شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
ابني حبيبي كيف حالك؟

2012-08-07 12:50
الكاتب:عمر السبع


قصة وليد:
يجلس وليد الطفل ذو العشر سنين في بيته، وكل يوم يشبه الذي قبله، فحياته كلها تلقي لأوامر الوالدين (اذهب، تعال، لا تفعل، إياك) وهكذا يعيش هذا الولد في ظل أجواء يسودها الجفاء بين الآباء وابنائهم.
مكافأة الابناء:
إن الابن يرتبك حين يتلقى الأمر الصادر من أمه أو أبيه بفتور أو استخفاف, ذلك أنه يتخيل أنهم لا يقدرانه وأنه شخص غير موثوق فيه أو لا يقدره أحد.
ولذلك فإن النظر إلى الابن والكلام معه باحترام وحب, وتلقيه المكافأة على طاعته وعدم تمرده هو الطريق إلى تقليل عناده.
فإن المكافأة الكبرى التي يتطلع إليها الابن دائمًا هي أن يخس أنه محبوب من أبويه وأنهما يثقان به ويكرمانه، (فكلما استخدمت أيها الوالد الأساليب والعبارات الملائمة, كان التأثير أجدى وأنفع, مثل قولك لابنك: آسف لإزعاجك, ولكن أريدك أن تساعدني في عمل ما، أو من فضلك، أود أن تعتني بمذاكرتك جيدًا، أو هل من الممكن أن تنتبه إلى أسلوب تعاملك مع إخوانك؟ وغيرها.
كما يجدر بنا كآباء أن نستخدم ألفاظ وعبارات تشعر الابن أنه جزء منا وقريب من قلوبنا، مثل، يا ابني، يا ابنتي، يا حبيبتي.
و المتأمل في سورة يوسف يجد أنها حافلة بهذه المعاني السامية واللفتات التربوية التي ترسخ هذا المفهوم الذي يتجلى في مواقف عدة,منها طبيعة حوار سيدنا يعقوب-عليه السلام-مع يوسف وإخوته حينما قال:
{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف: 67].
فها هو يعقوب-عليه السلام- في مواقف عصيبة وحالة محزونة, بقي في تعامله مع أبنائه بروح الأب الحاني يشملهم بأبوته العظيمة) [التميز في فهم النفسيات، أكرم مصباح عثمان].
تطوير الخطاب:
إن علينا معاشر المربين أن نبحث دائمًا عن الأساليب الأكثر أناقة والأكثر رقيًا في خطابنا لمن نقوم على تربيتهم؛ لأن الخطاب حين يكون راقيًا يبني ذوقًا وأدبًا وخلقًا راقيًا لدى من نربيهم, وفوق هذا وذاك فإن الأسلوب الراقي في الخطاب يجعل المتلقي أكثر استعدادًا لقبول ما نقوله له.
فمثلًا، بدلًا من أن نقول: هذا كذب، نقول: هذا خلاف الواقع, أو نقول/معلوماتي حول هذا الموضوع غير ما ذكرت، وبدلًا من أن نقول لابن لمسنا في العجلة: أنت عجول, أو أنت دائمًا مستعجل، (فإن الأحسن من ذلك أن نقول: الرؤية جيدة, والعجلة لا تأتي بخير، وإذا رأينا ابنًا لنا يغير رأيه فلا نقول: أنت متناقض, ولا نقول: كل يوم لك رأي، وإنما نقول له: كان لك في الماضي رأي مختلف, فهل وجدت لديك خبرة أو معلومة جديدة حتى غيرت رأيك؟، وهكذا) [بناء الأجيال، د.عبد الكريم بكار، ص(159)، بتصرف يسير].
مثل عملي للطريقة الخطأ في الإرشاد:
يقول الأب أو الأم: كريم، أن خطك في الكتابة في غاية السوء، لقد سئمت من أخطائك الغبية، لابد من إعادة هذه ما كتبت مرة أخرى.
خذ المثال الصائب للإرشاد:
كريم، خطك في الكتابة في تحسن مستمر، الحمد لله قلت أخطاؤك بدرجة كبيرة، إنها أخطاء قليلة ولكن بعضها يغير المعنى، أليس كذلك؟
مثال آخر للطريقة الخاطئ:
يقول المربي: ماذا فعلت فيما أمرتك به، إنك أغبى من رأيت في حياتي، يبدو أنني سأضطر لأمرك بإعادة هذا العمل اللعين مرة أخرى،
الطريقة الصحيحة:
ما شاء الله لا قوة إلا بالله, لقد أنجزت جزءًا كبيرًا مما طلبته منك مع صعوبة الظروف، ولكن هناك أمر أريد أن أفهمه فيما قمت به,فهل تراجعه معي لأنني أخشى أن يفسد ما صنعت؟؟
مثال آخر للطريقة الخطأ:
لماذا حصلت على هذه الدرجات المنخفضة في مادة التاريخ يا غبي؟ إنك إما كسول أو غبي جدًا, لدرجة أنك لا تصلح للتعلم، فأي واحد من ذلك تعتبر نفسك؟
الطريقة الصواب:
(رامي, إن بطاقة الدرجات الخاصة بك تبدو رائعة هذه المرة,إنني حقًا فخور بعملك, ولكن الدرجة التي حصلت عليها في التاريخ تعتبر دون المستوى المألوف,ولكنني أعلم أنك تستطيع تحسينها أيضًا لأنك تقدمت في بقية المواد الدراسية) [21 يومًا للحصول على القوة والسلطة في تعاملك مع الآخرين، جيمس ك.فانفليت، ص(145)].
أن هذه الطريقة في الإرشاد وتصويب الخطأ لا تحطم كرامة الابن ولا تفقده احترامه لنفسه، إنها طريقة تتطلب منك أيها المربي صبرًا ووقتًا، ولكنها تأتيك بنتائج مبهرة، فهل تجرب؟
مضمون الإرشاد:
إن أسلوب الإرشاد في غاية الأهمية, بل إننا لا نجافي الحقيقة إذا قلنا أن أسلوب الإرشاد قد تزيد قيمته على قيمة المضمون, وقد قالوا من قبل "ليس المهم ما قيل, ولكن كيف قيل؟
فصياغة الضوابط تكون بلغة لا تتحدى احترام الطفل لذاته، فمثلًا: "هذا وقت النوم"، أفضل من"لإنك صغير جدًا حتى تظل مستيقظًا إلى الآن، اذهب إلى فراشك"، و"الكرسي للجلوس, وليس للوقوف عليه، أفضل من "لا تقف على الكرسي".
أخي المربي:
نحن كثيرًا ما نسمع آباء يشكون من أبنائهم الذين عاملوهم بجفاء, فانعكس ذلك على سلوكهم فيما بعد، سواء من حيث شدتهم على أبنائهم, أو الأغرب من ذلك من حيث التسيب عاطفيًا وعدم السيطرة على أبنائهم, بل تنفيذ كل ما يطلبه الابناء منهم، بل ربما سمعنا بعضهم يقول: إن التدليل المبالغ فيه هو الأمر الممكن الوحيد الذي يستطيعونه مع ابنائهم,لأن القسوة السابقة معهم كانت كفيلة بتسيبهم عاطفيًا.
إن الأبناء الذين يتربون بالقسوة, يخرجون إلى هذا العالم وهم يحملون قلوبًا لا رحمة فيها، يقيسون كل شئ بميزان لا يعرف الحنان أو الحب، ذلك أنهم في صغرهم إذا أظهروا عاطفهم, واجهتهم قسوة الآباء "لا تبك, وكن رجلًا!!"، وإذا احتاجوا الاختباء داخل جسد الأب الكبير, واجهتم تربية جافة تجمد ينابع العطاء في أعماقهم, وتدفعهم إلى إزعاج كل من حولهم في محاولة لتنبيههم إلى حاجتهم الشديدة إلى الحب والاحترام! ولذلك فإننا (إذا لاحظنا على الطفل عمل بعض الأعمال غير المرغوبة وجب أن ننبهه إلى ذلك بطريقة لا تجرح كبرياءه؛ فإذا رأينا أنه يكذب كان من المناسب أن نقول: إن فلانً لا يكذب، وإذا كان وقع ذلك منه فإنه ليس متعمدًا, فذاك خير من تقريعه وتوبيخه.وعند إرادة مناصحته في خطأ ما فإن ذلك ينبغي أن يتم في السر بعيدًا عن الناس حتى أفراد أسرته، وكل ذلك في سبيل السعي إلى محاصرة الانحراف دون إيقاع أضرار به) [من أجل إنطلاقة حضارية شاملة، د.عبد الكريم بكار، ص(142)].
واجبات الآباء:
إن على الابناء واجبات تجاه الآباء، هذه حقيقة, ولكن الحقيقة الأخرى التي لا تقل عنها أهمية أن للابناء حقوقًاعلى الآباء، وإذا رغبنا في طاعة أبنائنا وعدم عقوقهم فلا بد أن نعلم أن هذه الطاعة إنما ينتجها عدم عقوقنا لهم، وهذه النتيجة تخضع لقاعدة ثابتة هي قاعدة "الحقوق والواجبات، فالأب عليه واجبات كثيرة تجاه أولاده, ومن هذه الواجبات:
(1- تعليمهم أمر دينهم بالطريقة الصحيحة.
2- حسن اختيار أسمائهم.
3- إحاطتهم بالرحمة والشفقة والعطف.
4- تقريبهم ومحبتهم.
5- إشباع حاجاتهم المختلفة بالمقدار المناسب (مثل حاجتهم إلى الأمن, والاحترام, واللعب, والمعرفة).
ولا ريب أن قيام الآباء بهذه الواجبات وفق التوجيهات الشرعية, ووفق الحاجات الفطرية لهؤلاء الأبناء, سيؤثر على مسالك الأبناء تجاههم وسيورث المحبة والاحترام والطاعة, وسيؤدي إلى البر بهم والبحث عن رضاهم.
وما حدث من عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الرجل الذي اشتكى ولده يبين أهمية قاعدة الحقوق والواجبات في التربية، فقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو عقوق ابنه فأحضر عمر الولد, وأنبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين, إن أبي لم يعفل شيئًا من ذلك, أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي, قد سماني جعلًا (أي خنفساء), ولم يعلمني من الكتاب حرفًا واحدًا.
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك, وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.
الرسول القدوة:
إن لنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة, وقد بلغ من اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالأطفال وحرصه على التعامل الطيب معهم, وتربيتهم التربية الصالحة أنه: كان يحملهم معه ويأتي بهم إلى المساجد فعن عبد الله بن شداد قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة) [رواه البخاري].
ويجلسهم إلى جواره, كما في حديث أبي بكرة في: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه) [رواه البخاري].
ورقة عمل:
ـ قم بانتقاء ألفاظك التي تريد أن توجه من خلالها أبناءك.
ـ استخدم أسلوب الإرشاد من خلال الترغيب مع ابنك، بمعنى تقول له: ما رأيك أن تفعل كذا؟
ـ ليكن الأب والأم على طريقة واحدة في الإرشاد الصحيح، فلا يكون أحدهما قاسي، والآخر هو الحاني.
المصادر:
· من أجل إنطلاقة حضارية شاملة، د.عبد الكريم بكار.
· 21 يومًا للحصول على القوة والسلطة في تعاملك مع الآخرين، جيمس ك.فانفليت.
· بناء الأجيال، د.عبد الكريم بكار.
· التميز في فهم النفسيات، أكرم عثمان.



تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1064


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (12 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.