شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
جريمة في حق الطفولة!!

2012-08-06 11:37
استوقفني طفل!!

له أربع أو خمس سنوات حسبما ظننت!!

ثيابه ملطخة بالطين والتراب.. يداه مسودتان وكذلك وجهه.. قدماه حافيتان.. ساقاه بدت من وراء ثيابه المرقعة.. شعره ثائر.. شكله حائر.. تائه.. شارد.. ضائع..

أفزعني المشهد.. ودارت في خاطري تساؤلات لا أكاد أحصيها عن هذا الطفل!!

ما الذي فعل به هذا؟! أين أم هذا الطفل؟! بل أين أبوه؟! أين أهله؟!

نظرت إليه نظرة إشفاق, فما كنت أتصور أبدًا أن الطفولة البريئة يمكن أن تهان بهذه الصورة البشعة, فلقد رأيتني طفلاً, لا أكاد أحتاج شيئًا إلا وأجد أبي وأمي يسارعان لتلبيته, وما أصابني أذى ولو صغيرًا إلا وجدتهم لي خير معين.. هذا الطفل أي ذنب جناه حتى يكون هذا هو حاله؟!!

كل هذا جال في خاطري تلك اللحظة, وفجأة!! اخترق صوته الصغير مسامعي, فإذا به يقول: يا أستاذ أريد مالاً كي أشتري طعامًا.. ومد لي يده..!!

فقلت في نفسي: يتسول؟!! طفل يتسول؟!!

لم أتمالك نفسي من الإشفاق عليه, فأخرجت من جيبي مبلغًا من المال وأعطيته, وربتّ على كتفه, وأردت أن أتكلم معه كي أعرف مشكلته, ولكنه لم يترك لي فرصه وجرى, حتى توارى عن أنظاري..

بعد ساعة من الزمن.. كنت في طريقي إلى البيت, فاستوقفني نفس الطفل, ولكن معه بنت أكبر منه سنًا, ولكنها لا تختلف عنه مظهرًا, وإذا بهما يمدان أيديهما مرة أخرى ويقولان لي: [يا أستاذ أي حاجه لله]!!

تشوقت في هذه المرة أكثر لأعرف قصتهما, فلم أعطهم المال وسألت الطفلة في بشاشة: في أي سنه دراسية تدرسين يا بنيتي؟!

أجابت بسرور: في الصف الثالث الابتدائي.

فسألت الطفل: وأنت يا بني؟!

فأجابني بسرور هو الآخر: أنا لم أدخل المدرسة بعد!!

قلت للطفلة: أنت متعلمة.. لماذا تتسولين؟! مَن أمرك بذلك؟!

سكتت قليلاً, ولكنها أجابت في حزن: أمي!!

فقلت لها في دهشة: أمك!!

قالت لي: نعم.. ونطق الطفل الصغير وقال لي: أمي تضربني لأن أختي ادخرت مالاً كثيرًا من التسول, أما أنا فلا.. لأني أتعب من كثرة المشي..

توجهت إلى الطفلة وسألتها: أهذا صحيح؟!

قالت لي: نعم.. لقد جمعت مالاً كثيرًا!!

أصابني ذهول شديد.. يا لها من أم قاسيه جاهلة.. ويا لها من طفولة معذبة!! ولكني لم أطق أن أقف موقفًا سلبيًا؛ فقلت للطفلة: أما تعلمين أن التسول خطأ وحرام؟!

قالت لي: بلى, ولكن أخاف أن أعصي أمي فتضربني!!

قلت لها: لا تخافي, ولكن لا تسمعي كلامها, وغدًا تكبرين ستعملين وتكسبين المكسب الحلال, فأنت يا بنيتي أكرم من أن تمدي يدك لأحد..

هزت الطفلة لي رأسها بيأس وحب, فأعطيتها مبلغًا من المال وانصرفت هي وأخوها.. وظللت واقفًا أرقبهما حتى غابا عن ناظري.. كنت أسأل نفسي وأنا أرقبهما سؤالاً واحدًا أفزع قلبي, وأظنه أفزعك أيضًا أخي المربي, هذا السؤال هو: أي جريمة في حق الطفولة!!

أخي المربي عفوًا..

لست أنت والد الطفل المتسول!! بالطبع لا, وليس طفلك أبدًا متسولاً..

ولكن في هذه القصة رسالة إلى الآباء الذين علّموا أبناءهم سؤال الآخرين ولم يعلموهم التعفف, فصار الطفل يمد يده هنا وهناك, ولا يتحرج أن يأخذ من هذا ومن ذاك..

رسالة إلى الآباء الذين يجدون جهدًا في تعليم أبنائهم التعفف على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم.. إلى هؤلاء الآباء الحيارى نقول:

النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه التعفف عن السؤال, ويحضهم على العمل؛ 'فقد ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم'.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'من سأل الناس أموالهم تكثّرًا فإنما يسأل جمرًا, فليستقل أو ليستكثر'.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'والذي نفسي بيده, لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره فيتصدق به على الناس خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه'.

وفي صحيح مسلم عنه أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به عن الناس خير له من أن يسأل رجلاً أعطاه أو منعه، ذلك بأن اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول'. وزاد الإمام أحمد: 'ولأن يأخذ ترابًا فيجعله في فيه خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه'.

وفي صحيح البخاري عن الزبير بن العوام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه'.

وفى الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم, ثم سألوه فأعطاهم, ثم سألوه فأعطاهم, حتى نفد ما عنده, فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: 'ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغنِ يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر'.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف والمسألة-: 'اليد العليا خير من اليد السفلى؛ فاليد العليا هي المنفقة, واليد السفلى هي السائلة'. [رواه البخاري ومسلم].

وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه, فلما وضع رجله على أسكفة الباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'لو يعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئًا'. [رواه النسائي].

وعن ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينًا في وجهه يوم القيامة'. [رواه الإمام أحمد].



وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'ثلاث والذي نفس محمد بيده إن كنت لحالفًا عليهن: لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا، ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه الله إلا رفعه الله بها، ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر'. [رواه الإمام أحمد]. [موقع صيد الفوائد].



كيف تعلم طفلك الزهد فيما في أيدي الناس؟!

1. اعلم أن ذلك لن يكون بإغداق المال عليه, وإلا فكيف يتعلم هذا الخلق الطفل الفقير؟! فإغداق المال على الطفل لا يورث الزهد كما يتصور البعض بقدر ما يورث الترف.

2. لابد أن يتعلم الطفل الاعتماد على نفسه منذ الصغر, وإن أخذ المصروف من والده فيتعلم كيف ينفقه بحكمه, وإن هو أسرف سيجني الخسارة.

3. ادفع طفلك إلى العمل؛ فالعمل يورث الزهد, والفراغ يورث الطمع والجشع, ولا تتحجج بصغر سنه, فليعمل أي عمل ولو كان مناولة الأوراق, أو مساعده في نظافة البيت, أو العمل معك في المحل, المهم أن لا يتعود الطفل البطالة أبدًا..

4. علم طفلك أن يكون صاحب اليد العليا فعلاً, فإذا اشترى حلوى أو لعبة علِّمه من صغره أن يعطي إخوانه وأن يشاركهم اللعب.

5. إن كنت موسرًا فأعطه, ولكن بلا إسراف.

6. كن أنت قدوة لطفلك, وازهد فيما في أيدي الناس.

7. علِّمه مقولة الحسن البصري رضي الله عنه وأرضاه: 'ازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس'.

8. علِّمه الصدقة, وأن يخرج جزءًا من مصروفه لهذا الأمر.

9. لا تحقِّره أو تظهره في صورة الدنيء أمام الناس, فعلِّمه عزة النفس بلا تكبر, ويكون ذلك بمناداته بأحب أسمائه ومدحه أمام الناس إن فعل الصواب, وعدم معاتبته أو إهانته أمام الناس إن أخطأ.

10. لا تجعل المادة تطغى على تفكيره في تربيتك له, وعلِّمه أن المادة لا تنهض بالعبد إذا فسدت روحه وأخلاقه.

وختامًا عزيزي المربي.. إلى لقاء قريب ومستقبل راقٍ لأبنائنا..






تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 642


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
5.57/10 (5 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.