شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
مدرسة الأخلاق

2012-08-06 11:23
الكاتب:عمر السبع



قد يكون المربي قوامًا صوامًا، طائعًا لله تعالى، ولكن للأسف يكذب، أو يغضب، أو يسب أو يشتم، أخلاقه سيئة، طباعه غير مرضية، لايملك الخلق الحسن، ولا يتخلق بأخلاق المسلم.
إنه سيواجه مشكلة كبيرة في تربية أبنائه؛ ذلك لأنه يملك خللًا في فهمه للإيمان؛ حيث ظن أنه مجموعة من الشعائر التعبدية التي يقوم بها لنفسه فقط، ونسي أن الإيمان أخلاق أيضًا، بل إن هدف بعثة النبي صلى الله عليه وسلمأن يتمم مكارم الأخلاق، قال صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (45)].
(ولقد اهتمت السنة النبوية بالتوجيه إلى تقوية الميل الفطري إلى القيم والمبادئ، والمثل الأخلاقية العليا بالتربية الواعية السليمة، وغرسها في النفس منذ بواكير الحياة الأولى للإنسان؛ حتى يصبح مراقبًا لله تعالى في كل شئونه، مستشعرًا لحضوره معه، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه، ولاشك أن هذه الرقابة الإلهية هي أساس السمو الروحي والتهذيب الخلقي والتقويم السلوكي؛ لأن المؤمن يحملها في قلبه، وهي معه أينما كان في صحوه ومنامه، وفي حله وترحاله، وفي سره وعلنه، وفي وحدته ووجوده مع الآخرين) [أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية، د.عبد الحميد الصيد الزنتاني].
ومن أهم مكارم الأخلاق التي لابد أن يتحلى بها المربي:
الخلق الأول: المربي الناجح صادق:
قال أحد الآباء لابنه معتز: عندما تنجح أشتري لك دراجة!
معتز: حقًّا يا أبي، أتعني ما تقول؟
الأب: نعم يا بني، عندما تنجح سأشتري لك دراجة.
معتز: الدراجة التي في المحل المركزي بالسوق التجارية.
الأب: نعم يا بني، سأشتريها لك، ولكن إذا نجحت وحصلت على مجموع مرتفع.
معتز: أأنت محق يا أبي؟!
الأب: نعم يا بني.
معتز: أبي، هذا وعد؟
الأب: نعم يا بني، هذا وعد!
ومن هذه اللحظة بدأ معتز يجد ويجتهد يومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر، وفي ليالي الامتحانات كان معتز يسأل والده بعد كل امتحان: (أبي، أنت عند الوعد؟).
فيرد عليه والده: نعم يا بني، أنا عند الوعد، ولكن عليك الجهد، فإني لا أخلف الوعد؛ لأن إخلاف الوعد صفة من صفات المنافقين، فما يزيد هذا الولد إلا حماسة وتشوقًا.
وانتهت الامتحانات بحمد الله، ويوم ظهور النتيجة كان معتز متخوفًا واضعًا يده على قلبه، إما يفوز بالجائزة أو يخسر، ولكن بفضل الله كان النجاح حليف معتز، بل وحصل على مجموع 92% في نهاية العام.
رجع معتز مسرعًا إلى بيته فوجد أباه في انتظاره يسأله: أخبرني ما الخبر؟
ألقى معتز بنفسه في حضن أبيه، وهو يقول له: لقد حصلت على 92% يا أبي، لقد حققت المطلوب مني، بقي أن تنفذ وعدك.
فأجاب الوالد في سرور: هيا اركب معي الآن، لنذهب للسوق التجارية لنشتري الدراجة.
ركب معتز مع أبيه في السيارة، وذهبا إلى السوق، واشترى الدراجة التي كان يتمناها ويحلم بها ليل نهار، وكان هذا اليوم من أسعد أيام حياته.
عزيزي المربي، كن عند كلمتك!
إن من أهم الصفات التي لابد أن يتسم بها المربي الناجح هي صفة الصدق.
وإن المصيبة الكبيرة التي تهدد أطفالنا، هي أن يكون الآباء والمربون كذابين، خاصة فيما يتعلق بوعد الطفل شيئًا ثم إخلاف هذا الوعد؛ فإخلاف الوعد له آثار سلبية كبيرة على الطفل، من ذلك:
• أن يسقط الأب من نظر الطفل، فهو لا يقول ما يفعل.
• أن يصاب الطفل بالإحباط؛ لأنه كان يعمل لينال هذه الجائزة ويجدُّ، ثم بعد ذلك لم يجد نتيجة في نظره لهذا الجد والعمل.
• يفقد الطفل روح التحدي والمنافسة ووضع الأهداف والتوصل إليها؛ لأنه فقد قيمة النجاح.
• يجعل هذا الطفل يعقد مقارنات بينه وبين الآخرين من آباء أصدقائه الذين يعدون ويوفون.
• أن يتعلم الطفل نفسه الكذب، ويكون ابنًا كذابًا، وفي المستقبل سيكون أبًا كذابًا أيضًا.
لذلك عزيزي المربي، كن عند كلمتك، وتعود ألا تقول إلا ما تفعل، وألا تعد إلا وأنت واثق تمام الثقة أنك ستفي؛ لتكون قدوة لطفلك، ولأنك تصنع الرجال والأبطال!
الخلق الثاني: المربي الناجح عادل:
في الصباح الباكر، قامت أم عبد الرحمن من نومها استعدادًا لبداية يوم جديد، وبعد أن توضأت الأم وصلَّت الفجر أسرعت لإعداد الإفطار؛ ليكون جاهزًا فور استيقاظ الأولاد، ثم ذهبت لإيقاظ أطفالها، عبد الرحمن في الصف الأول الابتدائي، وعائشة في الصف الثاني الابتدائي.
أيقظت الأم عبد الرحمن، وفور إيقاظها له قبَّلته في رأسه وغمرته بحضنها الرحب، في هذا الوقت كانت عائشة الطفلة الصغيرة واقفة أمامهما تنتظر هذا الاهتمام، ولكن الأم لم تزد على أن قالت لها: صباح الخير يا عائشة، لقد نمت كثيرًا اليوم، أنت كسولة جدًّا، أما عبد الرحمن فنشيط، أليس كذلك يا عبد الرحمن؟
أومأ عبد الرحمن برأسه في لا مبالاة وهو يتجه إلى طاولة الإفطار، وتوجه الجميع إلى الطاولة وتناولوا الإفطار سويًّا، وقامت الأم بتجهيز الحقيبة المدرسية الخاصة بعبد الرحمن، في حين قامت عائشة بنفسها تجهز حقيبتها.
وأمام الباب، وفي لحظة الانصراف قبلت الأم عبد الرحمن في رأسه، ودست في جيبه شيئًا من الحلوى، وأخفت في حقيبته شيئًا من العصير، وقالت له: عبودي، إياك أن تقول لأختك، تبسم عبد الرحمن وانطلق، وانطلقت أخته وراءه بعد انهماكها في تجهيز الحقيبة الخاصة بها.
وعلى درج السلم، قال عبد الرحمن لأخته، وهو يغيظها: أمي أعطتني حلوى، وأنت لا.
ألا عدلت بينهما؟!
روى أنس أن رجلًا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء ابن له فقبَّله وأجلسه على فخذه، وجاءت ابنة له فأجلسها بين يديه؛ فقال صلى الله عليه وسلم للرجل: (فما عدلت بينهما) [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (2994)].
عزيزي المربي...
إن خلق العدل من أسمى الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم فضلًا عن المربي الناجح، فهذا الخلق هو اسم من أسماء الله تعالى (العدل)، وضده حرمه الله على نفسه وعلى الخلق، فقال في الحديث القدسي: (إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا) [رواه مسلم].
حتى وإن كان في قلبك محبة لهذا دون الآخر، فلا تُعطِ من تحب أكثر مما تعطي الآخر، أو تعطي من تحب وتمنع الآخر.
لذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) [رواه البخاري].
وروى الإمام مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت ابني هذا، أي أعطيته، غلامًا كان لي.
فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: (أَكُل ولدك نحلته مثل هذا؟).
فقال: لا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأرجعه) [رواه مسلم].
وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: (أكل بنيك قد نحلت مثل ما نحلت النعمان؟).
قال: لا.
قال: (فأشهد على هذا غيري).
ثم قال: (أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟).
قال: بلى.
قال: (فلا إذًا) [رواه مسلم].
انظر كيف اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم عدم العدل يبن الأبناء ظلمًا، وأي ظلم؟!
فهو ظلم للنفس بأن اتبعت هواها، ولم تمض وفق مراد الله تعالى.
وهو ظلم للطفل المفضل؛ لأنه سيصير في النهاية مدللًا ويتغطرس على إخوته.
وهو ظلم للطفل المفضول؛ لأنه حُرِم حقه من الحنان والرعاية والاهتمام.
وهو ظلم للأبناء جميعًا؛ لأن هذا الأسلوب سيزرع بينهم روح الشحناء والضغينة والبغضاء والتحاسد والتناحر، مما سيؤثر بالسلب على تماسك البيت المسلم والأسرة المسلمة، وبالتالي المجتمع المسلم.
ولذلك كانت وصايا النبي صلى الله عليه وسلم كلها تحفظ هذا الكيان المسلم ليكون قويًّا في ذاته، قادرًا على مواجهة أعدائه.
فالعدل العدل في المعاملة والعقوبة، والنفقة والهبة والملاعبة والقبل.
ولكن...
لا يعني العدل تطابق أساليب المعاملة، بل يتميز الصغير والطفل العاجز أو المريض، وذلك لاحتياجهما إلى العناية، وكذلك الولد الذي يغيب عن الوالدين بعض أيام الأسبوع للدراسة أو العمل أو العلاج.
ولابد أن يُبيِّن الوالدان لبقية الأولاد في هذه الحالة سبب تمييز المعاملة بلطف وإشفاق، وهذا التمييز ليس بالدرجة الكبيرة، ولكن فرق يسير يتسامح الإخوة به ويتجاوزون عنه.
ومن هنا كان العدل من أهم الأخلاق، التي لابد أن يتخلَّق بها المربي.
(فكن عادلًا ـ أخي المربي ـ فتعترف بخطئك وتعتذر عنه كما تطلب من أبنائك.
وكن عادلًا ـ أخي المربي ـ عندما تعاقب ابنك فلا تكن منفعلًا ولا غاضبًا ولا منتقمًا لنفسك، فهي أمور منافية للعدل.
وكن عادلًا ـ أخي المربي ـ بين أبنائك ليحبوك، ويحب كل منهم الآخر، ولا يبغض بعضهم بعضًا بتفريقك بينهم، وتفضيلك بعضهم على بعض، ولو في المشاعر والقبلات.
وكن عادلًا ـ أخي المربي ـ عندما تتدخل بينهم في مشاجراتهم، فلا تحكم للكبير الذي تحبه، أو للصغير لأنه ضعيف، فالكل سواء.
وكن عادلًا أخي المربي عندما تعطي أبناءك الهدايا، حتى لا تغرس الأحقاد بينهم.
كن عادلًا تنعم وسط أبنائك، تنعم بحبهم لك، ولا يسألك ربك عن الظلم يوم القيامة) [أحسن مربي في العالم، محمد سعيد مرسي، ص(285)].
المصادر:
• أحسن مربي في العالم، محمد سعيد مرسي.
• أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية، د.عبد الحميد الصيد الزنتاني.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 977


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (6 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.