصير في حق زوج ولا إهمال في رعاية طفل. 4. تهيئة أبنائك للجلسة الأسبوعية واليومية هو دورك أنت, فعليك أن تشجعيهم وتدفعيهم للتفاعل معها. 5. بنتك الصغيرة علميها الحياء من الصغر من خلال القصة الصغيرة والنشيد الجميل. 6. متابعة الأولاد في حفظ القرآن, فأنت تجلسين معهم الساعات الطوال للمذاكرة وحفظ الكتب الدراسية وتتفاعلين مع هذا الأمر بكل كيانك.. فلماذا لا تعطين القرآن مثل هذا الاهتمام مع أبنائك. 7. مكتبتك الصغيرة في بيتك من الأمور المحفزة لأبنائك على القراءة.. املئيها بقصص الأطفال الهادفة والأشرطة السمعية والمرئية الهادفة. عزيزي المربي الداعية.. عزيزتي المربية الداعية.. أنتما أدرى وأعلم بفنون الدعوة, ولا تخلو عقولكم من الأفكار والبرامج والأساليب الدعوية.. ولكن لا تبخلوا على أبنائكم بهذا الخير.. وإلى لقاء قريب ومستقبل راق لأبنائنا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |