الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
أطفالنا والتربية ما نوع التغذية التي تغذي بها طفلك؟!! |
2012-08-07 12:31
الكاتب:عمر إبراهيملعلك عزيزي المربي فهمت من العنوان الغذاء: "التفاح, الموز, اللحوم, الخضروات, والنشويات …". بالتأكيد هذه مجموعة من المأكولات الشهية ذات الفوائد الكبيرة والصحية. ولكن تخيل أنك تغذي طفلك: "شحوم, بنزين, خبز متعفن, خضروات فاسدة, فاكهة مسمومة" ما النتيجة إذًا إذا كنت تغذي طفلك هذه التغذية؟؟ بالتأكيد، هناك فارق كبير بين من يغذي طفله تغذية سليمة، وبين الذي يغذي طفله بالنفايات، ونحن لن نتكلم عن تغذية الجسد، ولكن نريد أن نتكلم اليوم عن تغذية الروح فيا ترى بأي شيء تغذي روح طفلك؟ هل تغذيه بصنوف بالكلام الصحي؟ أم أنك تغذيه بالنفايات من الكلام؟ عزيزي المربي: كثيرًا ما ننتقد أبناءنا، ونجسد صورتهم البغيضة أمام أنفسهم، ولا نفرط أبدًا في هذا النوع من التغذية السلبية كأمثال تلك الألفاظ الجارحة: · أنت لا تفهم شيئًا. · في كل موقف تثبت لي أنك لا تفكر بذكاء. · أنت طفل غير مؤدب. · أنت طفل غير مرتب. وكثيرًا جدًا ما نهمل التغذية الإيجابية لأطفالنا، أو ما يسميه علماء التربية "التغذية الاسترجاعية الإيجابية" أو "إلقاء الضوء على السلوك الحسن". والحقيقة أن هذا، إضافة إلى أنه سلوك خاطئ من الآباء، إلا أنه أيضًا يعد نوعًا من الظلم لأطفالنا. وهذه الطريقة تعلم الطفل أنه لا فارق إن سلك سلوكًا حسنًا أم لا، وهذا يفقده الشعور بأهمية ما يفعله ويفقده الثقة بنفسه, فالخطأ الذي نقع فيه دائمًا هو أننا "ننقد الخطأ ولا نمدح الحسن إلا قليلًا"، وهذه الطريقة من التغذية تشبه الذي يغذي طفله بالنفايات، ولا يغذيه بأي شيء ذي فائدة، وبالتالي هذا يؤدي إلى تدهور صحة الطفل النفسية، كما أنها تدمر صحته الجسدية. لن نطيل الحديث عن النموذج السلبي ولكن تعال نتأمل النموذج السوي: · قرر حسام التوقف عن مصادقة سامي حيث أن سامي سيئ الأخلاق، ويسبب الكثير من المشاكل ... فأثنى الأبوان على طفلهما قائلين: "بالتأكيد لقد استدعى هذا القرار منك التحلي بالشجاعة، وهذا يعني أنك تتدبر أمورك وليس النضوج بالأمر الهين، ولكن يبدو أنك عالجت هذا الأمر بشيء من الخبرة نحن فخورين بك، ونأمل في أن تكون فخورًا بنفسك". · أما سارة فقد جرت إلى أمها قائلة لها: "إن حجرتي نظيفة الآن يا أمي، فلتأتِ وتلقي نظرة". ذهبت الأم وتفحصت الحجرة قائلة: "عمل عظيم يا سارة لك أن تفخري بنفسك، فإن حجرتك أنيقة ومرتبة جدًا هذا إنجاز رائع". · حسام أصبح الآن يواظب على الصلاة في المسجد . فأثنى عليه والداه وقالا له: حسام طفل يحبه الله فهو الآن يواظب على الصلاة في المسجد, والله تعالى يحب الذي يصلون في المسجد. · عليّ استطاع أن ينتهي من واجباته مبكرًا هذا اليوم. فأثنت عليه أمه أمام والده وقالت: لقد استطاع علي أن ينهي واجباته مبكرًا هذا اليوم، إني أراه الآن في عيني كبيرًا، واستطاع أن يسيطر على نفسه. عزيزي المربي: إن التغذية الاسترجاعية الإيجابية هي أكثر الوسائل فاعلية في تحسين سلوك أولادك، وجعلهم يتخذون قرارات تنبع من أنفسهم، وهي المكافئة على السلوك السوي، وهي تعني أيضًا استخدام الثناء والمحفزات للتشجيع على اتخاذ القرار بطريقة ذاتية. كيف أستخدم التغذية الاسترجاعية الإيجابية؟! عزيزي المربي إن استخدام التغذية الاسترجاعية الإيجابية، تتم وفق فرضين أساسيين: 1. زيادة السلوك الحسن. 2. تقليل السلوك السيئ . أولًا: استخدام التغذية الاسترجاعية الإيجابية في تعزيز السلوك الحسن: وهذا أسهل شيء فأنت تبحث عن سلوك جيد يصدر من أحد أبنائك، فتقوم بتقويته، وتدعيمه عندما يكون أبناءك يتمتعون بسلوك حميد، فقم بمكافأتهم ببعض الكلمات التي تعبر عن الثناء، والتشجيع أو بعناق دافئ أو منحهم بعض الامتيازات، والأمثلة السابقة خير مثال على هذا الأسلوب. واعلم أيها الوالد أن (عبارات التعزيز تقول "نعم" للكينونة الداخلية لشخص ما، فإنها تعد نموذجية في بناء تقدير الذات عند الطفل، ويتم توصيل الإحساس بأن شخصًا ما على ما يرام إلى المستوى الداخلي عن طريق عبارة التعزيز) [قوة الحديث الإيجابي، دوجلاس بلوك بالتعاون مع جون ميريت، ص (83)]. (إنه من السهل استخدام التغذية الاسترجاعية الإيجابية وأصعب شيء فيها هو تذكر البحث عن السلوك الجيد، فغالبًا ما نبحث فقط عن السلوك السيئ لأولادنا، ونتجاهل الوجود الفعلي للسلوك الجيد، ولا نعتبره تقدمًا سلوكيًا، فكن سابقًا لردود فعلك، قم بتدعيم السلوك الجيد بإخبار أولادك أنك تقدر تصرفاتهم الجيدة، وقم بملاحظة الجوانب الإيجابية في سلوك أبنائك عن كثب؛ وهذا يستدعي التدرب والتمرس، فإذا زدت من التغذية الاسترجاعية الإيجابية ولم تقم بأية تغييرات في سلوكك الأبوي، فسيبدأ أولادك باتخاذ قرارات جيدة تنم عن سلوك سوي) [كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، سال سيفير، ص (42-43)، بتصرف]. ولذلك يتضح لنا مما سبق، أننا لا نمدح السلوك الحسن بسبب: أ- أننا ننسى أن نمدح هذا السلوك؛ لأن التغذية الإيجابية ليست في بؤرة شعورنا. ب- أننا نعتبر أن السلوك الجيد هو الأصل، فلا يحتاج إلا مدح ولكن خلاف الأصل هو الذي يحتاج إلى ذم. وبالتالي لكي نغير هذه الأفكار ونعود أنفسنا على التغذية الإيجابية للطفل، علينا أن نركز على كلمة واحدة بها بدأنا هذه السلسة المباركة ألا وهي: "تدرب". فعدم استخدامنا التغذية الإيجابية؛ إنما هو ناتج عن عادة سيئة ورثناها عن الآباء أو الأصدقاء، وليست هي أبدًا من العقل أو الدين في شيء. فأنت إن تأملت النبي صلى الله عليه وسلم، لوجدت أنه كان يستخدم التغذية الإيجابية في كثير من موافق حياته، حتى أن كل صحابي كان يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يشعر أنه الأثير عنده. فمثلًا: · قوله صلى الله عليه وسلم لصهيب الرومي: "ربح البيع أبا يحيى". · وقوله لعثمان رضي الله عنه عندما جهز جيش العسرة: "ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم". · وقوله لعبد الله ابن عمر رضي الله عنه: "نعم الرجل عبد الله إن كان يقوم من الليل". · وقوله لسعد ابن أبي وقاص: "ارم سعد، ارم فداك أبي وأمي". فإنك إذا تأملت حال النبي صلى الله عليه وسلم، لزادك هذا التأمل دافعًا نحو التدرب على التغذية الإيجابية. ثانيًا: استخدام التغذية الاسترجاعية لتقليل السلوك السيئ. (يمكنك أيضًا عزيزي المربي استخدام التغذية الاسترجاعية الإيجابية، للقضاء على السلوك السيئ أو إضعافه، وهذه الطريقة تجدي مع أنماط من السلوك السيئ الهدام، وليس السلوك السيئ العابر الذي لا يحتاج إلى جهد وعناء في معالجته: · قم بتحديد السلوك السيئ . · قم بتحديد السلوك المضاد) [كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك، سال سيفير، ص(43)، بتصرف]. · امدح السلوك المضاد . فمثلًا أحمد يتشاجر مع أخته هاجر .. هذا هو السلوك السيئ. السلوك المضاد أن يكون أحمد ودودًا ومتعاونًا في اللعب مع أخته. فعليك إذًا أن تمدح السلوك المضاد وتقول: "إنه لشيء جميل أن تلعب مع أختك الصغيرة بهدوء يا بني". فأنت بهذه الطريقة عزيزي المربي تقوم بتعزيز السلوك المضاد للسلوك السيئ، وبهذه الطريقة سيقوم الطفل بالميل تدريجيًا إلى السلوك الحسن، ويترك السلوك السيئ حتى يختفي هذا السلوك السيئ تمامًا بإذن الله تعالى. وهناك أمران قد يساعدانك أيها الوالد في تقليل السلوك السيئ لدى طفلك، فالأول (أن تحرص على إدراك ابنك لأهمية الطباع أو التصرفات الطيبة، فعندما يدرك الطفل تأثير الطباع الطيبة على الآخرين، سوف يكون أكثر انصياعًا ورغبة في تحسين سلوكه، يمكنك أن تقول له: إن هذه الطباع الطيبة سوف تساعدك على كسب احترام الآخرين، عندما يكون الشخص مهذبًا ومتحضرًا مع الآخرين، سوف يكون أسعد حالًا وأكثر راحة، وأما الأمر الثاني، هو تلقينه عادات جديدة تحل محل العادات القديمة، منها: كيف تقابل الآخرين؟ كيف تتعلم آداب الطعام؟ آداب التحدث في الهاتف ....) [لا تعاملني بهذا الأسلوب، ميشيلي بوربا، ص (88-89)، بتصرف واختصار]. وختامًا نريد أن نخبرك بأن طفلك الصغير يصدق كل ما تخبره به ويتصرف حسب توقعاتك، فإن أخبرته بأنه مزعج، فسوف يتعايش مع هذا الواقع، وإن أخبرته بأنه يعرف كيف يلعب بشكل هادئ فسوف يتعايش مع هذا التوقع, عندما تلبسه ثوب مكتوبًا عليه "من هنا تنبع المشكلة"، فأنت تشجعه على أن يعتقد في نفسه أنه سبب للمشاكل. فأنت إذًا عزيزي المربي من تغذي الطفل بسلوكه. أنت الذي ترسم له السلوك الذي يمشي عليه. آخر كلمة: إن من أهم الأشياء التي تساعدك على تغيير سلوك طفلك السيء، هو أن يكون التواصل بينك وبينه جيدًا، ومما ينبغي أن نعرفه جيدًا أن (التواصل الجيد ينتج عن علاقات جيدة) [كيف تقولها للمراهقين، ريتشارد هيمان، ص (4)، بتصرف]. فإذا كانت علاقتك جيدة مع طفلك، فهذا يعني تواصل جيد، ومن ثم تغيير سلوك طفلك للأفضل، فشارك طفلك في حياته اليومية، اجعله يشعر أنك أبوه وأخوه وصديقه، فأنت بذلك تكون قد ملكت قلبه, وتستطيع بعد ذلك أن توجهه نحو القمة. المراجع: · لا تعاملني بهذا الأسلوب ميشيلي بوربا. · كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك سال سيفير. · قوة الحديث الإيجابي دوجلاس بلوك بالتعاون مع جون ميريت. · كيف تقولها للمراهقين ريتشارد هيمان.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |