الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
أطفالنا والتربية أوكسجين الطفل المسلم |
2012-08-07 12:15
الكاتب:عمر إبراهيمطفلك كسول .. أليس كذلك ..؟! لا يستيقظ مبكرًا .. ينام كثيرًا .. يأكل كثيرًا .. أليس الأمر كذلك ضعيف التركيز .. شارد الذهن .. ذاكرته ضعيفة .. أليست هذه هي شكواك ؟ أليست هذه هي همومك نحو طفلك؟! أخي المربي.. لقد نسيت شيئًا هامًا وأنت تربي طفلك .. وهو أوكسجين الحياة بالنسبة له.. أوكسجين الحياة .. الذي هو محبب إلى نفسه .. ويؤديه بشغف وحب. أوكسجين الحياة .. الذي يدخل السرور إلى قلبه ويملأه سعادة ونشاطًا. أوكسجين الحياة .. الذي هو فطرة فطره الله عليها يميل هو إليها في جري وقفز وصعود وهبوط وحركة تنقل ولعب ونشاطًا. أوكسجين الحياة .. الذي يقود طفلك إلى أحضان الطبيعة حيث الشمس والهواء المطلق. أخي المربي .. أظنك عرفت هذا الأوكسجين .. إنه التربية الرياضية!! هات يدك أخي المربي واستمع إلى هذه الإحصائيات أثبتت الإحصائيات الرياضية الألمانية أن التمرينات الرياضية تزيد قوى عضلات الفتيات بين 14 ـ 16 سنة من العمر 2%! , وتنمي القلب والرئتين100% , كما تتحسن وظائف بقية أجهزة البدن الداخلية والخارجية وقد دلت فحوص طبية كثيرة على أن قدرة امتلاء الرئة بالهواء عند الرياضيين أقوى منها بكثير عند غير الرياضيين، ومثل هذا ينطبق على بقية الأعضاء وتبادل المواد الدورة الدموية والقلب والهضم الأوكسجين .. يبعث في الجسد والعقل والروح .. النشاط والحيوية فللتربية الرياضية أثر إيجابي في تقوية عزيمة الفرد وتركيزه العقلي أثناء لعبه وممارسته لهواياته الرياضية وتحفيزه وتهيئته لعناصر المفاجأة والاستعداد لها، وغرس روح الفريق لديه بما ينمي ميله الفطري للانتماء الاجتماعي، وتعويده على الطاعة والالتزام الذاتي، وهو ما يؤديه ارتباط النمو الجسمي بالنمو العقلي والنفسي والاجتماعي والخلقي، مما يؤدي إلى تكامل الشخصية الإنسانية بمختلف جوانبها. أخي المربي: لماذا تدفن طفلك في سرير الكسل وغرفة النوم والرياضة هي السبيل الوحيد لنمو طفلك عقليًا وجسديًا وروحيًا واجتماعيًا، لتتكون شخصيته بعد ذلك شخصية متزنة متكاملة يشار إليها بالبنان. السنة النبوية تحض على الرياضة بكافة أنواعها: وذلك واضح من نصوص السنة النبوية المطهرة "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" وكذلك حثت السنة النبوية على رياضة المشي إلى المساجد وعبادة الحج كذلك فيها إشارة إلى رياضة المشي والهجرة دليل على ذلك أيضًا، عن أنس قال: كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى القصواء وكانت لا تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا سبقت القصواء! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنه حقًا على الله أن لا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه" البخاري. وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتخلون: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ارموا بني إسماعيل فإنه أباكم كان راميًا" وفي الحديث أيضًا ما يحث على ركوب الخيل ما رواه البخاري عن عروة بن الجعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" وروي مسلم عن عقبة بن عامر يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا أن القوة الرمي، ألا أن القوة الرمي، ألا أن القوة الرمي" , وروى مسلم أيضًا عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستنفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه". علم طفلك اللهو المفيد , علمه أن يلهو بأسهمه.. ولا تتعذر بضيق الوقت أو قلة المال .. فأقل رياضة ممكنة أن تؤد بها مع طفلك هي المشي وهي تؤدي بأقل وقت وحال وجهد وإليك بعض الألعاب المقترحة لطفلك: 1ـ كرة القدم. 6ـ كرة اليد. 2ـ المشي والسباق. 7ـ كرة الطائرة. 3ـ السباحة. 8ـ المصارعة مع التركيز على عدم الضرب في الوجه. 4ـ السلة 5ـ الخيل. ولكن هناك ملحوظتين أخيرتين لك يا أخي المربي: 1ـ الملحوظة الأولى: قدم الجهد تجد النجاح ونعني بهذه الملحوظة أن طفلك بحاجة إلى اهتمام شديد منك حتى ينجح في لعبته الرياضية ويمكن أن نذكر لك بعض هذه الأمور الواجب عليك الاهتمام بها: 1ـ التركيز مع الطفل في لعبة واحدة حتى لا يتشتت جهده وتقل الفائدة. 2ـ متابعة الطفل بالذهاب إلى النادي والسؤال عليه وتشجيعه باستمرار، فنظرتك إليه بإعجاب تدفعه أكثر إلى الأمام. 3ـ الاهتمام بجانب التغذية. 4ـ الاهتمام بتنظيم وقته حتى يستطيع أن يريح جسده الوقت الكافي. 5ـ الاهتمام بالعلاج في حالة إصابة الطفل بأي مرض. 6ـ علم طفلك أن الرياضة وسيلة ليست غاية في حد ذاتها حتى لا تصير حياته كلها رياضة ويهمل واجباته وصلاته. الملحوظة الثانية: لا تجعله كالمنبت ونعني بهذه الملحوظة الآباء الذين يعرفون أبنائهم بالأنشطة والمواعيد الرياضية، فلا يتسنى لهم الراحة والترويح فيصير الواحد من هؤلاء كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهر أبقى وإليك مثالاً من أرض الواقع ماجد طفل في الصف الأول المتوسط يستيقظ من النوم الساعة الخامسة صباحًا يذهب إلى النادي ليجري تمريناته الخاصة بالسباحة .. بعد ذلك يذهب إلى المدرسة ليواصل دراسته، يعود من المدرسة الساعة الرابعة .. يرتاح ساعة يأكل فيها ويشاهد فيها برامج التلفاز ثم يحين بعدها موعد النادي مرة أخرى ليكمل تمرين السباحة الساعة السادسة لأنه واحد من فريق السباحة ولا بد أن يتدرب جيدًا يعود من النادي الساعة التاسعة أو العاشرة في بعض الأحيان يجلس بعدها يراجع واجباته المدرسية ثم ينام ليعاود الاستيقاظ مرة أخرى الساعة الخامسة ناهيك عن درس الفرنساوي الذي يأخذه ماجد مرة في الأسبوع إضافة إلى درس الرياضيات كذلك... النتيجة الحتمية .. أن أصبح ماجد مشتت الذهن ضعيف التركيز لا ينجز الأشياء .. بإتقان لأن شمله تفرق بين كل هذا وذاك , وأصيب بالتعب والإرهاق الجسدي الذي أثر بالسلب على صحته، جميل أن يهتم الآباء بملء فراغ أبنائهم حتى لا يتسرب الشيطان إلى حياتهم ولكن لا يكون هذا على حساب صحتهم الجسدية لأن أجسادهم هذه أمانة في أيدينا إن نحن غذيناها في الصغر كانت قوية عند الكبر وإن أهملناها في الصغر جنينا بعد ذلك في الكبر مساوئ الأمراض والعلل، فلا بد أن يحرص الآباء على الاهتمام بنمو الطفل نموًا صحيحًا دون أن يعيق نموه أي معوق. والتعب والإرهاق من أهم العوامل المؤثرة على البناء الجسماني للطفل فهما مضمران للنمو الجسمي في كل مراحل العمر "ومن الخصائص الطبيعية للنمو الجسمي أن يصيبه التعب ويكتنفه الإرهاق عقب بذل المجهود المتواصل والمكثف، ويحدث التعب دائمًا نتيجة للاضطراب في عملية تبادل المواد داخل الجسم بأجهزته المختلفة إذ ينشأ نقص في المواد المولدة للطاقة والحركة بينما يكثر تعدم المواد المصروفة في العهد والنشاط والعمل.. ويمكن تقسيم التعب إلى ثلاثة أنواع رئيسية: أولهما: التعب الجزئي: وهو الذي يحصل في عضو واحد أو مجموعة أعضاء تشترك في أداء نشاط ما أو القيام بعمل ما. ثانيهما: تعب عام: يشمل الجسد كله نتيجة للمواد المهدمة. ثالثهما: التعب الزائد: وهو الذي يصاحبه الإرهاق الشديد وبعض حالات العجز عن أداء أي جهد وهو نوع يهدد بالمرض. ولذلك كان من الضروري للحصول على قسط كاف من الاستجمام والراحة لإزالة التعب والإرهاق وتجدد النشاط والقدرة على العمل وتقوية طاقات الحركة وكان من الضروري أيضًا مراعاة حدود المقدرة والطاقة الجسمية للإنسان عند تكليفه بأي مهام أو أعمال وأخذ ذلك في الحسبان في مختلف مراحل نموه، سواء أكان طفلاً أم شابًا أم رجلاً حتى لا نشق عليه ونحمله فوق ما يحتمل ونلحق به الضرر من حيث نريد له المنفعة. السنة النبوية تعتمد أسلوب الرفق وتهدم أسلوب العنف: فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه) [رواه مسلم]. وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل) [رواه مسلم]، فمن هذه المنطلق التربوي، علينا أن نرفق بأبنائنا ونحرص على عدم تحميلهم ما لا يطيقون لأن هذا هو الصواب بحساب العقل والنقل. المصادر: أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية د. عبد الحميد السعيد الزنتاني اللمسة الإنسانية محمد محمد بدري أحسن مربي في العالم محمد سعيد مرسي
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |