شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
الطفل في الشهر الكريم

2012-08-06 11:12
الكاتب:عمر السبع



دخل رامي البيت بعد أن انتهى من تزيين الشارع الذي تحت بيته مع أصدقائه، وبعد أن انتهى من فرقعة الصواريخ بمناسبة حلول شهر رمضان العظيم، دخل على الفور إلى غرفة نومه لأنه كان مرهقًا جدًا هذا اليوم فلم يشعر بنفسه إلا ووالده يوقظه للسحور ويقول له: قم يا رامي كل عام وأنت بخير اليوم رمضان.

صائم أنت أم لا؟

فقال رامي في عناد: بل صائم.

قال الوالد: قم إذن للسحور.

قام رامي وجلس على المائدة وهو يمسح عينيه من النعاس ثم تذكر أنه سيصوم ثم بدأ يلتهم أكبر قدر ممكن من الطعام حتى لا يجوع في صيامه، فدخل على الطعام دون أن يسمي الله وبدأ يمسح ما أمامه من الصحون.

ثم تنازل الماء وأخذ يجرجره خوفًا أن يصيبه العطش وهو صائم .. ثم عاد بعد أن انتهى من الطعام إلى فراشه ليكمل نومه ... وأبوه يناديه لصلاة الفجر ولكن لا حياة لمن تنادي.

كان رامي يتمنى أن يطول نومه أكبر وقت ممكن حتى لا يشعر بألم الصيام. فلم يصحُ رامي إلا على أذان المغرب .. فقام مسرعًا من الفراش إلى مائدة الإفطار وبدأ في الأكل بشراهة دون أن يسمي الله وقام دون أن يحمده، ثم جلس أمام التلفاز يتابع برامج الأطفال والفوازير، وظل أمام التلفاز إلى أن جاء موعد النوم.

ما شعور ابنك وهو صائم؟

بعض الأبناء أو الغالبية العظمى منهم يشعرون بالخوف من الصيام لأنهم سيحرمون من الطعام والشراب والحلويات لفترة طويلة ... فيكون شعورهم في هذا الشهر الخوف من أنهم لن يستطيعوا الصيام..

وبعض الأطفال يدخل هذا الشهر بقوة وتحدي ويصومونه كاملاً وهم في سن صغير، والفارق بين هؤلاء الأطفال يرجع إلى الفارق في التربية.

كيف ربينا أبناءنا على التعامل مع رمضان؟

الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يُصوِّمون أبناءهم ويمنعون عنهم الطعام نعم ولكنهم في المقابل كانوا يقدمون لهم اللعب والدمى حتى تلهيهم عن الجوع والعطش .. وهذا من فقه الصحابة ـ رضوان الله عليهم.

هذا أيضًا ما يجب أن نفعله مع أبنائنا .. لا بد أن يشعروا أن شهر رمضان شهر جميل ومحبب إلى نفوسهم، لا بد أن ينغرس هذا المعنى في نفوسهم منذ الصغر حتى يستقر بعد ذلك في أنفسهم عند الكبر.

كثير من الآباء يشتكي الآن أن ابنه يفطر في رمضان أو يدخن في نهار رمضان, وللأسف هذه النماذج موجودة في مجتمعنا المسلم، وما هي إلا محصلة لتقصير الآباء في غرس معاني حب شهر رمضان العظيم في نفوس الأطفال.

إن شهر رمضان الكريم محضن تربوي عظيم لأطفالنا لأن الأجواء الإيمانية الجماعية فيه تغرس في نفوس أبنائنا الكثير من المعاني التربوية ولكن كيف نستثمر هذا الشهر الكريم مع أبنائنا؟!

صلاة التراويح مؤشر كبير:

فبعض أطفالنا يكون عندهم حب المسجد وحب المكث فيه فتجدهم في صلاة التراويح مع الكبار، وقد يكملونها إلى نهايتها, بل ربما نجدهم في صلاة التهجد والاعتكاف.

والبعض الآخر من الأبناء وهم للأسف الغالبية العظمى تجدهم على أفضل الأحوال يصلون العشاء مع آبائهم يطلقون بعد ذلك الصواريخ أمام المسجد، أما الباقي فلم يصلوا العشاء أصلاً وهم من بعد الإفطار عاكفين أمام التلفاز يتابعون الفوازير والبرامج التلفازية مقتدين في ذلك بآبائهم وأهليهم.

كلهم قد وقعوا ضحية لما زينه شياطين الإنس من أهل الباطل من وسائل مضلة, إن رمضان فرصة عظيمة لغرس معاني الإيمان في نفوس الأطفال .. فلا نفوت على أبنائنا هذه الفرصة.

ظاهرة الصيام بلا صلاة:

هي في الكبار قبل أن تكون في الصغار للأسف موجودة.

ولكن التعامل مع الصغار في هذه الحالة لا يكون بالتعنيف أو إشعارهم أن صيامهم غير مقبول كأن يقول الأب لابنه مثلاً الذي لا يصلي وهو صائم 'سيحبك الله أكثر يا بني إن حافظت على الصلاة وأنت صائم، أنت ولد ممتاز صائم من أول الشهر فلو تحافظ على الصلاة أيضًا تكون أحسن واحد عند ربنا'.

هكذا تكون عبارات تشجيعية لا تقلل من حماس الطفل للصيام بل تدفعه أكثر إلى طاعة الله بحب وقناعة.

رمضان فرصة عظيمة ولكن كيف السبيل؟

رمضان فرصة عظيمة لغرس معاني الإيمان في نفوس أطفالنا ومن هذه المعاني الإيمانية:

1ـ الصبر:

وذلك من خلال الصيام وتحمل الجوع والعطش.

2ـ المراقبة:

فالطفل لا يراه إلا الله ولكنه لا يأكل ولا يشرب لأنه يعلم أن الله يراه.

3ـ حب المسجد:

فوجوده في الصلوات مع والده في صلاة التراويح واشتراكه في المسابقات الخاصة بالمسجد كل هذا يغرس في نفس الطفل ويحيي فيه داعي الفطرة وعندما يكبر سيذكر كل هذه المواقف وستكون لها أكبر أثر في توبته وعودته إلى الله إن كان ضل الطريق ووقع ضحية لرفقاء السوء.

فيجب أن نعوّد أولادنا على الصلاة والمحافظة عليها والخشوع فيها من الصغر؛ لأن من شَبَّ على شيء شاب عليه) [المشكاة في تربية الصغارعَلى الصّلاة، حسان بن سالم عيد، ص(1)].

4ـ حب القرآن:

فعندما يرى الطفل والديه وإخوته عاكفين على كتاب الله سيقلدهم هو بالفطرة وسيقرأ بل ربما يحاول أن يختم في رمضان, كل هذا يقوي عنده داعي الفطرة بل يحببه في القرآن، وأيضًا يعلمه كيف يقرأ القرآن وتصبح قراءة القرآن يسيرة على لسانه في الكبر بعكس الأطفال الذين لم يقرءوا القرآن في صغرهم تجدهم عند الكبر يتعتعون في كل كلمة.

5ـ الترابط الأسري .. وصلة الرحم:

هذا الشهر العظيم فرصة لتقوية الترابط الأسري وصلة الرحم، فالأسرة تجتمع غالبًا مرتين في اليوم على مائدة الطعام ويزداد ترابط أفراد الأسرة بعضهم ببعض، وهذا له أكبر تأثير على تماسك شخصية الطفل وقوتها.

فالطفل الموجود في أسرة متماسكة ومترابطة يكون أكثر استقراراً بكثير نفسيًا وذهنيًا وعقليًا من الطفل الموجود في أسرة مفككة أو الأرحام فيها مقطوعة.

كما أن تبادل الزيارات بين أفراد الأسرة واجتماعهم على مائدة الإفطار يغرس في نفس الطفل أهمية صلة الرحم وعدم قطعه.

6ـ الجود والكرم:

فعندما يقتدي الآباء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه كان أجود ما يكون في رمضان ويبدأون في إخراج صدقاتهم وزكاة فطرهم يتعلم الأبناء منهم حب الصدقة خاصة إذا كان الآباء حريصين على تعلم أبنائهم هذا الأمر، فلقد رأيت أحد الأمهات تعطي طفلها الصغير قدرًا من النقود ليضعها في يد سائل فهذا الفعل له أكبر أثر على نفس الطفل وكم سيغرس فيه حب الكرم والصدقة.

بعض الوسائل العلمية كي نحبب إلى أبنائنا شهر الصيام:

1ـ الزينة:

إن هذه الزينات التي امتلأت بها الشوارع والطرقات لها أكبر أثر في نفس الطفل خاصة إذا شارك فيها بنفسه، وخاصة إذا كانت هذه الزينة داخل البيت أيضًا.

ويمكن أيضًا كتابة بعض العبارات 'أهلاً رمضان' 'أهلاً شهر الصيام' 'مرحبًا شهر الغفران' فيشعر الطفل أن رمضان عيد يحتفل به.

2ـ الهدايا والألعاب:

في بداية الشهر أحضر لطفلك الهدايا واللعب والفوانيس بمناسبة هذا الشهر كي ينغرس في نفس الطفل أن هذا الشهر يأتي ويأتي معه الخير فيحبه ويحرص على الصيام.

3ـ تدرج معه في الصيام:

فلا يشترط أن يصوم الطفل الشهر كله في البداية أو يصوم اليوم إلى نهايته بل يتدرج معه فهو لم يبلغ سن التكليف بعد، وافتح باب المنافسة بين أطفالك كأن تقول لهم 'من يصوم أكثر له جائزة أكبر'. 'من يصلي التراويح إلى نهايتها له جائزة' وهكذا.

4ـ اشتر لأطفالك ثيابًا جديدة قبل رمضان:

وأخبرهم أنها ثياب العبادة، فإن كان ولدًا اشتر له ثوبًا جديدًا ومصحفًا جديدًا ومسبحة، والبنت اشتر لها عباءة وطرحة صغيرة ومصحفًا جديدًا كي يتهيأ نفسيًا للعبادة لنزول المسجد للصلاة ولقراءة المصحف.

5ـ أغلق التلفاز في رمضان:

فلا فائدة منه وابدأ أنت في إعداد برامج خاصة بالبيت:

ـ مسابقة لحفظ القرآن في بيتك.

ـ مجلس يومي تجتمع فيه الأسرة تتذاكر فيه أحاديث الرسول.

ـ أن يختم البيت المسلم القرآن ختمة خاصة بالأسرة يقرأ فيها كل أفراد الأسرة.

ـ تنزل العائلة كلها لصلاة التراويح.

ـ الذهاب لزيارة الأقارب وصلة الأرحام.

ـ مسابقة لمن يختم القرآن أكثر عدد مرات في رمضان.

هذه البرامج ستشغل الوقت وتغني عن التلفاز وتغرس في نفوس الأبناء حب رمضان وحب الطاعة.

وأخيرًا:

تذكر أخي الوالد أن ابنك لن ينفعه رمضان ما لم يرى منك القدوة الحسنة (فإن الإسلام انتشر في كثير من بلاد الدنيا بالقدوة الطيبة للمسلمين التي كانت تبهر أنظار غير المسلمين وتحملهم على اعتناق الِإسلام، فالقدوة الحسنة التي يحققها الداعي بسيرته الطيبة هي في الحقيقة دعوة عملية للِإسلام يستدل بها سليم الفطرة راجح العقل من غير المسلمين على أن الإسلام حق من عند الله) [القدوة مبادئ ونماذج، صالح بن عبد الله الحميد، ص(6)].

المصادر:

· القدوة مبادئ ونماذج، صالح بن عبد الله الحميد.

· المشكاة في تربية الصغارعَلى الصّلاة، حسان بن سالم عيد.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 902


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (4 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.