الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
زهرة البيت كبسولة النجاح والتفوق |
2012-08-06 10:51
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسف1. إدارة الوقت: تجربة إحدى المراهقات: تقول: أذكر أنني رأيت شكلاً لمربعات الوقت وقلت لنفسي إن هذا صحيح، إنني أفعل الكثير من الأشياء في الدقيقة الأخيرة، مثل الواجبات المنزلية، إذا كان موعد تسليم البحث قد اقترب، فإنني أنتهي منه مساء يوم الأحد لتسليمه صباح الاثنين، أو إذا كان هناك امتحان يوم الجمعة فإنني أتغيب عن المدرسة يوم الخميس من أجل المذاكرة للامتحان، ولقد كنت في أزمات طاحنة متوالية. وبمجرد أن اكتشفت ما كان مهماً بحق بالنسبة لي، بدأت في وضع الأولويات، وبدأت في استخدام مخطط، كنت إذا أردت الذهاب لزيارة إحدى الصديقات أقول حسناً هذا الأمر الآخر أكثر أهمية، سوف أقوم به أولاً، وربما كان لدي يوم غد بأكمله للزيارات، وفي النهاية بدأت في المذاكرة بشكل أكثر فاعلية، وتفوقت في امتحاناتي، وسار كل شيء على خير ما يرام، كان يمكن لحياتي أن تكون أقل ضغطاً فقط لو أنني كنت قد استثمرت وقتي بشكل أكثر فاعلية مبكراً. منطقة الارتياح ومنطقة الشجاعة: وضع أولوياتكِ أولاً هو أمر يتطلب شجاعة وغالباً سوق يقتضي منك الخروج من منطقة ارتياحك، الق نظرة على شكل منطقة الشجاعة، ومنطقة الارتياح. إن منطقة ارتياحك تمثل أشياء أعتدتِ عليها وألفتها، وأماكن تعرفيها، وأصدقاء تشعري معهم بالارتياح، وأنشطة تستمتعي بالقيام بها، منطقة ارتياحك خالية من المخاطرة، إنها سهلة، إنها لا تتطلب منكِ أي توسيع لقدراتك، وداخل هذه الحدود نشعر بالأمن والأمان. ومن الناحية الأخرى، فإن الأشياء مثل اكتساب أصدقاء جدد، والتحدث أمام حشد جماهيري كبير، أو التمسك الشديد بقيمك ومبادئك هي أشياء تجعلك تصاب بالقلق والتوتر. مرحباً بك في منطقة عليَّ المغامرة والمخاطرة والتحدي؟ كل شيء يجعلنا نشعر بعدم الارتياح موجود هنا في هذه المنطقة، ينتظرنا الشك والريبة، والضغط والتغيير، وإمكانية الفشل، ولكنها أيضاً منطقة الفرص، والمنطقة الوحيدة التي يمكنك فيها أن تصلي إلى أقصى قدراتك، وإمكاناتك، وإنكِ لن تصلي إلى هذه أبداً عن طريق البقاء في منطقة ارتياحك هذا مما لا شك فيه. ما هذا الذي سألته؟ وما الخطأ في الاستمتاع بمنطقة ارتياحك؟ ليس هناك خطأ في الواقع، يجب أن نقضي الكثير من أوقاتنا في منطقة الارتياح، ولكن هناك شيء خاطئ تماماً في ألا تحاولي مطلقاً المغامرة بالإبحار في منطقة الشجاعة، إنك تعرفي مثلما أعرف أنا تماماً أن هؤلاء الذين نادراً ما يحاولون القيام بأشياء جديدة، أو محاولة نشر أجنحتهم يعيشون حياة آمنة، ولكنها مملة، ومن يرغب في حياة كتلك؟ قال لاعب الهوكي (واين جر يتزكيWayne Gretzky) ذات مرة (إنك تخسر بنسبة 100% في المحاولات التي لا تقوم بها أبداً، لماذا لا تبدي بعض الثقة في ذاتك، وتقوم بمخاطرة، وتذهبي إلى منطقة شجاعتك من وقت إلى أخر؟ وتذكري المخاطرة في حياة أمنة من المخاطرة هي أعظم مخاطرة على الإطلاق. لا تسمحي أبداً لمحاولتك بأن توقعك في الفشل: الخوف هو عدو لدود للإنسان، وهو عائق كبير في طريق نجاحه وفاعليته، وإنما يخاف الإنسان من الفشل؛ لأنه يسبب له ألماً نفسياً شديداً، والإنسان بطبعه مستعد لأن يفعل أي شيء لتجنب الألم، لا سيما لو كان ألماً نفسياً، حتى ولو كان هذا الألم هو الطريق الوحيد نحو تحقيق النجاح، ومن ثم يفضل معظم الناس أن يعيشوا بدون أهداف واضحة خشية الوقوع في الإحساس بالألم من جراء الفشل في تحقيق هذه الأهداف. وقد تجدي كثيراً من الناس يغذون الخوف من الفشل في نفوسنا، وتأملي معنا موقف زيد بن حارثة القائد في جيش المسلمين يوم مؤتة وقد قال له بعضهم: (قد وطئت البلاد وأخفت أهلها، فانصرف فإنه لا يعدل العافية شيء). لكن عبد الله بن رواحة حسم الموقف بقوله: (يا قوم إن التي تكرهون للذي خرجتم تطلبون... الشهادة!!! وما نقاتل بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين؛ إما ظهور، وإما شهادة، فألهبت كلماته مشاعر المجاهدين فكانت ملحمة سجل فيها القادة الثلاثة بطولة عظيمة انتهت باستشهادهم. ولذلك فقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله تعالى من الجبن ويقرن بين العجز والكسل، فجاء في دعائه صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل والعجز والكسل). وإذا كان هذه هو حال أغلب الناس أنهم يخافون من الفشل، فإنكِ أيتها الأخت المؤمنة الصادقة لابد أن تنأي بنفسك عن هذه الحال، إذ كيف تخافي من الفشل، وأنى للخوف أن يتسلل إلى قلبكِ وأنتِ تسمعي قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصي عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ويوصيكِ أنتِ أيتها المؤمنة من بعده فيقول: (واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك) [حديث صحيح]. فإياك أخيتي والخوف... فلكي تفوزي أعلمي جيداً أنك ستتعرضين للحظات سقوط، ولكن لابد أن تنهضي بعد كل مرة، وإليك هذا النموذج. فيما يلي عدة أحداث من تاريخ حياة رجل فشل كثيراً جداً، ولكنه استمر ينهض ويكافح. قصة المكافح: - فشل في عمله في سن الثانية والعشرين. - هزم في انتخابات الهيئة التشريعية في ولايته في سن الثالثة والعشرين. - وفشل في عمله في سن الخامسة والعشرين. - عانى من وفاة خطيبته في سن السادسة والعشرين. - أصيب بانهيار عصبي في سن السابعة والعشرين. - هزم في ترشيحه لمنصب نائب في سن التاسعة والعشرين. - هزم في ترشيحه للكونجرس في سن الرابعة والثلاثين. - تم انتخابه كنائب في الكونجرس في سن السابعة والثلاثين. - فقد أعادة الترشيح للكونجرس في سن السابعة والثلاثين. - هزم في ترشيحه لمجلس الشيوخ في سن السادسة والأربعين. - هزم في الحصول على منصب نائب ورئيس الولايات المتحدة في سن السابعة والأربعين. - هزم في ترشيحه لمجلس الشيوخ في سن التاسعة والأربعين . هذا الشخص ليس سوى )أبراهام لينكولن Abraham Lincoln) الذي انتخب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية في سن الحادية والخمسين، لقد تحدى الفشل حتى في كل مرة سقط فيها، وأخيراً وصل إلى غايته، واكتسب احترام وإعجاب أمم وشعوب العالم. 2. كيف تضعي أولوياتك؟ كبداية أرشح بشدة استخدام مخطط من أي نوع يحتوي على تقويم ومساحة لتدوين مواعيدك، ومهامك، وقوائم واجباتك، وأهدافك، ويمكنك حتى إذا أردتِ أن تصنعي مخططكِ الخاص من مذكرة مربوطة بسلك حلزوني. عند سماع كلمة مخطط قد يفكر البعض مفكر في نفسه قائلة: ماذا؟ لست أريد حمل كتاب آخر معي في كل مكان، إذا كان هذا هو تفكيرك، فاعلمي أن المخططات تصُنع بجميع الأحجام، يمكنكِ أن تحصلي على مخطط ضخم يقترب وزنه من كيلو ونصف الكيلو، كما يمكنك أن تحصلي على مخطط صغير محمول وزنه لا يزيد عن مائة جرام. قد تفكر أخريات كذلك، لست أريد لحياتي أن تكون متوقفة على مخطط، إنني أحب حريتي، إذا كان هذا هو تفكيرك، فتذكري أن المخطط لم يتم تصميمه من أجل تقييدك ولكن من أجل تحريرك، مع وجود مخطط لن يكون عليكِ أن تقلقي بشأن نسيان بعض الأمور، أو بشأن تحميل عقلك وذاكرتك بما لا طاقة لهما به. سوف يذكرك المخطط متى يحين موعد تسليم أبحاثك، ومتى يحين موعد الامتحانات، يمكنك أن تحتفظي بجميع معلوماتك العامة (مثل أرقام الهواتف، وعناوين المواقع الإسلامية وغيرها...) في مكان واحد بدلاً من خمسين قصاصة من الورق، ليس المقصود من المخطط أن يكون هو سيدك، وإنما هو أداة لمساعدتك في أن تحيا حياتك. خططي أسبوعياً: خذي خمس عشر دقيقة من كل أسبوع لتخططي أسبوعك، وراقبي فحسب ما يمكن أن يصنعه هذا من اختلاف، ولماذا أسبوعياً؟ لأننا نفكر بالأسابيع، ولأن التخطيط اليومي هو تركيز ضيق أكثر مما ينبغي، والتخطيط الشهري هو تركيز أوسع مما ينبغي، وبمجرد أن تملك مخططاً من أي نوع، اتبعي عملية التخطيط الأسبوعي ثلاثية الخطوات هذه: الخطوة (1): حددي صخورك الأساسية: في نهاية أو بداية كل أسبوع اجلسي وفكري فيما ترغبين في إنجازه في الأسبوع القادم، اسألي نفسك ما الأشياء الأكثر أهمية التي تريدي القيام بها هذا الأسبوع؟ إنني أسمي هذه الأشياء صخورك الأساسية، إنها تشبه أهدافاً صغيرة نوعاً ما ويجب ضمها إلى بيان رسالتك وأهدافك بعيدة المدى، ولا عجب في أنكِ ستجدي أن معظمها سوف تنتمي إلى المربع(2). يمكن أن تخرجي بقائمة من الصخور الأساسية قد تبدو كشيء من هذا القبيل: صخوري الأساسية لهذا الأسبوع: - حفظ ثلاثة أربع من القرآن. - المذاكرة من أجل الامتحان. - صلة الرحم (زيارة الأهل). إحدى الطرق الأخرى للتعرف على صخورك الأساسية هي أن تفكري من خلال الأدوار الأساسية التي تلعبيها في حياتك، مثل دورك كطالبة، وكصديقة، كفرد في الأسرة، وكأي شيء آخر تقومين به، ومن ثم تصلي إلى الأمر أو الأمرين الأكثر أهمية واللذين ترغبي في إنجازهما في كل دور تلعبيه. إن تخطيط حياتكِ بناءً على الأدوار التي تلعبيها سوف يساعدك على أن تظل في حالة توازن. وبينما تحددي صخورك الأساسية للأسبوع، لا تبالغي في ذلك، وبرغم أنكِ قد تشعري أن لديك أربعين صخرة كبيرة يتحتم الانتهاء منها، كوني واقعية واقصري تركيزك على ما لا يزيد عن عشر أو خمسة عشر. الخطوة (2): خصصي وقتاً لصخورك الأساسية: هل شاهدت من قبل تجربة الصخور الكبيرة؟ إنكِ تحضري دلواً وتملئيه حتى منتصفه بحصوات صغيرة تحاولي بعد ذلك أن تضعي الكثير من الأحجار الكبيرة داخل الدلو فوق الحصوات الصغيرة، ولكنها لا تدخل جميعاً، لذا فإنك تفرغي الدلو وتبدئي من جديد، وفي هذه المرة فإنك تضعي الصخور الكبيرة أولاً في الدلو ثم تتبعيها بالحصوات الصغيرة، سوف تملأ الحصوات الصغيرة المساحات بين الصخور الكبيرة تماماً، ولكن في هذه المرة سوف يحتويها الدلو جميعاً، إن الاختلاف هو الترتيب الذي وضعت به الصخور والحصوات في الدلو، إذا وضعت الحصوات أولاً، فإن الصخور الكبيرة لن تدخل جميعاً، ولكن إذا وضعت الصخور الكبيرة أولاً فإن الدلو سوف يحوي كل شيء الصخور الكبيرة والحصوات، والصخور الكبيرة تمثل أكثر أشيائك أهمية، أما الحصوات فتمثل الأمور اليومية الصغيرة المعتادة التي تستنزف وقتك مثل الأعمال المنزلية الروتينية، والمكالمات الهاتفية، والمقاطعات، ومغزى هذه القصة هو أنكِ إذا لم تقومي بجدولة صخورك الكبيرة أولاً فلن يتم إنجازها. إذا خصصت وقتاً أولاً من أجل صخورك الكبيرة، فإن الأنشطة اليومية الأخرى سوف يكون لها أوقاتها أيضاً، وحتى إن لم يكن لها هذا الوقت، فمن يبالي؟ من الأفضل أن تستغني عن الحصوات الصغيرة وليس الصخور الكبيرة. الخطوة (3) جدولي كل شيء آخر: بمجرد أن تنتهي من تدوين صخورك الكبيرة، جدول جميع أعمالك الصغيرة الأخرى، والمهام اليومية، والمواعيد. وإليك كيفية وضع الحصوات ا لصغيرة، وقد ترغبي أيضاً في أن تنظري مقدماً في تقويمك وتسجلي الأحداث والأنشطة القادمة مثل الأجازة. وأخيرًا تذكري: (أن الناجحين يتخذون القرارات الصحيحة مبكرًا، ويشرعون في متابعة هذه القرارات يوميًّا) [لليوم أهميته، جون سي ماكسويل، ص(15)]. المصادر: · تاريخ دمشق لابن عساكر. · السيرة النبوية دروس وعبر د. علي محمد الصلابي. · لليوم أهميته، جون سي ماكسويل.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |